❊ تحضير التلاميذ بيداغوجيا ونفسيا انطلقت، أمس، عبر كامل التراب الوطني، الامتحانات التجريبية الخاصة بالطور الثانوي، بنفس التدابير والإجراءات التنظيمية المعتمدة في الامتحانات الرسمية المقررة في الفترة الممتدة ما بين 11 و15 جوان المقبل. تجري الامتحانات التجريبية في ظروف عادية وبنفس التدابير والإجراءات التنظيمية المعتمدة في الامتحانات الرسمية، ونفس التوزيع للمواد حسب الشعب، لوضع الممتحنين في أجواء الامتحانات الرسمية وتحضيرهم نفسيا وبيداغوجيا لهذه الامتحانات المصيرية المقرّرة الشهر المقبل. غير أن الملفت للانتباه، حسبما أكده مهنيو القطاع ل«المساء" هو مقاطعة عديد تلاميذ السنة الثالثة ثانوي لهذه الاختبارات ككل سنة، فيما اكتفى آخرون بأخذ المواضيع للاطلاع عليها وأخذ فكرة فقط، في حين التزم البقية بالحضور رافضين الانقطاع عن الدراسة إلى غاية اختتام الموسم الدراسي. وقال الأمين الوطني لنقابة مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية زوبير روينة في اتصال هاتفي مع "المساء" أن تلاميذ الأقسام النهائية انقطعوا عن الذهاب إلى الثانويات، منذ بداية الفصل الثاني، مفضلين الاعتمادَ على ما يقدمه لهم أساتذتهم في الدروس خصوصية، مشيرا إلى أن هذا الانقطاع هو تقليد تعودوا عليه منذ سنوات، حتى يتمكنوا من تحضير أنفسهم جيدا لاجتياز شهادة البكالوريا، معتبرين أن ما يقدَّم من دروس على مستوى مؤسساتهم التعليمية العمومية، لا يؤهلهم لاجتياز هذا الامتحان المصيري. على هذا الأساس راسلت نقابة مجلس الثانويات الجزائرية وزير التربية للتدخل من أجل إيجاد حلول لهذه الظاهرة التي تمس بمصداقية الامتحانات، معتبرا أنه لا يحق لأي كان سواء التلاميذ أو أوليائهم الانحراف عن ضوابط القانون الداخلي للمدرسة. و يرى روينة بهذا الخصوص، أنه يجب العمل على تحيين التشريع المدرسي للقضاء على هذه الظاهرة، داعيا الأولياء إلى متابعة تمدرس أبنائهم في مؤسساتهم التربوية، بدل انفاق أموال معتبرة على الدروس الخصوصية، والتي أصبحت تطعن في مصداقية المدرسة الجزائرية التي تنفق عليها الدولة أموالا باهضه لضمان تمدرس التلاميذ في أحسن الظروف. ومع انطلاق البكالوريا التجريبية، يكون العد التنازلي لامتحان شهادة البكالوريا قد بدأ، لاسيما بعد دخول الفريق المكلف بتحضير وطبع المواضيع الحجر الكلي، الأسبوع المنصرم، من أجل ضمان مصداقية الامتحان وتحقيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين المترشحين، حيث تم تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لضمان نجاح جميع العمليات التحضيرية والاجراءات التنظيمية للامتحانات الرسمية. وسيشهد امتحان شهادة البكالوريا تطبيق مجموعة من التدابير والإجراءات التي اتخذتها الوزارة في إطار الارتقاء بالتربية والتعليم، حيث يخضع تصحيح أوراق الإجابات إلى معايير محددة، وبالتالي من الممكن جدا أن يتحصل التلميذ على علامة 20/20 في اختبار المواد العلمية والرياضية وحتى في المواد الأدبية. كما ستشهد مواضيع امتحانات البكالوريا مقاربة جديدة تكون حسب أدلة بناء الاختبارات، حيث تأخذ في الحسبان معايير تقييمية وتعليمية ونفسية وتحفيزية. وتحرص الوزارة على عدم زرع اليأس عند المجتهدين من التلاميذ، وذلك من خلال مقاربة دقيقة متدرجة الصعوبة، لكن حلولها وتقييماتها محددة مسبقا وفي متناول التلميذ. ويعتمد هذا التقييم على وثيقة التصحيح النموذجي، وسلم التنقيط الذي لا يعطي الغلبة للتقييم المزاجي أو الشخصي أو الوفاء لأخطاء شائعة ومحدودية العلامات المتحصل عليها في بعض المواد وعلى وجه الخصوص المواد الأدبية.