لم يتوان الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن وهو يحط الرحال أمس بفلسطين المحتلة، في وصف إسرائيل ب"الدولة اليهودية" والتي وعد بحمايتها من طرف أمريكا لأنها موجودة في محيط معاد حسب تعبيره·إن اعتبار الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي الفلسطينية "دولة يهودية"، اعترضت عليه عدة أطراف شريكة في مسلسل إيجاد حل للقضية الفلسطينية خاصة العربية منها ولكن هيهات أن تؤتي هذه الاعتراضات أكلها مادامت أمريكا تتعامل مع قيام الدولة الإسرائيلية على أساس تنبؤات توراتية تمهيدا لعودة المسيح (عليه السلام) وهي العودة التي تتطلب قيام دولة يهودية على كل الحدود الفلسطينية· والغريب أن كل الدلائل قد توفرت للطرف العربي بأن أمريكا تسعى دائما ومنذ إنشاء الكيان الصهيوني إلى تحقيق هذا المبدأ على حساب الشعب الفلسطيني على اختلاف عقائده الدينية إسلامية ومسيحية وما عمليات التهويد إلاّ الدليل القاطع على صحة ذلك· ولاداعي للمزيد من التدليل على أن إقامة دولة فلسطينية ضرب من الخيال بعد أن كان الفلسطينيون قد وعدوا بهذه الدولة في منتصف العقد الأخير من القرن الماضي (1995) وتجددت الوعود سنة بعد سنة ولم يزدد الشعب الفلسطيني إلاّ تقتيلاً وتشريداً ومعاناة وحصاراً، مقابل الدعم غير المشروط لإدارة الكيان الصهيوني مالياً وعسكرياً ودبلومسياً ومطالبة الجانب الفلسطيني بالمزيد من التنازلات حتى لم يبق له ما يتنازل عنه!!