أنهى أعضاء البعثة الاستعلامية المؤقتة للجنة السياحة والثقافة والاتصال، بالمجلس الشعبي الوطني برئاسة أحمد مواز، زيارتهم لولاية تلمسان، بعد معاينتهم مواقع ومنشآت ومرافق القطاعين الثقافي والسياحي، والمعالم التاريخية بالولاية؛ حيث تُوّجت الزيارة بجلسة تقييمية مع والي تلمسان بمقر الولاية، عرفت تناول العديد من النقاط الهامة التي تخص واقع قطاعي السياحة والثقافة، لتُختتم برفع تقرير مفصل عن القطاعين المذكورين، إلى المجلس. وأكد رئيس اللجنة أحمد مواز، أن زيارة الوفد تدخل ضمن البرنامج الذي سطرته اللجنة؛ قصد الوقوف على واقع قطاعَي الثقافة والسياحة بتلمسان؛ حيث سمحت برصد العديد من الإيجابيات. كما سجلت عددا من النقائص والانشغالات التي تعترضهما، وانشغالات منتسبيهما. وستُرفع في شكل تقرير مفصل، يتضمن توصيات إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني، وإلى الجهات المختصة، إلى جانب مرافقة السلطات المحلية، والنظر في إمكانية اقتراح حلول مناسبة، ورفعها إلى السلطات المعنية، خاصة مع موسم الاصطياف للموسم الحالي؛ باعتبار ولاية تلمسان من الوجهات السياحية الرائدة في الجزائر بالنظر إلى معالمها ومواقعها التراثية والثقافية التي تستقطب أعدادا معتبرة من السياح المحليين والأجانب على مدار العام. وقد شهد اليوم الثاني والأخير من الزيارة التي قام بها أعضاء البعثة الاستعلامية المؤقتة للجنة السياحة والثقافة والاتصال إلى ولاية تلمسان، زيارة عدد من المواقع الأثرية والتاريخية رفقة مدير الثقافة والسياحة، وأعضاء من المجلس الشعبي الولائي، ونواب الولاية، إلى جانب المغارات الطبيعية "بني عاد" الواقعة ببلدية عين فزة والمصنفة الثانية عالميا، والتي تَبين أنها في حاجة إلى تعزيز بمحلات تجارية، وأماكن للترفيه، وكان هذا انطباع كثير من الزوار الذين تحاور معهم أعضاء الوفد. ثم توجه الوفد إلى شلالات "أوريت"، وهو موقع سياحي يستقطب اهتمام السياح من كل أنحاء العالم، كما يُعد قِبلة مفضلة للعائلات الجزائرية؛ لما تتمتع به من سحر وجمال، فضلا عن زيارة ضريح الولي الصالح "سيدي أبومدين شعيب" دفين منطقة العباد. وقد اختيرت هذه الوجهة لتكون أولى محطات انطلاق الوفد في يومه الثاني بالولاية؛ لما يحمله المكان من رمزية وقيمة معتبرة على مستوى التراث اللامادي الذي تزخر به مدينة تلمسان. وزارت البعثة قصر "دار السلطان" الذي يشكل جزءا من المجمع الأكبر لمسجد "سيدي أبومدين"، وهو معلَم يعود تاريخ بنائه إلى عهد السلالة المرينية. كما يُعتبر أحد الشواهد البارزة على فن العمارة الإسلامية في ذلك العصر، ليعرّج الوفد عقب ذلك، على زيارة المدرسة الخلدونية، وهي تحفة معمارية يفوق عمرها 6 قرون، ثم تَوجّه إلى شطر هضبة "لالة ستي" التي تُعد أحد أبرز المزارات السياحية على مستوى الولاية. كما تضمّن برنامج عمل البعثة زيارة فندق "رونيسانس" بتلمسان بهضبة لالة ستي، وهو فندق بخمسة نجوم يحمل العلامة الفندقية الدولية "رونسانس" التابعة للسلسلة الفندقية العالمية "ماريوت". وهو تحفة هندسية فخمة، استوحى تصميمه من فن الحضارة العربية الإسلامية وطبيعة مدينة تلمسان الأمازيغية، ليتم بعدها زيارة نزل "الزيانيين"، الذي وقف فيه النواب مع مدير مؤسسة التسيير السياحي لمدينة تلمسان، على وضعيته المتردية بعدما توقفت أشغال ترميمه وإعادة تهيئته منذ 2019 إثر جائحة كورونا. وتميز اليوم الأول من هذه الزيارة بالوقوف على المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ، الذي يحتوي على مقتنيات تعود إلى الحضارات التي تعاقبت على المنطقة؛ حيث أبرز القائمون عليه في شروحاتهم، مختلف الجوانب التاريخية والعمرانية التي تزخر بها ولاية تلمسان، والتي تعكس طرازا متعدد التقنيات لايزال شاهدا على مختلف العصور والحضارات، إلى جانب قلعة "المشور"، التي تضم بداخلها متحفا، يلقي الضوء على تاريخٍ ماضٍ، يجسّده عدد من المعروضات المختلفة، التي تتراوح بين قطع أثرية ونماذج من الفسيفساء التي كانت تُستخدم قديما في ترصيع الجدران. وفي نفس المكان، وقف الوفد على ملحقة المعهد الوطني للفندقة والسياحة والتي تمت إعادة تهيئتها بعد إغلاقها لأكثر من 7 سنوات. وعاين الوفد ما تعانيه من اهتراء معداتها، وافتقارها لأدنى شروط العمل. وبعد زيارة مركز الدراسات الأندلسية الذي هو أول مركز من نوعه في المغرب العربي، تنقّل أفراد البعثة إلى قصر الثقافة "عبد الكريم دالي"، الذي يُعد من المباني الفخمة والراقية في فن الزخرفة. كما يُعد تحفة رائعة في مجال الهندسة المعمارية العربية الإسلامية. وقد تم إنجازه بالقرب من المعالم الأثرية لمنارة المنصورة وأسوارها. وبنفس بلدية المنصورة، زار الوفد قصرها الذي يُعد متحفا طبيعيا قبل التنقل إلى بلدية مرسي بن مهيدي الساحلية، لزيارة مخيّم الشباب الشهيد "تشيش محمد".