استغلت الدكتورة كيداني خديجة والأستاذ خليفي محمد، المختصين في علم النفس بجامعة وهران، فرصة الملتقى الخاص بمشكلات الشباب وآليات الإدماج الذي احتضنته مؤخرا دار الطفولة المسعفة بوهران بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفل، للحديث عن ظاهرة الانتحار التي أصبحت من أهم الظواهر التي يجب معالجتها قبل استفحالها، خاصة مع احصاء 287 حالة انتحار بالولاية منذ شهر سبتمبر الماضي، علما أن العديد من الدراسات الميدانية اكدت ان هذه الظاهرة تستفحل مع حلول فصل الصيف الذي يتزامن مع الإعلان عن النتائج المدرسية التي تقابلها فترة نقاهة واستجمام للبعض وفترة فراغ كبير وركود ممل بسبب غياب أدنى المرافق الترفيهية للبعض الآخر. الأستاذان الجامعيان أكدا أن اهم الاسباب المؤدية الى الانتحار هي غياب الاتصال داخل الأسرة، إضافة الى اهتمام الوالدين بأمور الحياة ومتطلباتها وعدم التفرغ بما فيه الكفاية لتربية الاطفال ومواكبة نموهم، وهو ما يجعل الطفل أو المراهق يشعر بقلة الاهتمام وعدم الاكتراث به، الأمر الذي يؤدي به إلى تناول بعض الادوية قصد جلب الاهتمام والانتباه، إلا أن نتيجة ذلك تكون في غالب الاحيان وخيمة، حيث يتم الانتباه الى حالة الطفل بعد فوات الأوان، مما يتطلب تدخل الاطباء ومحاولات اسعافه وبقدر ما يمكن للأطباء النجاح في انقاذ حياة المنتحر يعجزون في حالات اخرى عن فعل اي شيء ليجد المراهق نفسه قد فارق الحياة، ولعل ما أثار انتباه هذين الباحثين هو انخفاض معدلات الانتحار خلال شهر رمضان... أما عن الفئة الأكثر تعرضا لهذه الظاهرة، فهي التي تتراوح أعمار أفرادها بين 15 و25 سنة.وعن الوسائل المستخدمة، فقد اكدت الدراسات ان أكثر من 80 ? من حالات الانتحار او محاولات الانتحار، تتم باستعمال الادوية، اعتقادا بأنها غير قاتلة أو أن آثارها غير مميتة وانها وسيلة للفت الانتباه، في حين ان تناول الكثير من هذه الادوية بجرعات كبيرة، يمكن ان تكون عواقبه وخيمة، وزيادة على هذا، فقد كشفت العديد من الدراسات أن المناطق الريفية بها أكثر حالات الانتحار مقارنة بالأوساط الحضرية.