أعلن وزير التجارة وترقية الصادرات الطيب زيتوني أول أمس بالجزائر العاصمة، عن افتتاح معارض دائمة للمنتجات الجزائرية بكل من السنغال وموريتانيا خلال البشهر القادم، في انتظار افتتاح هياكل مماثلة في دول أخرى بغرب إفريقيا. أوضح الوزير خلال أشغال منتدى الاستثمار والتصدير المنظم على هامش معرض الجزائر الدولي، أنه سيتم "سيتم في وقت لاحق تدشين مرافق تجارية مماثلة بكل من النيجر والكاميرون وكوت ديفوار"، وهو ما سيمكن الشركات الجزائرية المنتجة والناشطة في المجالات خارج المحروقات من البيع المباشر وتصدير منتجاتها. كما أكد على دور منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي تعتبر الجزائر عضوا فيها، في دعم حركية تصدير المنتجات الجزائرية نحو القارة الإفريقية، التي تعد سوقا قوامه 2ر1 مليار نسمة، فضلا عن أهمية المنشآت القاعدية كالطريق العابر للصحراء الذي يغطي ستة دول ومنها الجزائر، ومشروع طريق تندوف- زويرات الموريتانية. وأشار الوزير أنه ومع التحويل المرتقب للطريق العابر للصحراء إلى رواق اقتصادي، سيتم إنشاء مناطق تجارية حرة ذات بعد إفريقي قصد تجسيد التكامل القاري وترقية التبادلات التجارية "في أقرب وقت". وأوضح في هذا الصدد أن هذه المناطق التجارية ستدخل حيز التطبيق والنشاط في أقرب الآجال بعد الانتهاء من المراسيم التنفيذية الخاصة بها. ولدى إبرازه تحسن المؤشرات الاقتصادية والتجارية للجزائر والتعافي من تأثيرات وباء "كورونا" التي مسّت الاقتصاد العالمي ككل، أكد الوزير على ضرورة اغتنام هذه الحركية الاقتصادية لدفع الصادرات الجزائرية خارج المحروقات التي عرفت تحسنا كبيرا خلال السنوات الأخيرة. وذكر أن صادرات الجزائر غير النفطية ستنتقل من 6.5 مليار دولار سنة 2022 إلى نحو 13 مليار دولار بنهاية العام الجاري وهو هدف تم تسطيره في إطار ورقة طريق بين السلطات العمومية والمصدرين. وقال في هذا الخصوص إن تحقيق هذا الرقم ممكن بالنظر إلى وجود شبكة صناعية وإنتاج وقيمة مضافة ومناصب شغل يتم خلقها في إطار الحركية الاقتصادية التي يسجلها الاقتصاد الوطني"، مشددا على أهمية محاربة الذهنيات المتحجرة التي تقف في وجه الانتقال من نظام الريع البترولي إلى خلق الثروة. ولفت الوزير إلى أن استراتيجية الجزائر الاقتصادية بدأت تؤتي ثمارها، من خلال تعزيزها ببنية تحتية حديثة ومتطورة مع تحقيق العديد من الإنجازات في المجال الاقتصادي، على مدار الثلاث سنوات الأخيرة. كما نوّه بدور مشاريع الحديد بغار جبيلات والفوسفات بتبسة والزنك بواد اميزور ببجاية، في دفع قدرات الجزائر التصديرية في السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن الجزائر لها "قطاع صناعي متنوع وقوي، يشمل الصناعات الغذائية، والمنسوجات، والمعدات الكهربائية والإلكترونية، والصناعات البتروكيماوية وغيرها، حيث تساهم هذه الصناعات في خلق فرص عمل وتنويع الاقتصاد الجزائري لتعزيز النمو المستدام".