خلص المشاركون أمس في ملتقى الأيام الدراسية حول ديمومة مواد البناء "الخرسانة والمعادن" الى ضرورة ايلاء العناية لاختيار المعادن المناسبة في بناء مسجد الجزائر الأعظم، واستشارة جميع المعنيين في الدراسة التقنية لأرضية هذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه في إفريقيا. وأجمع المتدخلون في اليوم الثاني والأخير من هذه الأيام بدار الإمام بالمحمدية، على أن عملية تحديد المعادن المناسبة لبناء أي مشروع، تلعب دورا رياديا قبل الشروع في عملية البناء انطلاقا من أن ملاءمة هذه المعادن وقابليتها للدوام يضفي الصلابة على مشاريع المباني والعمران. وأضاف المختصون عند تطرقهم الى بعض الانجازات والهياكل المنجزة بمعدن الفولاذ، أن هذا الأخير يعتبر من أكثر مواد البناء متانة وصلابة بالنظر للخصائص التقنية التي يتمتع بها عن باقي المواد الأخرى، كمقاومته لمختلف التغيرات المناخية وإضفائه الطابع الجمالي على المشروع. وفي هذا السياق طرح المختصون فكرة المزج بين الفولاذ والاسمنت المسلح في مشروع انجاز مسجد الجزائر الأعظم، وهي الفكرة التي سبق وأن طرحها المكتب الألماني المشرف حاليا على إعداد الدراسة التقنية للمشروع. وفي هذا السياق قدم الخبراء والمختصون في مجال الهندسة المدنية شروحات مستفيضة حول عدة مواضيع تخص ديمومة الاسمنت المسلح وتآكل الأغطية المعدنية، إضافة الى عرض حالات عن بعض المواد المضادة للزلازل والتقنيات المستحدثة في هذا المجال. كما كان التركيز كبيرا على مشكل الصدأ الذي يهدد المباني المعدنية جراء المياه والأمطار. ومن جهة أخرى، أكد المدير العام للوكالة الوطنية لانجاز جامع الجزائر وتسييره السيد محمد لخضر علوي أن الدراسة الخاصة بمشروع جامع الجزائر تسير وفق البرنامج المسطر لها وهي في مراحلها التعاقدية. وأوضح السيد علوي على هامش أشغال اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى أن الدراسة تحتوي على 18 ملفا، مضيفا أن كل جزء من المشروع يعكف على دراسته مختصون وخبراء مجموعة المكاتب الألمانية، بالاضافة الى مختصين جزائريين من مختلف القطاعات ذات الصلة بالمشروع. ومن جهته، أكد ممثل عن مكتب الدراسات الألماني أن مشروع مسجد الجزائر الأعظم يعد من بين المشاريع المعقدة والصعبة، بالنظر الى خصائص المنارة وطولها، مضيفا أن نظام العوازل على مستوى القاعدة، يبقى الحل الوحيد والفعال لمثل هذه المشاريع التي تتطلب الدقة والاحكام في تجهيز القاعدة والأسس. وفي رده عن سؤال حول جدوى اعتماد قبتين عوض واحدة في هذا المسجد، أكد ممثل المكتب المكلف بالدراسة التقنية أن هذا القرار يعود إلى المعماريين الذين تمت استشارتهم في الموضوع.