سجلت مصالح الاستعجالات الطبية بقسنطينة، خلال الأيام الفارطة، عددا من حالات الإصابة بمشاكل الهضم، لدى الكثير من الصائمين، الذين تنقلوا خاصة في فترة ما بعد أذان المغرب والإفطار، وأكثرهم في فترة السهرة، قاصدين مختلف العيادات متعددة الخدمات أو المستشفيات، بسبب آلام في المعدة، وغثيان واضطرابات في الجهاز الهضمي. حسب المختصين في التغذية والصحة، فإن أسباب هذه الحالات من الاضطرابات الصحية، المتمثلة في أغلب الأحيان، في انتفاخ البطن وتجمع الغازات داخل الجهاز الهضمي، وظهور حالات تخمة وأحيانا غثيان، تسبب فيه أصحابه، في ظل عدم التقيد بنظام غذائي صحي، والتعامل بسلوك عشوائي مع الأكل، أو ما يعرف بالسلوكات الخاطئة، بسبب غياب الثقافة الغذائية. يرى المختصون في التغذية، أن الصوم في حذ ذاته، علاج لعدد من أمراض المعدة والجهاز الهضمي، حيث ينصح به لفترات، من أجل التخلص من بعض السموم المنتشرة في الجسم، أو إراحة المعدة التي تعاني من تعب وإرهاق، يؤدي في غالب الأحيان إلى عدم هضم الأكل بشكل جيد، وبذلك ينتج عنه العديد من الاضرابات في الهضم، تؤثر على صاحب الحالة، وتتسبب له في مشاكل صحية. من خلال المعاينات الطبية، تبين أن أغلب الحالات التي كانت تعاني من اضطرابات في الهضم، خلال الأيام الفارطة، تسبب فيها عدم التقيد بسلوك غذائي متوازن، والأقبال بشراهة على الأكل وعدم احترام قواعد الأكل الصحي، حيث أكدت المعاينات أن المصابين كانوا يتناولون كميات كبيرة من البروتينات، الدسم والسكريات، وحتى المشروبات الغازية أو المنبهات في شكل القهوة والشاي على معدة فارغة وبشكل سريع. يؤكد المختصون، أن تناول الأغذية صعبة الهضم، مباشرة بعد أذان الإفطار، يجعل المعدة تبذل جهدا مضاعفا، سواء من الناحية الميكانيكية، من خلال جهد عضلات المعدة، أو من الناحية الكيميائية، من خلال إفراز كمية كبيرة من العصارة التي تحتوي على الإنزيمات الهاضمة، لتحويل هذا الغذاء إلى عناصر دقيقة، ينتفع بها الجسم، بعد امتصاصها من الأمعاء الدقيقة. ينصح مختصو التغذية، خلال الإفطار، بعد يوم طويل من الصيام، ومن أجل إراحة الجهاز الهضمي، باتباع السنة النوية الشريفة، من خلال البدء بحبات تمر وحليب أو لبن أو ماء، والتريث قليلا، قبل تناول وجبة الإفطار، والابتعاد عن كل المحفزات التي تثير جدار المعدة، على غرار العناصر الحارة أو الحامضة، مع الابتعاد عن الدهون والشحوم وعدم الإفراط في تناول العصائر والمشروبات الغازية واستبدالها بالماء، على أن يكون على فترات متباعدة. كما ينصح مختصو التغذية، بعدم الإفراط في تناول السكريات والحلويات واستبدالها بالفواكه، مع تقسيم وجبه الإفطار على مراحل، وعدم تناول كميات كبيرة من الأطعمة في وقت قصير، حيث ينصح بتناول النصف خلال وجبة الإفطار، وترك مجال للمعدة من أجل الهضم، وتناول النصف الآخر بعد ساعتين، على الأقل، يحبذ أن تكون من الوجبات الخفيفة التي يسهل هضمها، خلال الفترة الليلية، مع شرب الماء بشكل منظم والحفاظ على وجبة السحور، التي يكون لها أثر كبير في الحفاظ على لياقة الصائم في الفترة الصباحية، وعدم المغامرة من طرف الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، وعلى رأسها السكري، واتباع نصائح الطبيب وإرشاداته بشكل دقيق وصارم، لتفادي أي مشاكل صحية.