أعلن ابراهيم غالي سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر، أمس، تأجيل الجولة الرابعة من مفاوضات منهاست إلى يومي 16 و17 من الشهر القادم بعد أن كانت مقررة لأيام11 و12 و13 من نفس الشهر·وقال السفير الصحراوي في تصريح صحفي إن جبهة البوليزاريو أبلغت بهذا الإرجاء رسميا من قبل منظمة الأممالمتحدة· وأدلى الدبلوماسي الصحراوي بهذا التصريح على هامش تنظيم اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي ندوة تضامنية مع القضية الصحراوية بمناسبة إحياء الشعب الصحراوي الذكرى ال 32 لاعلان قيام الجمهورية الصحراوية أمس بالجزائر العاصمة· ورفض السفير الصحراوي الإدلاء بأي تصريح بشأن الجولة الرابعة من مفاوضات منهاست، إلا انه لم يتوان لحظة في تحميل الطرف المغربي مسؤولية الإرجاء، على اعتبار أن جبهة البوليزاريو أكدت في العديد من المناسبات استعدادها لمواصلة العملية التفاوضية إلى غاية نهايتها· واضاف ان الرباط سعت وتسعى منذ بدء المفاوضات إلى افتعال العراقيل بهدف إفشال هذه المفاوضات بعد أن تمسكت بموقفها المتعنت بفرض خطة الحكم الذاتي كحل وحيد ونهائي للنزاع في الصحراء الغربية الذي دخل عقده الرابع· كما أعرب إبراهيم غالي عن أمله في أن تساهم الجولة القادمة من المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب في تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية ومنه تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في اختيار مصيره بكل حرية· ولكن هذا التأجيل الذي لم يكن متوقعا قد يكون ناجما عن استمرار التعنت المغربي وتمسك الرباط بأطروحاتها حول مغربية الصحراء وبفرض مخطط الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض رغم أن اللائحة الأممية الصادرة نهاية أفريل الماضي نصت بصراحة على ضرورة دخول طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليزاريو في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة تفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي· ورغم أن الطرفين قبلا بإجراء هذه المفاوضات، إلا أن إصرار الرباط على مخطط الحكم الذاتي شكل عقبة رئيسية في طريق إحراز تقدم في الجولات الثلاث السابقة بعد رفض جبهة البوليزاريو التفاوض على أساس الخطة المغربية· وكان بيتر فان فالسوم المبعوث الشخصي للامين العام الاممي في الصحراء الغربية اضطر للقيام بجولة مغاربية قبل أسبوعين شملت الرباط ومخيمات اللاجئين بتندوف والجزائر ونواقشط تحضيرا لعقد الجولة الرابعة من مفاوضات منهاست في مسعى اممي لإذابة الجليد وتقريب وجهات نظر الطرفين حول سبل تسوية النزاع الصحراوي· ولكن مهمته باءت بالفشل وعاد خاوي الوفاض بعد أن جدد كل جانب تمسكه بمواقفه المبدئية في مؤشر واضح إلى أن جولة المفاوضات المقبلة سيكون مآلها الفشل كسابقاتها التي انتهت كلها بالاتفاق على موعد جديد لجولات اخرى· كما أن الإعلان عن تأجيل هذه الجولة تزامن مع التصريحات التي كان أدلى بها محمد خداد العضو في الوفد الصحراوي المفاوض والمنسق الصحراوي مع بعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية "مينورسو" والتي حمل خلالها المغرب مسؤولية العمل على تكريس سياسة الاستعمار في الصحراء الغربية· وقال خداد إن المغرب الذي يريد فرض اقتراحه للحكم الذاتي على الشعب الصحراوي يقول "أنا هنا وسأبقى لتكريس استعمار الصحراء الغربية"· ولم يستبعد المسؤول الصحراوي اللجوء إلى الكفاح المسلح باعتباره وسيلة للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي في حال فشل مفاوضات السلام من تحقيق هذا الهدف، واستمرار عجز منظمة الأممالمتحدة في تطبيق لوائحها حول الصحراء الغربية بسبب مواقف بعض الدول الكبرى وفي مقدمتها فرنسا·والواضح أن المغرب مستمر في انتهاج سياسة المماطلة بدعم من قوى عظمى في مجلس الأمن الدولي وأكثر من ذلك فإن إصرار الطرف الصحراوي على مناقشة قضية حقوق الإنسان في المفاوضات جعل الرباط تسعى الى خلق الحجج من اجل التهرب من مواجهة الأمر الواقع على خلفية الخروقات التي تمارسها قواتها المحتلة في هذا المجال ضد المدنيين والحقوقيين الصحراويين في المدن المحتلة ومعتقلاتها·