ألقى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس بمدينة سرت الليبية كلمة حول إدماج النيباد في الاتحاد الإفريقي أمام لجنة تنفيذ النيباد. فيما يلي نصها الكامل: "السيد الرئيس أصحاب الدولة والمعالي والسعادة حضرات السيدات والسادة إن خارطة الطريق التي رسمناها أثناء قمة التفكير التي عقدناها بالجزائر في مارس 2007 مكنتنا ولا ريب من تجاوز الصعوبات والعوائق التي من شأنها أن تعرقل عملية الإدماج هذه التي تنتظرها قاطبة العائلة الإفريقية. إننا بالنظر إلى التطورات الحاصلة مقتنعون أكثر من أي وقت مضى بأن إنشاء هيكل النيباد الجديد وإدماجه في الاتحاد الإفريقي سيتيحان إرساء تكامل فعلي بين مهام ونشاط مجمل هياكل الإتحاد الإفريقي خدمة للهدف المشترك المتمثل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإفريقيا وفي اندماجها. إن في هذا لدليل على عزم إفريقيا على بلوغ المبادرات والورشات التي سلمها النيباد مبلغها من أجل تقويم قارتنا وإدماجها المفيد ضمن النظام الاقتصادي العالمي. فبفضل الديناميات المبدعة والمنتجة التي ستوفق مفوضية الاتحاد الإفريقي وهيكل النيباد الجديد في إحداثها سيحظى الطموح الذي يغذيه برنامج النيباد بالتقدير ليس فحسب من قبل الشعوب الإفريقية بصفتها أهم طرف معني بهذا البرنامج وأكبر مستفيد منه لكن كذلك من قبل باقي المجموعة الدولية ومنها شركاؤنا في التنمية.
السيد الرئيس إن التوصيات المعروضة علينا بشأن الطرق والوسائل الملائمة لتجسيد مسار إدماج النيباد في الاتحاد الإفريقي وإضفاء الطابع العلمي عليه فعلا يحسب لها أنها وفقت بين الامتثال الكامل للتوجيهات التي أصدرناها وبين تشخيص الإجراءات الملموسة والوظيفية التي تقتضيها هذه العملية. وأود ان أشير بهذا الشأن إلى ان التوصيات المعروضة علينا فيما يخص طبيعة الهيكل المدعو إلى الحلول محل أمانة النيباد وسيره وعلاقاته المؤسساتية مع هيكل الاتحاد الإفريقي والتي من شأنها ان تتيح لبرنامج النيباد قطع مرحلة نوعية جديدة في توجهه ودوره كبرنامج استراتيجي من اجل تنمية إفريقيا هذه التوصيات تبرز مسعى يبدو لنا مناسبا من حيث انه يروم فعلا جعل هيكل النيباد الجديد واسطة بين سائر هياكل مفوضية الاتحاد الإفريقي واللجان الاقتصادية الجهوية فضلا عن الشركاء في التنمية وهو مناسب أيضا لأنه يبرز دور الهيكل الجديد بصفته محركا للطاقات من إجل إعداد المشاريع التنموية في إفريقيا وتنفيذها ومتابعتها وسيعطي الوضع والدور هذان حتما مزيدا من الوضوح والانسجام لمسعى إفريقيا في مجال تنفيذ البرامج والمشاريع ذات الصلة بالنيباد. كما سيسهمان في إضفاء المصداقية المطلوبة على هيكل النيباد الجديد في العلاقات التي سيتعين عليه ترقيتها مع الشركاء في التنمية في مجال حشد الدعم لهذه البرامج والمشاريع وفي مجال البحث عن المصادر التي تمول إنجازها على حد سواء. وطبقا لمنطق إنشاء التفاعلات اللازمة لضمان أفضل متابعة لتنفيذ النيباد فإن التوصية الداعية إلى الإبقاء على اللجنة المديرة إلى جانب لجنة رؤساء الدول والحكومات هي توصية موائمة لأكثر من سبب ذلك أنه من بالغ الأهمية أن يستمر رؤساء الدول والحكومات الممثلون في لجنة التنفيذ في اطار مهمة تنفيذ التصور الذي يحمله النيباد الموكل لهم في الاستفادة على الوجه الأوفى من مساعدة الممثلين الشخصيين الذين عينوهم لهذه الغاية كما انه من الضروري ان يثمن الاتحاد الإفريقي على الوجه الكامل القيمة المضافة التي ستعطيها اللجنة المديرة لمتابعة برنامج النيباد".