أدانت الجزائر الجمعة، استمرار التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لليبيا مع رفضها الشديد لمنطق القوة، داعية الأطراف الخارجية لاحترام سيادة هذا البلد ووحدة أراضيه واستقلالية قراره، وأكدت على تغليب لغة الحوار والمصالحة بين مكونات الشعب الليبي انطلاقا من أن الحل الدائم والشامل والنهائي للأزمة الليبية لن يتأتى إلا عبر مسار يكرس مبدأ الملكية الوطنية. وقال رئيس الجمهورية، في كلمة ألقاها باسمه الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، بصفته ممثلا له في أشغال اجتماع لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا، إن الحل الدائم والشامل والنهائي للأزمة الليبية لن يتأتى إلا عبر مسار يقوده الليبيون أنفسهم، بما يحفظ لهم حقهم الأصيل وغير القابل للنقاش في ثروات بلادهم وفي تسييرها واستغلالها بما يضمن لهم التنمية والازدهار المنشودين. وأوضح الرئيس تبون، أنه على الرغم من الوضع المتأزم السائد في ليبيا إلا أن التفاؤل يظل حاضرا في تسوية الوضع نظرا ل«الإرادة الصادقة" التي تبديها الأطراف الليبية في العمل على تغليب المصلحة العليا لهذا البلد، معربا عن أمله في أن "يجد تكاتف الجهود الإفريقية والدولية أثرا على أرض الواقع من خلال إعادة بعث مسار التسوية السلمية بين الفرقاء الليبيين". وأشار إلى أن "المرحلة الخطيرة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، وجمود مسارات التفاوض والانقسام المؤسساتي، وضع على المحك كافة المكاسب المحققة في مسار حل الأزمة في هذا البلد الجار، لما لذلك من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار دول الجوار وكامل منطقة الساحل". وأشاد رئيس الجمهورية، في السياق بالجهود "الحثيثة والمضنية" التي تبذل في سبيل تحقيق المصالحة في ليبيا، ليرحب بما وصفه ب«الحركية الجديدة مؤخرا لتفعيل مسار الحوار الليبي، وإطلاق مبادرات الحوار بين الإخوة الليبيين بهدف تقريب وجهات النظر وبناء الثقة المتبادلة و توسيع التوافقات". وقال إنه من الخطوات الايجابية "عودة اللجنة العسكرية 5+5 إلى الاجتماع بعد طول انقطاع لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب ووقف إطلاق النّار وتبادل المحتجزين". وأكد أن الجزائر لن تدّخر جهدا في إطار مجموعة دول جوار ليبيا، وبالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية، بغية تمكين الأشقاء في ليبيا من تجسيد أولويات هذه المرحلة الهامة، حفاظا على أمن واستقرار دول الجوار التي تتأثر بشكل مباشر وأكثر من غيرها بالأوضاع في ليبيا. كما أوضح الرئيس، أن الساحة الليبية شهدت مرحلة خطيرة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، وجمود مسارات التفاوض والانقسام المؤسساتي، وهو ما وضع على المحك كافة المكاسب المحققة في مسار حل الأزمة. وتابع الرئيس تبون، بالقول "رغم القلق الذي ينتابنا إزاء الوضع المتأزم، إلا أننا لا نزال متفائلين لما نلمسه من رغبة صادقة للأطراف الليبية في تجاوز المحن وتغليب المصلحة العليا للوطن، كما نأمل في أن يجد تكاتف الجهود الإفريقية والدولية أثرا على أرض الواقع من خلال إعادة بعث مسار التسوية السلمية بين الفرقاء الليبيين". وشدد على أهمية توحيد المؤسسات العسكرية والمالية في ليبيا انطلاقا من أولويات المرحلة الراهنة، مؤكدا الاستعداد للمساهمة في إنجاح مسار المصالحة الوطنية الليبية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، بهدف إيجاد أرضية توافقية تعزز الوحدة الوطنية الداخلية، وتعيد لليبيا مكانتها الطبيعية على الساحة الدولية. وأعرب رئيس الجمهورية، عن "اليقين التام" الذي يحذو الجزائر بأن الليبيين "سيتمكنون من تجاوز الظروف والصعوبات وسيتوصلون إلى تجسيد إرادة وسيادة الشعب الليبي بكافة أطيافه ومكوناته في اختيار قادته وممثليه، وتحديد مستقبل بلاده دون أي ضغوطات أو إملاءات". وكان الوزير الأول، وصل أمس، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للمشاركة ممثلا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في أشغال القمة 36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي تنطلق اليوم، تحت شعار "تسريع وتيرة تجسيد منطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية"، بمشاركة قادة 34 بلدا إفريقيا و51 وفدا.