ألقى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الثلاثاء بمدينة سرت الليبية كلمة حول تعزيز الشراكة بين مجموعة الثمانية وإفريقيا أمام لجنة تنفيذ النيباد. فيما يلي نصها الكامل: السيد الرئيس أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة حضرات السيدات والسادة ما تزال الشراكة التي باشرتها إفريقيا مع مجموعة الثمانية بغية حشد الدعم الدولي اللازم لتنفيذ برنامج "النيباد" وتجسيد الأهداف الإنمائية للألفية في إفريقيا تحتفظ بكامل صلاحيتها ووجاهتها. فالإسهام الفعلي لهذه الشراكة في تنمية إفريقيا لا يمكن نكرانه وإن كنا مقتنعين جميعا بأنها لم ترق إلى مستوى تطلعاتنا المشروعة. وقد جاءت الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي تضرب اليوم البلدان الإفريقية في الصميم وتهدد بتقويض الجهود التي تبذلها هذه الأخيرة في سبيل تجدد قارتنا لتذكرنا بشكل واضح وجلي بالشروط التي ينبغي أن تتواصل في إطارها الشراكة بين إفريقيا ومجموعة الثمانية. وهي تكشف في الوقت ذاته التأثيرات المضرة جدا لعوامل أجنبية وخارجية لا تملك قارتنا تأثيرا عليها. إن هشاشة القارة الإفريقية أمام هذه الأزمة لتؤكد الضرورة الملحة والعاجلة لإعادة تنشيط الحوار بين مجموعة الثمانية وإفريقيا من أجل جعل الشراكة التي نقيمها مع البلدان الأكثر تصنيعا تؤدي دورها كاملا في دعم ومرافقة إفريقيا في مهمة تنفيذ النيباد وتجسيد الأهداف الإنمائية للألفية.
السيد الرئيس من الواضح أن الاستعداد الذي أظهره شركاؤنا في التنمية منذ قمة مجموعة الثمانية المنعقدة بمدينة هايليغندام سنة 2007 لتجديد الاهتمام بشراكتهم مع افريقيا يشكل تطورا واعدا نقدره حق قدره إذ يبدو أنه يبشرنا بإعادة تنشيط حقيقي للشراكة هذه. من هذا المنظور تغتبط الجزائر للقرار المتخذ خلال قمة هوكايدو توياكو سنة 2008 لصالح إعادة تنشيط الشراكة بين مجموعة الثمانية وإفريقيا القرار الذي يعزز دعوة رؤساء الدول الأفارقة في هذا الاتجاه وقرار الاتحاد الإفريقي بالقيام بدارسة تقويمية لمختلف أشكال الشراكة مع إفريقيا بغية قياس فعاليتها وإسهامها الفعلي في تنمية القارة. كما نسجل اغتباطنا للمبادرة المحمودة التي اتخذتها الرئاسة الايطالية لمجموعة الثمانية والقاضية بتطبيق قرار هوكايدو ميدانيا من خلال إعادة بعث آلية المتابعة الممثلة في مجموعة الثمانية ومجموعة 5 +3 والتي لا يشكك أحد فيما تضفيه من قيمة مضافة على تعزيز الشراكة بين الطرفين. بالفعل فإن إنشاء آلية تشاور من أجل التحضير للحوار بين مجموعة الثمانية وإفريقيا وللقاءات المنتدى من أجل الشراكة مع إفريقيا تستحق الثناء من حيث أنها تعبر عن إرادة الطرفين المشتركة في إعطاء دفع جديد لتعاونهما.
السيد الرئيس إن الفعالية التي أدارت بها الآلية المذكورة هذه السنة العمل التحضيري للدورة الثانية عشرة لمنتدى الشراكة مع إفريقيا والجانب المتعلق بإفريقيا خلال قمة مجموعة الثمانية المقبلة لتزيدنا ثقة بصحة مقاربتنا بشأن تعزيز الشراكة بين مجموعة الثمانية وإفريقيا خدمة لمصلحة الطرفين المتبادلة. وإننا لنرى أن الإبقاء على صيغة قمة الثمانية - إفريقيا على ما هي عليه والتشاور الذي سبق إعداد ودراسة جدول أعمال هذا الجانب من قمة الثمانية فضلا عن تبني بيان مشترك هي كلها عناصر تقدم الدليل والبرهان على حدوث التطور الذي نتمنى أن يظل ملازما لعلاقتنا مع شركائنا. وإننا إذ نحيي الالتزام الذي ما تزال الرئاسة الإيطالية لمجموعة الثمانية تتحلى به في سبيل الوصول إلى مرحلة نوعية جديدة في الحوار بين إفريقيا ومجموعة الثمانية لنتمنى أن تتعزز الدينامية الجديدة هذه بمناسبة مؤتمرات القمة التي ستعقدها البلدان الأكثر تصنيعا مستقبلا. على ذكر الشراكة هذه التي تربط بين إفريقيا وأعضاء منظمة التعاون والتنمية الاقتصاديين والمؤسسات المتعددة الأطراف المعنية أود أن أسجل ارتياحي لما عززها من تقدم ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بالقرارات التي اتفقنا بشأنها مع شركائنا والتي تسهم في تعزيز التوجه الحقيقي لهذه الآلية وتكليفها بمهمة موجهة بكل وضوح صوب العمل الملموس والفعال. وعلى غرار الحوار بين مجموعة الثمانية وإفريقيا فان مأسسة مناهج التشاور والعمل الجديدة الخاصة للمنتدى من أجل الشراكة مع إفريقيا تشكل تطورا مشجعا من حيث أنها وفضلا عن توضيح القيمة المضافة المتوقعة من المنتدى هذا تستجيب لضرورة المتابعة الحقيقية والتقويم الحقيقي للتعهدات التي التزم بها شركاؤنا تجاه قارتنا.