لا تزال قضية الهجرة غير الشرعية أو "الحرقة"، تصنع الحدث لدى الشباب رغم الإجراءات الردعية التي فرضتها العدالة، ناهيك عن مخالب الموت بالبحر التي أضحت تقتات على شباب في مقتبل العمر.تمكنت مصالح الأمن من توقيف شاحنة وعلى متنها قارب خشبي و9 شبان من بينهم قاصر، كانت نيتهم الهجرة من شاطئ البطاح بابن مهيدي الى سردينيا الإيطالية. وبذلك أحصت المصالح المختصة عدد "الحراقة" الذين تم إيقافهم منذ بداية السنة الجارية ب 113 حراق من مناطق مختلفة من ولاية الطارف، كما تم استرجاع 28 قاربا جلها مسروقة، بالإضافة الى معدات وتجهيزات تستعمل في المساعدة على الهجرة السرية، في حين أحصي نجاح ما يقارب 100 "حراق" من المنطقة في الوصول الى سردينيا، من بينهم خريجو جامعات وأبناء عائلات ميسورة. وما ساعد على استفحال ظاهرة الهجرة السرية بولاية الطارف، ظهور شبكات مختصة في هذا المجال تعمل على استقطاب أكبر عدد من الراغبين في الهجرة السرية، مقابل مبالغ مالية تمثل مستحقات السفر والدروس التي تقدم لهم لتصريفهم بأسهل الأروقة الى مبتغاهم، هذا في الوقت الذي تزايدت فيه حالات سرقة القوارب من ميناء القالة، والتي عادة ما توجه ل"الحرقة" بعد عجز "الحراقة" عن توفير المصاريف لشرائها، وهو ما دفع بالسلطات الولائية مؤخرا الى مراسلة مؤسسة تسيير الموانئ بالقالة لإخلاء الميناء من هذا النوع من القوارب الصغيرة سواء الخشبية أو البلاستيكية كإجراء للتحكم في الظاهرة، في ظل تزايد الأنباء عن اختفاء عشرات الشباب من يوم لآخر جراء آفة "الحرقة"، في الوقت الذي تبقى فيه عديد العائلات المحلية في رحلة البحث عن ذويها لدى مختلف المصالح الوصية للاستفسار عن مصير أبنائها بعد تداول معلومات هلاك العشرات منهم في عرض البحر وآخرين زج بهم في السجون.