❊ موثوقية الجزائر أفشلت محاولات المخزن الوقوف ضد عودة سوريا أكد المحلل السياسي والخبير في التخطيط الاستراتيجي محمد الشريف ضروي، أمس، أن الجزائر ليست فقط صاحبة الفضل في عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بل كانت المهندس الذي بذل الجهود الكبيرة وأرسى خطوات مضبوطة واستراتيجية لإعادة اللحمة العربية المتكاملة، دون نبذ أي طرف من الأطراف العربية. قال ضروي في اتصال مع "المساء" إن الجزائر التي اتسم موقفها إزاء الملف السوري بالبعد الاستشرافي الاستراتيجي والأمني، حرصت على استعادة سوريا لمقعدها داخل الكتلة العربية، بالنظر لدورها ووزنها الهام في ظل التغيرات الايديولوجية والاستراتيجية العالمية وعلى رأسها الأزمة الروسية الأوكرانية. وأضاف محدثنا أن الجزائر عملت وفق خطوات واضحة على عودة سوريا إلى الحضن العربي خلال تنظيمها للقمة العربية شهر نوفمبر الماضي، حيث أدرجت ذلك في إعلان الجزائر الذي توج الاشغال، فضلا عن عقدها للقاءات ثنائية و متعددة الاطراف لإقناع الدول العربية بذلك طيلة فترة رئاستها للجامعة العربية، إلى جانب جهودها المتواصلة في إطار التحضير للقمة العربية التي ستعقد في السعودية الشهر الجاري. ويرى الخبير الاستراتيجي أن جهود الجزائر طبعها البعد الاستراتيجي الاستشرافي، حيث تجلى ذلك في الاتصال الهاتفي الذي جرى أول أمس بين الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره السوري بشار الأسد، الذي شكر الدولة الجزائرية التي عملت منذ استقلالها على العمل ضمن الكتلة العربية. وأضاف أن ثبات الجزائر فيما يخص كل القضايا التي تهم الأمة العربية، على غرار ملف سوريا، يتأتى من قناعات جد مهمة، سياسية، أمنية، إيديولوجية وإقليمية، مشيرا إلى أن الجزائر تمسكت بموقفها رغم المساعي السلبية التي تسببت فيها بعض الأنظمة، على غرار المغرب مثلا، الذي رفض عودة سوريا وحاول التأثير على دول الخليج قاطبة من أجل ذلك . وأوضح ضروي أن المخزن حاول استغلال المسار الذي اعتمدته الجزائر للوقوف ضد سوريا، غير أن الجزائر نجحت في افشال ذلك، كونها تقف دائما خلف القضايا العادلة والحقة وخدمة الشعوب العربية، كما لديها دائما أهداف استراتيجية تصب كلها في خدمة أمن المنطقة العربية ورفاهية شعوبها. وخلص الخبير في التخطيط الاستراتيجي إلى أن المواقف الثابتة للجزائر تنطلق من قناعات وميزات تحظى باحترام وثقة جميع دول العالم، ما جعل مبادئها تنتقل إلى مستوى المقدسات الحقيقية، وجعل الجميع يصف الجزائر بالدولة ذات الموثوقية بامتياز .