سجل الأساتذة حضورا لافتا للمترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا لإجراء الامتحانات التجريبية التي انطلقت، أمس الأحد، عبر المؤسسات التعليمية، في ظل نفس الترتيبات الخاصة بالامتحانات الرسمية، باعتبارها محطة جد هامة لتقييم مستوى الاستعداد النفسي والبيداغوجي للممتحنين. أكد مسعود بوديبة رئيس المجلس الوطني المستقل لمستخدمي القطاع ثلاثي الأطوار «كنابست» التزام أغلب الطلبة المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا بالحضور إلى مؤسساتهم التعليمية، أمس، للمشاركة في الامتحانات التجريبية استعدادا للامتحانات الرسمية التي ستنطلق يوم 12 جوان القادم. وأفاد بوديبة بأن الأجواء التي عمت أغلب الثانويات لم تختلف كثيرا عن الأجواء التي تعرفها امتحانات شهادة البكالوريا، سواء من الناحية التنظيمية أو طريقة إعداد المواضيع، وكذا من جانب الحضور اللافت للطلبة المترشحين الذين التحقوا بمؤسساتهم التعليمية خلال الصبيحة لإجراء الامتحانات التجريبية. وأضاف المتدخل في تصريح «للنصر» بأن البكالوريا التجريبية ما تزال في نظر الطلبة مرحلة هامة في إطار التحضيرات النفسية والبيداغوجية ليوم الامتحان، لذلك فهم يحرصون على اجتيازها قصد الاطلاع على مدى استعدادهم للامتحانات الرسمية التي انطلقوا في الإعداد لها مع بداية الموسم الدراسي، من أجل رفع مستوى التحصيل العلمي. وبحسب المتحدث فإن الطلبة الذين هجروا الأقسام مع بداية الفصل الثالث لمتابعة الدروس الخصوصية، اعتقادا منهم بأنها الفضاء الأمثل للمراجعة والمذاكرة وفهم الدروس، كانوا بدورهم في الموعد ولم يتخلفوا عن المشاركة في مجريات الباك التجريبي. وأضاف الأستاذ بوديبة بأن الفترة الفاصلة ما بين البكالوريا التجريبية والرسمية هي مرحلة فاصلة في إطار الاستعدادات البيداغوجية والنفسية، يمكن خلالها للطالب تقويم النقائص التي اعترضته في البكالوريا التجريبية، من حيث مستوى الأداء والتعامل مع المواضيع والانتقاء الأنسب للأسئلة، وتسيير الحجم الساعي المخصص لكل مادة، ما يجعلها بمثابة تدريب بيداغوجي على اجتياز الامتحانات الرسمية. وكان وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد شدد عشية انطلاق الامتحانات التجريبية التي تخص أيضا الطلبة المقبلين على اجتياز شهادة التعليم المتوسط، على ضرورة التحلي باليقظة واتخاذ كافة التدابير لإنجاح هذه المحطة البيداغوجية الهامة في المسار الدراسي للتلاميذ، كما أمر إطارات القطاع بأداء زيارات تفقدية لمراكز الإجراء، لا سيما الواقعة بالولايات المستحدثة مؤخرا. وأوضح رئيس نقابة الكنابست في ذات السياق، بأن اهتمام التلاميذ بالامتحانات التجريبية يؤكد ارتباطهم بالمدرسة، لكنه شدد على ضرورة اعتماد البطاقة التركيبية مستقبلا لإلزام المترشحين لاجتياز البكالوريا بالحضور إلى الأقسام إلى غاية نهاية السنة، من خلال احتساب التقويم السنوي ضمن المعدل العام للبكالوريا. وأيد هذا الطرح المكلف بالإعلام بنقابة ثانويات الجزائر «الكلا» الأستاذ فواز مذكور، موضحا بأن اعتماد البطاقة التركيبية سيقضي على ظاهرة هجران المؤسسات التعليمية من قبل المقبلين على اجتياز البكالوريا، الذين عادة ما يغادرون الأقسام مع بداية الفصل الثالث للمشاركة في الدروس الخصوصية، مع أن الأستاذ يحرص على تقديم وشرح الدروس المقررة في القسم وفق المعايير البيداغوجية ومجانا. وأضاف ممثل نقابة «الكلا» بأن البكالوريا التجريبية تعتبر محطة تقييمية لا يجب تجاهلها، بعد سنة من العمل والمثابرة، وبموجب النتائج المحصل عليها في هذه الامتحانات يمكن للطالب أن يصحح الخلل إن وجد، ويتدارك النقائص التي قد تواجهه، لكنه نصح الممتحنين بعدم التعرض إلى الضغوط خلال الأيام القادمة، وتخفيف المراجعة، مع ضرورة الحصول على ساعات النوم الكافية، بهدف الاستعداد النفسي والجسدي الجيد ليوم الامتحان.