أشرف وزراء الصناعة أحمد زغدار، الطاقة والمناجم محمد عرقاب والنقل كمال بلجود، أمس، ببوهارون بولاية تيبازة، على حفل استلام أول قاطرة بحرية مصنعة محليا من طرف المؤسسة الجزائرية لبناء وإصلاح قوارب الصيد (إيكوراب)، التابعة للمجمّع العمومي للصناعات الميكانيكية. تمت عملية تسليم القاطرة المختصة في مرافقة رسو سفن نقل المحروقات، على مستوى الورشة البحرية إيكوراب ببوهارون، لصالح شركة تسيير واستغلال طرفيات موانئ المحروقات "أس تي آش"، فرع مجمّع سوناطراك، والمتخصّصة في تشغيل، إدارة وتطوير محطات المحروقات البحرية. ووقع بالمناسبة عقد شراء بين شركة تسيير واستغلال طرفيات موانئ المحروقات وايكوراب، من أجل استقبال قاطرتين أخريين، كما وقعت مؤسسة ايكوراب اتفاقيتين مع متعاملين اقتصاديين لتزويدهم بعدد من بواخر النزهة. ويندرج تسليم هذه القاطرة البحرية التي يبلغ طولها 14 مترا، في إطار مشروع لتصنيع وتسليم 3 قاطرات بحرية لفائدة فرع سوناطراك، حيث يرتقب تسليم القاطرة الثانية نهاية الثلاثي الأول من السنة الجارية، فيما سيتم تسليم القاطرة الثالثة نهاية الثلاثي الثاني 2023. نسبة الإدماج ستصل إلى 80% بفضل الحجار بالمناسبة، أشاد وزير الصناعة بالقدرات والكفاءات التصنيعية التي تتمتع بها شركة "إيكوراب" من أجل مواكبة برنامج تطوير صناعة السفن في الجزائر، لاسيما الموجهة للصيد في أعالي البحار، مشيرا إلى الخصائص التقنية للقاطرة المصنعة والتي تتميز بنسبة إدماج عالية تعادل 65%، وسترتفع أكثر في القاطرتين المتبقيتين إلى 80%، بفضل إدماج الصفائح الفولاذية من النوع البحري التي ستنتج في مركب الحجار. وأضاف زغدار بأن تصنيع القاطرة تم وفق المعايير العالمية المعتمدة وتحت المتابعة التقنية الحثيثة لمكتب الإشهاد العالمي " فيريتاس"، ما يعطي أكبر ضمان على سلامة وأمن هذه القاطرة، داعيا إلى تضافر الجهود على كل المستويات لضمان التطوير المستمر لنشاط مؤسسة "إيكوراب" من أجل تعزيز مكانتها في السوق وتنويع منتجاتها، لاسيما السفن ذات الأطوال والطاقات المتوسطة والكبيرة وسفن النزهة، مع التركيز على التحكم والتموقع الأفضل في مجال تصليح السفن، للحد من اللجوء إلى الخارج وما ينجر عنه من تحويل للعملة الصعبة. وذكر في ذات الخصوص بالعمل التنسيقي بين قطاعي الصناعة والصيد البحري والمنتجات الصيدية، بهدف تطوير هذه الصناعات والمساهمة في تحديث أسطول الصيد البحري الوطني. تقوية أسطول "سوناطراك" لعزيز الصادرات من جهته، أكد وزير الطاقة والمناجم، أن هذه العملية تندرج ضمن سياسة مجمّع سوناطراك المتعلقة بترقية المحتوى المحلي والإدماج الوطني، وكذا في إطار سياسة المجمّع الجديدة لتقوية أداة الإنتاج الوطنية، عن طريق دعم وتشجيع المؤسسات الوطنية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا الشركات المبتكرة والناشئة، للمشاركة في تطوير النسيج الاقتصادي والصناعي للبلاد، وخلق ديناميكية لتطوير الصناعات المحلية وتشجيع المؤسسات الجزائرية لتوطين صناعة المعدات وقطع الغيار، تماشيا مع التوجهات الاقتصادية الجديدة للحكومة والمساهمة في دعم الإدماج الوطني. وقال الوزير إن استلام مثل هذه القاطرات يسمح لسوناطراك بتقوية أسطولها البحري المتخصص في نقل المحروقات، وبالتالي تقليص فاتورة استيراد التجهيزات بالعملة الصعبة، معتبرا أن إنتاج هكذا قاطرات يعد مساهمة في تمكين موانئ النفط الجزائرية للاستجابة لمتطلبات المجمع في وقت أقل، لاسيما فيما يتعلق بزيادة قدرتها على تصدير المحروقات وضمان تحميل السفن في أفضل ظروف السلامة والتكلفة وحماية البيئة وفقا للمعايير الدولية المعمول بها. إلغاء المناقصات الدولية والاستعانة بإيكوراب بدوره أكد وزير النقل كمال بلجود أن مثل هذه التجهيزات كانت تقتنى من الخارج بالعملة الصعبة، قائلا إن "ما أثبتته "ايكوراب" من قدرات في التصنيع المحلي يجعلنا من اليوم فصاعدا نعطي تعليمات بإلغاء المناقصات الدولية لاستيراد مثل هذه التجهيزات، والعمل مع مؤسسة "ايكوراب"، والتنسيق مع المؤسسات الأخرى في مجال الصيانة، من أجل صناعة وصيانة السفن، وضمان دفتر أعباء خاص بإيكوراب".