واقع الطفولة في الجزائر على ابواب الخطر إحتضنت جامعة بسكرة يومي 14 و15 نوفمبر الحالي أشغال الملتقى الوطني الأول حول واقع الطفولة في الجزائر الذي يعاني جملة من الصعوبات والمشاكل، أفرزتها المعطيات الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية والثقافية، وهو ما يتطلب قراءة علمية موضوعية لتشخيص الأبعاد المختلفة لهذا الواقع. على هذه الخلفية، عكف ضيوف قسم علم النفس وعلوم التربية القادمون من مختلف جامعات الجزائر على تقديم مداخلاتهم على 8 محاور. وكانت معظم المداخلات المبرمجة عبارة عن دراسات ميدانية على غرار ما قدمته الأستاذة سعداوي من جامعة باتنة تحت عنوان "الإضطرابات النفسية لدى المحرومين عاطفيا"، محصية 2400 حالة ولادة غير شرعية في الجزائر، وهو رقم مذهل حسب وصفها في مجتمع يدين بدين يحارب العلاقات الجنسية غير الشرعية. ونقلت مجلت الملتقى أرقاما توصّلت إليها إحدى الدراسات أنجزت مؤخرا في 5 ولايات وجود ما بين 15 إلى 20 ألف طفل مشرد في الشواع، كما أشارت المجلة إلى إحصاءات مصالح الأمن التي سجلت 25 جنحة تورّط فيها أطفال سنة 2005 وآلاف القضايا المتعلقة بالسرقة والاعتداء على الأشخاص، أما الضحايا من فئة الأطفال فبلغ عددهم 5091 طفل تعرّضوا للعنف من بينهم 28 قتلوا عام 2005. وفي تدخّله حول ظاهرة عمالة الأطفال في الجزا ئر، أحصى الأستاذ أحمد قايد من جامعة بسكرة 1.8 مليون طفل في سوق الشغل، 28 بالمئة منهم تقل أعمارهم عن 15 سنة و15 بالمئة منهم يتامى و52 بالمئة ينحدرون من الريف، وأعاب المحاضر على السلطات المختصة تقاعسها في محاربة الظاهرة، مؤكدا أن القوانين متوفرة لكنها لم تتجسّد على أرض الواقع. وعن واقع أطفال المراكز الاجتماعية، أكدت الأستاذة عرعور مليكة من بسكرة أنه مزري ومن غير الممكن أن يتغير طالما تظل المراكز تفتقد إلى الإطار الكفء المؤهل لتوفير الرعاية المطلوبة والضرورية للطفل المسعف. أما الأستاذة مرابط التي تناولت موضوع حاجيات الطفل في المدرسة الابتدائية، فخلصت في تعليقها حول مضمون الإصلاحات التربوية إلى أنه مقبول نظريا، لكن تطبيقه ميدانيا غير ممكن خصوصا في الشق المتعلق بالرياضة والترفيه، فضلا عن الحصص الأخرى التي تتطلب وسائل بيداغوجية وإيضاحية، وأغلب الأطفال ليس بمقدورهم توفيرها. وفي هذا السياق، المتصل بالطفل والمدرسة، إستعرض الدكتور كربوش من جامعة قسنطينة أنواع العقاب المدرسي وأثره على نفسية الطفل وتحصيله الدراسي، وعلاقته بمعلمه، كما استعرض المشاركون الصورة المؤلمة التي تعيشها البراءة تحت عنوان "عنف، إستغلال، حرمان وأمراض نفسية أو الخطر القادم؟!". حكيم . ع