باستقبال العديد من الوفود القادمة من مختلف أنحاء الوطن ومن بعض البلدان المشاركة في تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 " تعرف حركة السّياحة بتلمسان انتعاشا ملحوظا حيث نشطت جولات زيارة المعالم الأثرية والتاريخية ومتابعة الأنشطة الثقافية المبرمجة في إطار هذه التظاهرة الدّولية. وقد تحوّلت مختلف المعالم التاريخية والسياحية التي تزخر بها عاصمة الزّيانيين وفي مقدمتها أسوار ومنارة المنصورة والمركب الديني للعباد الذي يحوي ضريح سيدي بومدين الغوثي وحي "أكادير" العتيق والمدينة القديمة وهضبة لالة ستي فضلا عن المتاحف والمرافق الثقافية الخرى مقصدا للزوار الذين يرغبون في اكتشاف أسرار وجمال جوهرة المغرب العربي. وفي مجال النشاط الثقافي المخصص للسياح رسمت مديرية الثقافة عدة مسارات ثقافية لتسهيل زيارة المعالم المختلفة وتمكين الزائرين من اكتشاف الكنوز الأثرية لهذه المدينة العتيقة والتي تضرب جذورها في أعماق تاريخ العصور الذهبية للحضارة العربية الإسلامية. وتتوزع هذه المسارات على محطات تاريخية متعددة لمدينة تلمسان حيث ينطلق الأول من موقع "أكادير" القديم ويمر عبر آثار "باب زير" ثم المدرسة التاشفينية و"باب الخميس" قبل الانتهاء بقلعة بني مرين للمنصورة بأطلالها وصومعتها التي شيدت بين 1299 و1307. ويبدأ المسار الثاني من القصر الملكي للمشور إلى غاية الموقع الأثري "باب القرمادين" وفق المسلك الذي كان يتبعه الملك يغموراسن عند القيام بتفتيش ومراقبة جيوشه. كما يمكن للزّوار الاتجاه عبر المسار الثالث من المنطقة الأثرية "المشور" نحو المسجد الكبير للمرابطين مرورا بالمكان الذي توجد فيه المدرسة التاشفنية والتي لم يبق منها سوى رسوم في بعض المخططات بعد أن هدمها سنة 1870. كما حددت مسارات أخرى ترمي إلى الاطلاع على بعض المعالم الأخرى الواقع خارج مدينة تلمسان مثل مسار بني سنوس الذي ينطلق من سفح المفروش المتميز بمناظره الطبيعية الخلابة ومعالمه الأثرية و في مقدمتها خلوة وضريح سيدي حفيف التلمساني (1213-1291م) ويتواصل جنوبا نحو منطقة الحبالات لزيارة مغارة بومعزة والطاحونة المائية القديمة التي كانت تعتمد في تشغيلها على المياه المتدفقة من المغارة ذاتها. ويشمل باقي المسار عدة مساجد عتيقة لناحية بني سنوس مثل "بني عشير" الذي يعود تاريخ بناؤه إلى القرن العاشر ميلادي و"تافسرة" ومسجد "الخميس". ومن جهتها حظيت مدينة ندرومة بمسار خاص بها يبدأ من القصبة العتيقة ثم الباب القديم فالجامع الكبير والتربيعة بوسط المدينة القديمة وأخيرا "الحمام البالي" الذي يعود إلى العهد المرابطي. ولاستقبال ضيوف تلمسان تمّ تسخير 18 مؤسسة فندقية موزعة عبر الولاية بطاقة إجمالية تصل حسب مدير القطاع إلى ما يقارب 2200 سريرا الشيء الذي يسمح بإيواء الزّوار والمشاركين في مختلف الأنشطة التي تنتظم خلال التظاهرة الدولية.