دار الطفولة المسعفة ببلدية بكارية تبسة من المؤسسات الاجتماعية التي تضم بين احضانها حالات مختلفة من الاطفال منهم المسعفين وآخرين يعانون من وضعيات اجتماعية صعبة كالتشرد، الفقر وكذا الايتام وضحايا الطلاق، حيث تعمل على توفير الجو الاسري المناسب لإعادة ادماج الاطفال اجتماعيا والتكفل بهم نفسيا ليصبح كل واحد منهم عنصرا فعلا في المجتمع بعيدا عن العقد الاجتماعية·
تأسست دار الطفولة المسعفة مع بداية الاستقلال بعين زروق بولاية تبسة، حيث كانت تحت وصاية إحدى الجمعيات العالمية و التي تكفلت بها الدولة رسميا سنة 1975 وكانت تأوي ابناء الشهداء وبعد صدور المرسوم التنفيذي رقم 260/87 المؤرخ في01/01/1987 تحولت لدار الطفولة المسعفة ضمن المؤسسات المختصة لحماية الطفولة المسعفة والاهتمام بها· وقد تم تحويل مقرها من عين زروق الى بلدية بكارية بتاريخ الفاتح جانفي1991 تحت راية مديرية النشاط الاجتماعي بطاقة استيعاب 80 طفلا، حيث استقبلت منذ افتتاحها الى يومنا هذا اكثر من 50 ألف طفل، حيث كانت تبذل مجهودات معتبرة لاعادة ادماجهم في مقاعد الدراسة والمجتمع وتوفير الجو الاسري لهم، ويبلغ عدد المقيمين بها حاليا 45 طفلا تتراوح اعمارهم بين 06 و26 سنة، منهم المتمدرسين 40 و03 تكوين مهني و 02 وجهوا الى الحياة العملية· وتضم دار الطفولة 47 عاملا منهم 12 مربيا واخصائيتين نفسنيتين، طبيب وممرضة، يسهرون على توفير كافة المتطلبات التي يحتاجها الاطفال ويسعون لتوفير الراحة لهم وخاصة النفسية والصحية بالاضافة الى التربية والتوجيه وفق برامج مسطرة من المؤسسة تدور اولى اهتماماتها بالجانب الدراسي والتربوي لدى الطفل والسعي لتحسين مستواه· وفي جولة قامت بها المساء بين مرافقها كان لنا لقاء مع اطفال الدار، عمالها ومديرها، حيث اكد لنا السيد عبد الحميد ساري مدير دار الطفولة المسعفة ببكارية بأن دار الطفولة تسهر جاهدة على تطبيق القانون الوزاري واحترام النظام الداخلي سعيا منها لتحسين النوعية في التفكل بالطفل من جميع الجوانب لبلوغ الاهداف المرجوة والمتمثلة في حماية فئة الاطفال المحرومين، من التشرد والانحراف والنجاح في ادماج الطفل المسعف في الوسط الاسري والاجتماعي والمهني وتأهيله ليكون فردا صالحا في المجتمع، مضيفا بأنه من اهداف المؤسسة ايضا ربط العلاقة بين الاحداث واسرهم واعادة إدماجهم في وسطهم العائلي وذلك بالتنسيق مع قاضي الاحداث ومديرية النشاط الاجتماعي وكافة المؤسسات التي لها علاقة بهذا الجانب· ويسهر على توجيه المقيمين والاعتناء بهم، عمال المصلحة البيداغوجية من خلال تسطير برنامج مختص حسب المستويات، يؤطرهم مربون ومختصون نفسانيون وذلك عبر 03 مراحل من الجانب التربوي تتمثل في تلقين وتعليم الطفل سلوكات صحيحة وتنمية ذكاءه من اجل رفع التحصيل والجانب النفسي الاجتماعي ويكمن في تأهيل القيم لاكتساب الشخصية السوية من اجل التكيف الجيد في المجتمع حسب البرنامج المسطر لمتابعة الحالات وكذا توجيه المربين والاسرة والمدرسة، اضافة الى برنامج يتعلق بالاطفال الذين يعانون من تأخر ذهني والذين تتم متابعتهم فرديا وجماعيا لغرض تشخيص اسباب الاضطرابات ووضع طرق علاج علمية وفعالة· وتقوم دار الطفولة بنشاطات عديدة ومتنوعة في كل المناسبات الوطنية والدينية وكذا حضور كل الملتقيات والايام الدراسية والاعلامية، حسب برنامج مسطر بالتنسيق مع المديرية الوصية والجمعيات ذات الطابع الاجتماعي، بالاضافة الى تنظيمها لنشاطات تساهم في الترفيه عن المقيمين مثل تنظيم رحلات استكشافية ورحلات استجمام واماكن اخرى، مشاركة الاطفال في العيد العالمي والوطني للمعوق ويوم المسن وكذا مشاركة الاطفال في تصفيات الدورة الجهوية للعدو الريفي، الاحتفال بعيد الطفولة الذي تتحصل فيه الدار كل سنة على تكريمات وجوائز قيّمة من قبل السيد والي الولاية وكذا تنظيم مخيمات صيفية ورحلات للحمامات المعدنية· لكن رغم المجهودات المبذولة يعاني العمال من نقائص عديدة منها انعدام وسيلة نقل وقد زادت معاناتهم مع صدور التعليمة الوزارية الاخيرة رقم 681/2008 المؤرخة في01/03/2008 والمتعلقة بإلغاء المائدة المشتركة المخصصة للموظفين والموظفين البيداغوجيين بكافة المراكز، مع العلم ان مقر الدار في احد الأماكن النائية، حيث يشكل انعدام النقل والوجبات للعمال عائقا·