افترق الطرفان المغربي والصحراوي بالاتفاق على موعد لجولة مفاوضات رابعة من 11 إلى 13 مارس القادم بمنهاست، في مسعى آخر لمواصلة مفاوضات السلام قصد التوصل إلى تسوية نهائية وعادلة للنزاع الصحراوي الذي طال أمده·ولم ترق الجولة الثالثة من مفاوضات منهاست التي اختتمت نهاية الأسبوع بعد ثلاثة أيام من المفاوضات العسيرة إلى الأمال المرجوة وأبقت حالة الانسداد قائمة بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية المغرب وجبهة البوليزاريو·وهو ما عبّر عنه بيترفان فالسوم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية في بيان ختامي توج اختتام أشغال الجولة الثالثة، حيث أشار صراحة إلى أن هذه الجولة لم تمكن من التطرق الى جوهر المسائل المتنازع عليها وأن الطرفين استمرا في الاختلاف حول المسائل الجوهرية· لكنه بالمقابل اعتبر أن هذه الجولة كانت فرصة للوفدين الصحراوي والمغربي لمناقشة تطبيق اللائحتين 1754 و1783 وأكد مجددا إلتزامهما بالتحلي بالإرادة السياسية والتفاوض بنية حسنة، كما دعا إلى ذلك مجلس الأمن في اللائحتين السابقتين· ومن المقرر أن يقوم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي بإعداد تقرير تقييمي لجولة المفاوضات الثالثة وتقديمه للأمين العام الذي سيعرضه بدوره على مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الجاري· كما أنه من المنتظر أن يقوم بيتر فان فالسوم، بجولة شهر فيفري القادم تشمل المغرب ومخيمات اللاجئين وكذلك إلى الجزائر وموريتانيا في مسعى لدفع مسار المفاوضات وإدخالها في مرحلة الجدية·ولم تتسرب أية معلومات حول ما تم التوصل إليه خلال هذه الجولة باستثناء التصريحات والتصريحات المضادة التي ما فتئ أعضاء الوفدين يحملون من خلالها مسؤولية الجمود الذي أصبح يلازم هذه المفاوضات على الطرف الثاني· لكن ذلك لم يضع الوفد الصحراوي من اعتبار هذه الجولة بالهامة والمفيدة وهو الذي كان أبدى تفاؤلا بإمكانية إحراز تقدم إيجابي يقود إلى تطبيق مضمون اللائحة 1754 التي نصت على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· وفي هذا السياق قال محفوظ علي بيبا رئيس الوفد الصحراوي، أن منهاست الثالثة سمحت بتعزيز المواقف التي تدافع عنها جبهة البوليزاريو، وهي المواقف التي ترمي إلى تعميق المفاوضات بين المغرب والصحراء الغربية بهدف تطبيق لوائح الأممالمتحدة الداعية إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية تحت إشراف الأممالمتحدة· وأكثر من ذلك فإن المسؤول الصحراوي وصف هذه الجولة بالهامة من منطلق أنها سمحت بتعميق النقاش السياسي حول شكل وأساليب تطبيق هذه اللوائح وألقى بالكرة في ملعب الأممالمتحدة، وقال أن على هذه الأخيرة أن تلعب دورا نشطا وفعّالا من أجل إحراز تقدم في مسار المفاوضات· وتقاطعت تصريحات محفوظ علي بيبا مع باقي تصريحات أعضاء الوفد الصحراوي الذي ندد بالموقف المغربي المتعنت واتهم المغرب باتباعه لسياسة المماطلة وانعدامه لأية إرادة سياسية في التوصل إلى حل سياسي للنزاع· وهو ما عبّر عنه صراحة إبراهيم غالي عضو الوفد الصحراوي والذي قال أن ما لمسناه من الوفد المغربي هو استمرار تمسك الرباط بسياستها الاستعمارية ومحاولة رفض الواقع والتنكر للقرارات الدولية المقرة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· وأضاف أن التوجه المغربي يصب عكس التيار الذي تصبو إليه المجموعة الدولية وكل المحبين للسلام في هذا العالم لتمكين الشعب الصحراوي من اختيار مصيره بكل حرية، لكنه بالمقابل أكد مواصلة جبهة البوليزاريو للمسار السلمي إلى غاية التأكد أن هذا الخيار لن يجدي نفعا ولن يوصل الشعب الصحراوي إلى مبتغاه مما يتطلب التوجه نحو خيار آخر وهو الكفاح المسلح·وقال أن الشعب الصحراوي ومسؤوليه مقتنعون بحقهم ولديهم الصبر والإرادة اللازمتين لبلوغ الهدف المنشود وهو تقرير المصير وإنهاء الاحتلال· وإذا كان الصحراويون أكدوا قبولهم إجراءات تعزيز الثقة التي حددها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي فان فالسوم ودعوا الطرف المغربي إلى التخلي عن سياسته الاستعمارية والدخول في مفاوضات جادة، إلاّ أن أعضاء الوفد المغربي أصرّوا على مقترح الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض· وأعاد وزير الخارجية المغربي مسار المفاوضات إلى نقطة البداية بعدما جدد التمسك بهذا المقترح وزعم أنه مقترح جاد وذا مصداقية، معتبراً أن السبيل الوحيد لتسوية النزاع الصحراوي هو التوجه نحو سلام الشجعان وأي شجاعة هذه التي تقتضي التنكر لحق شعب بأكمله في العيش تحت سماء الحرية والاستقلال·