أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبو عبد الله غلام الله أمس أن دفتر الشروط الخاص بإنجاز مشروع مسجد الجزائر الأعظم سيكون جاهزا خلال هذا الصيف، مضيفا أنه لم يسجل أي تأخر في ما يخص الدراسة التقنية لأرضية هذا المشروع. وأضاف الوزير خلال إشرافه على افتتاح الأيام الدراسية حول ديمومة مواد البناء "المواد المعدنية والخرسانة" التي تدوم يومين بحضور خبراء ومختصين جزائريين ودوليين، أن إنجاز هذا الصرح الديني العظيم يتطلب دراسة معمقة في مجال الهندسة ومواد البناء اللازمة التي تضمن ديمومة الاسمنت المسلح، وتقلص من تآكل الأغطية المعدنية. وأكثر من ذلك ضمان بقاء هذا المسجد أمانة للأجيال القادمة. كما أكد السيد غلام الله ب"دار الامام" أن هذا المشروع الديني الهام الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يرمي لترسيخ أسس أبعاد المعالم الحضارية والتاريخية، مشيرا إلى أنه يحمل أبعادا مختلفة كالدينية والثقافية والعلمية. وشدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف في السياق، على ضرورة اعتماد هندسة معمارية مستمدة من الطابع المغاربي ذي الروح الجزائرية المحضة وتوظيف النظام المضاد للزلازل، وهي التقنية التي سيتم توظيفها -حسب الوزير-في إنجاز هذا المشروع بالاعتماد على النظام المزدوج للخرسانة والمعادن. وأضاف السيد أبو عبد الله غلام الله أن المسابقة الدولية التي فتحت لتحديد الجهة التي تتكفل بالإنجاز أسفرت عن 17 مؤسسة أجنبية. وتم إقرار المشروع الذي تقدمت به المكاتب الألمانية لاستكمال الدراسات العلمية والتقنية التي تجري على وتيرة جيدة. ومن جهته أكد وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى أن هذه الأيام الدراسية تعد فرصة لتبادل المعلومات والتجارب والخبرات في اختيار المواد المعدنية المناسبة والمستحدثة لانجاز مسجد الجزائر الأعظم، مشيرا إلى ضرورة عدم إغفال تدابير الصيانة بعد اكتمال المشروع باعتبارها الرهان الأكبر الذي يواجه الجهات المكلفة بالإنجاز. وأضاف السيد موسى أن هذا المسجد هو نتاج الحركية التنموية التي عرفتها الجزائر منذ العشرية الأخيرة في إطار استكمال مشاريع الإنعاش الاقتصادي. وبخصوص سؤال حول التأخر في الدراسة التقنية للمشروع قال الوزير أن مدة دراسة المشاريع في أرقى الدول تكون عادة أكبر من مدة الإنجاز، الأمر الذي يعكس الأهمية الكبرى التي تكتسيها الدراسة التقنية. وركز السيد موسى على أن تكون عملية التصميم ذات نوعية وتستجيب للمتطلبات التي ينبغي أن يتطابق معها هذا المشروع. وفيما يخص التخوفات حول طبيعة الأرضية، قال السيد موسى أن الخبراء والمختصين يعكفون حاليا على دراسة التربة واستكمال الدراسة الجيوفيزيائية للموقع، وأنه سيتم الإعلان لاحقا عن مناقصة وطنية دولية لاختيار المؤسسة التي تتولى أشغال الإنجاز. ومن جهتهم استعرض المشاركون والخبراء بهذه المناسبة تقنيات جديدة للحماية ضد الاهتراءات المعدنية لمواد البناء على غرار معادن الحديد والفولاذ، وذلك بطليها بمادة الزنك حتى تبقى قوية ودائمة، كما ركز المختصون في مجال البناء والهندسة المدنية من مختلف الخبرات الألمانية ، الفرنسية، والكندية على فاعلية الهياكل المعدنية في بناء وتشييد المباني بالنظر إلى الخصوصيات التي تتمتع بها كقابليتها للتفكيك، والتغيير، زيادة عن تقليص أضرار الزلازل. وتبقى هذه التقنية -حسب هؤلاء- مهمة ومطلوبة أكثر في قطاع البناء في الجزائر لكونها تحتل مراتب متقدمة في النشاط الزلزالي. وللتذكير، يتربع مشروع مسجد الجزائر الأعظم على مساحة 20 هكتارا من خليج الجزائر متكون من عدة بنايات متماسكة ومتكاملة، يقدر ارتفاعه عن الأرض ب75 متر، فيما يقدر علو المنارة ب300 متر. ويضم موقفا ل6 آلاف سيارة، ودارا للقرآن تستوعب 300 مقعد بيداغوجي، بالإضافة إلى قاعة محاضرات ومتحف للفنون. ويبقى الغلاف المرصود مبدئيا لهذه التحفة المعمارية الدينية يقدر بمليار أورو.