ختم المنتخب الوطني المحلي دور المجموعات لبطولة إفريقيا للمحليين-2022 لكرة القدم (المؤجلة إلى 2023) والجارية بالجزائر، بتحقيق انتصار جديد، عزّز به صدارته في المجموعة الأولى، عقب إجراء الجولة الثالثة أول أمس. الناخب الوطني مجيد بوقرة، رغم اعتماده على تشكيلة مغايرة مقارنة باللقاءين الأولين، تمكن أشباله من افتكاك ثالث فوز لهم على التوالي، وإنهاء مرحلة المجموعات بالعلامة الكاملة، عندما هزم نظيره الموزمبيقي بنتيجة هدف بدون رد. وسمحت مباراة موزمبيق للمدرب مجيد بوقرة، بتجريب بعض الأسماء في هذه الدورة، بعد ضمان التأهل مبكرا، إلى الدور ربع النهائي؛ ما سمح له بالوقوف على مردود أغلب العناصر القادرة على أن تكون في الموعد خلال المباريات القادمة؛ على غرار الظهير الأيمن سعدي رضواني، الذي قدّم مردودا رائعا في أول لقاء له كأساسي، وتُوج، كذلك، بجائزة رجل المباراة. حصن دفاعي منيع لكتيبة بوقرة كما حضّر بوقرة لاعبيه جيدا في الشق الدفاعي؛ حيث كان هذا الخط نقطة قوة المنتخب الوطني المحلي، الذي كان جدارا منيعا أمام هجمات المنافسين طيلة انطلاق دورة "الشان"؛ إذ إن محليي "الخضر" لم يتقبلوا أي هدف خلال أول 3 مباريات، مبرزين صلابة دفاعية كبيرة، وهو ما يُعَد مكسبا للثقة لرفقاء الحارس أليكسيس قندوز قبل المباريات الصعبة التي تنتظرهم في الأدوار المقبلة. وباتت الكرات الثابتة نقطة قوة أشبال بوقرة، وهو ما تجلى خلال هذه البطولة، في كون الأهداف الثلاثة التي سجلوها أمام ليبيا ثم إثيوبيا وموزمبيق، جاءت بتلك الطريقة، مما يُعد سلاحا مهمّا لعناصر المنتخب المحلي في الأدوار المقبلة، للوصول إلى شباك المنافسين. وفي المقابل، يبقى العقم الهجومي النقطة السلبية بالنسبة لكتيبة مجيد بوقرة، التي فشل مهاجموها في ترجمة كثير من الفرص التي أتيحت لهم، إلى أهداف حقيقية. هذه النقطة بالذات لاتزال تؤرق الطاقم الفني، وعلى رأسه المدرب مجيد بوقرة، الذي يسعى قبيل كل مباراة، لإيجاد حلول لهذا المشكل؛ سواء بالتغييرات في القاطرة الأمامية، أو حتى في نظام اللعب أحيانا. الخطأ ممنوع عن محليّي "الخضر" الآن سيستغل المدرب بوقرة الوقت جيدا خلال الأيام المقبلة، لتجهيز عناصره وتحسين الشق الهجومي؛ حتى يكون أداء القاطرة الأمامية أقوى وأفضل، وبالأخص في الأدوار القادمة، التي لا مجال فيها للخطأ بالنسبة لرفقاء القائد عبد اللاوي. وتجدر الإشارة إلى أن بهذا الفوز يكون الفريق الوطني أول منتخب يحقق تسع نقاط في الدور الأول منذ دورة 2011، بعد انتصاره بنفس النتيجة (1-0)، على كل من ليبيا، ثم إثيوبيا والموزمبيق. وستلعب النخبة الوطنية الدور ربع النهائي يوم الجمعة المقبل على (17.00) بنفس الملعب "نيلسون مانديلا" ببراقي، أمام الفريق الذي سيحتل المرتبة الثانية عن المجموعة الثانية. اللاعبون يثمّنون التأهل عبّر لاعبو منتخب الجزائر للمحليين عن رضاهم بما حققوه إلى حد الآن في البطولة الإفريقية للاعبين المحليين "شان الجزائر 2022"، مشيرين إلى أن التأهل إلى ربع النهائي بعد 3 انتصارات متتالية، أمر إيجابي؛ ردا على الانتقادات التي تواجههم بسبب الأداء. وقال شعيب كداد أول أمس: "لقد اجتهدنا كثيرا، ونحن الآن نقطف ثمار عمل دام قرابة عام ونصف عام. حققنا هدفنا الأول. سنرتاح الآن، وبعدها نباشر التحضير الجدي لمواجه ربع النهائي". وواصل: "تشكيلة المنتخب تغيرت اليوم بنسبة 70 ٪. ورغم ذلك حققنا الفوز، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أننا نملك مجموعة قوية، وكل اللاعبين مستعدون للمشاركة كأساسيين. وهدفنا تشريف الجزائر، واللاعب المحلي". وزاد: "لن أوجه أي رسالة لأيّ كان. والانتقادات تزيدنا قوة، وترفع من مستوانا. كل تركيزنا منصب على الميدان وفقط؛ من أجل إسعاد الشعب الجزائري. وسنخوض كل المواجهات بمثابة نهائي". ومن جانبه، قال حسين دهيري في تصريحاته بالمنطقة المختلطة أول أمس: "مشوارنا في (الشان) إيجابي إلى حد الآن؛ حيث حققنا 3 انتصارات في 3 مباريات. وإن شاء الله نواصل على نفس المنوال لتحقيق أهدافنا. لقد واجهنا فريقا يلعب بطريقة جيدة؛ لعب كل حظوظه للتأهل إلى الدور المقبل، إلا أننا كنا مركزين من البداية إلى النهاية؛ الأمر الذي سمح لنا بإنهاء دور المجموعات بدون تلقي أي هدف. أشكر المدرب على الثقة التي وضعها في شخصي. وأعتقد أنني كنت في حسن ظنه بتسجيلي هدف الفوز". وقال حارس المنتخب المحلي ألكسيس قندوز عقب التأهل لربع النهائي: "خضنا مباريات صعبة خلال الدور الأول من هذه المنافسة الجارية بالجزائر وتحت ضغط الجمهور الغفير، لكن جميع اللاعبين عرفوا كيف يتعاملون معها، وحققنا ثلاث انتصارات مستحقة". وأضاف بشأن منافسهم في الدور المقبل من "الشان": "ليس لدينا خيار معيّن أو منتخب نرغب في مواجهته خلال الدور ربع النهائي. نحن ندخل جميع المباريات من أجل الفوز". وختم الحارس قندوز: "عشنا أجواء رائعة مع الجمهور الجزائري؛ فاللعب أمام مدرجات مليئة أمر مدهش، ناهيك عن جودة الملعب والأرضية الممتازة. نشكر الأنصار على مساندتهم وتشجيعهم الكبير لنا". أما اللاعب سعدي رضواني والذي اختير كرجل اللقاء ضد موزمبيق، فقال: "المقابلة كانت صعبة أمام فريق كان يريد تسجيل نتيجة جيدة من أجل التأهل. كنا جاهزين لهذه المواجهة التي ترفع من معنوياتنا فيما تبقّى من مشوار. أظن أننا حققنا اللقاء الذي كان ينبغي". وأردف: "كل لاعب بات جاهزا لأخذ مكانه فوق أرضية الميدان. والدليل على الرغم من التغييرات التي أجراها المدرب، إلا أننا أثبتنا أن بإمكان الجميع اللعب كأساسي والبقاء في خدمة الفريق. صحيح أننا حققنا العلامة الكاملة إلا أننا لسنا راضين تماما بالمردود. علينا العمل أكثر لنكون على أتم الجاهزية في الدور ربع النهائي، الذي لا مجال فيه للخطأ". كوندي جينيور (مدرب الموزمبيق): سعيد بالتأهل وأتمنى ملاقاة الجزائر في النهائي عبّر كوندي جينيور، مدرب منتخب موزمبيق، عن سعادته بتحقيق فريقه التأهل للمرة الأولى، إلى الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا للمحليين، مشيرا إلى قوة المنتخب الوطني للمحليين بعد فشله في قيادة لاعبيه إلى تحقيق الفوز. وقال كوندي خلال الندوة الصحفية عقب المباراة أول أمس: "أنا سعيد للغاية بالتأهل إلى الدور المقبل، خاصة من أجل اللاعبين. هذه أول مرة يتأهل فيها منتخب موزمبيق إلى هذه المرحلة من المنافسة. كما إننا لم نفز منذ فترة طويلة في منافسة رسمية". وتابع: "لقد كانت مباراة صعبة أمام فريق جزائري جيد مدعم بعشرات من أنصاره الذين ساعدوه كثيرا. سنحتفل بهذا التأهل، ونرتاح قليلا قبل التفكير في مباراة الدور ربع النهائي". وأضاف مدرب موزمبيق: "مع نهاية المقابلة علمت بنتيجة المباراة الأخرى؛ فوز ليبيا على إثيوبيا، وهو ما أراحني كثيرا؛ إذ أدركت أننا تأهلنا. الآن نهدف إلى الذهاب إلى أبعد حد ممكن، لكن بالحفاظ على تركيزنا، وتفادي الغرور. أتمنى مواجهة الجزائر في اللقاء النهائي للبطولة". مجيد بوقرة (مدرب المنتخب الوطني المحلي): حققنا الأهم والأصعبُ في انتظارنا في ربع النهائي أشاد مجيد بوقرة، مدرب المنتخب الوطني للمحليين، بالمردود الذي قدمه أشباله في المباريات الثلاث بدور المجموعات في بطولة إفريقيا للمحليين، مؤكدا أن القادم سيكون صعبا خلال الدور ربع النهائي. وقال بوقرة خلال ندوة صحفية أول أمس: "أنا سعيد بتحقيق العلامة الكاملة والأهم في المرحلة الأولى من "الشان". لم نتلق أي هدف. كما إنني منحت الفرصة لعناصر أخرى للبروز. قدّمنا شوطا أولَ جيدا، وكنا قادرين على أن نكون أكثر فاعلية في الهجوم، لكن ذلك لم يحدث. وفي المرحلة الثانية، رمى الفريق الموزمبيقي بكل ثقله ولعب الكل في الكل، وهو ما جلعنا نتراجع إلى الخلف. أشكر جميع اللاعبين. والأصعب في انتظارنا خلال الدور ربع النهائي". وواصل بوقرة: "تبقى تنقصنا اللمسة الأخيرة، وهذا يعود إلى عدة عوامل، وهي الثقة، والتركيز، والرؤية الواضحة في اللعب. علينا أن نستغل نقاط قوّتنا في ظل عدم تلقينا أهدافا، وهذا هو الأهم. أتمنى أن يتحلى اللاعبون أكثر بالفعالية في المستقبل، لا يمكن المقارنة بين هذا الفريق وفريق آخر؛ لأنه أمر يجعل اللاعبين تحت الضغط، سيما أنهم يرغبون في الذهاب بعيدا. إنهم يستحقون الدعم؛ لأنهم يعيشون ضغطا رهيبا". وأضاف: "في ما يخص مقابلة الدور ربع النهائي، فنحن سعداء بأننا سنلعب مرة أخرى ببراقي، وهو ملعب وجد فيه الفريق معالمه. اللقاء القادم يكتسي خاصية الإقصاء المباشر، وهو ما يجعله قويا وصعبا جدا، وسيلعب على جزئيات. وإذا أردنا الذهاب بعيدا فعلينا بالفوز بمثل هذه المباريات". كما أثنى بوقرة على مدرب المنتخب الأول جمال بلماضي، الذي حرص على التواجد بمركز سيدي موسى؛ لتشجيع اللاعبين، وتقديم النصائح لهم، مؤكدا أن هذا سيمنحهم دفعة معنوية قوية، ويدفعهم للعمل أكثر؛ "المدرب الوطني جمال بلماضي حاضر بسيدي موسى؛ حيث تحدّث مع اللاعبين يوم (الجمعة)، وهو واع بكل الرهانات. كما أقدم له تقارير، سيما أنه يتابع بعض الأسماء. وجميع العناصر سعيدون بتواجدهم معنا، وأنا كذلك".