* الجزائر دون مديونية وسيدة قراراتها السياسية والاقتصادية * 13 مليار دولار صادرات غير نفطية على وشك التحقيق * حققنا معجزة بصادرات تمثل 5 مرات عما سجل طيلة 40 سنة * مرحلة جديدة تؤسس للقطيعة مع الريع والاتكال على برميل النفط * صادرات فرع مواد البناء تغطي طلب عدة دول 100 بالمائة * بنوك جزائرية وخطوط جوية مباشرة بكبرى العواصم الإفريقية * مناطق تجارية حرة على الحدود مع موريتانيا ومالي والنيجر قريبا * خطوط بحرية بين الجزائروموريتانيا والسنيغال لدعم التبادل التجاري * إنجازات اقتصادية كبيرة في السنوات الأخيرة ضمن مقاربة جديدة أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، بالجزائر العاصمة، الحكومة باستحداث المجلس الأعلى للمصدرين "في أقرب وقت" للمساهمة في تحسين التكفل بانشغالات المصدرين وتحفيزهم. وفي كلمة بمناسبة إشرافه على افتتاح الطبعة الأولى ل"الوسام الشرفي للتصدير" التي أقيمت تحت شعار "التزام، إنجازات وآفاق"، صرح رئيس الجمهورية قائلا "أطلب من السيد الوزير الأول تنصيب، في أقرب وقت، المجلس الأعلى للمصدرين الذي يتكفل بمشاكل المصدرين والحوافز والتسهيلات الموجهة لهم". وجدد الرئيس تبون، في هذا الإطار، حرص الدولة على الدعم المستمر ومرافقة المتعاملين الاقتصاديين الخلاقين للثروة، خاصا بالذكر المصدرين الذين "نعتبرهم سفراء الاقتصاد الوطني". وبعد أن نوه بنوعية المنتجات الجزائرية في كافة القطاعات، حيا رئيس الجمهورية جهود مجمع "سيفتال" التي "كللت بفتح أول مصنع جزائري 100 بالمائة لإنتاج زيت المائدة" والذي سيتبع بإنجاز وحدة صناعية ستنتج سكر جزائري محلي. ولدى توقفه عند التطور الذي تشهده صادرات فرع مواد البناء، لا سيما الإسمنت، قال رئيس الجمهورية إن الإنتاج الوطني يبلغ 40 مليون طن حاليا وبإمكانه "تغطية طلب عدة دول بنسبة 100 بالمائة". من جانب آخر، حث رئيس الجمهورية وزير التجارة على تسريع عملية فتح المناطق التجارية الحرة بعدد من الولايات الحدودية مع كل من موريتانيا ومالي والنيجر. وأكد بالمناسبة أن هذه البلدان تربطها بالجزائر "تقاليد منذ 1962 في التبادل الحر في المواد الفلاحية"، لافتا إلى الخطوات المتخذة سابقا لفتح خطوط بحرية بين الجزائروموريتانيا والسنيغال لدعم التبادل التجاري القاري ودعم للصادرات الوطنية، وكذا الافتتاح المرتقب لبنوك وطنية في عدد من العواصم الإفريقية. وأوضح رئيس الجمهورية بأنه سيتم فتح خطوط جوية مباشرة تربط الجزائر بأهم العواصم الإفريقية مؤكدا على أهمية "الربط المباشر بين الجزائر والقارة الإفريقية" لتصبح "الجزائر حقيقة إفريقية ولا تدير ظهرها للقارة"، واستغرب الرئيس تبون في ذات المنحى عدم وجود خطوط مباشرة بين الجزائر واديس ابابا "العاصمة الافريقية" وداكار وكوت ديفوار". 13 مليار دولار صادرات غير نفطية على وشك التحقيق من جانب آخر، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر حققت "إنجازات اقتصادية كبيرة" خلال السنوات الأخيرة ضمن مقاربة جديدة تشجع المبادرة والتصدير، مضيفا أن صادرات البلاد خارج المحروقات بإمكانها أن ترتفع في غضون سنة إلى ما نسبته 22 بالمائة من مجموع الصادرات، مقابل 3 بالمائة فقط قبل سنوات قليلة. وأوضح أن الجزائر "التي لم تتجاوز صادراتها خارج المحروقات في 2018 و2019 ما نسبته 3 بالمائة من إجمالي الصادرات تحقق اليوم 11 بالمائة وبنهاية 2023 أو بداية 2024 ستصل هذه النسبة إلى 16 بل إلى 22 بالمائة". وأضاف أن رقم 13 مليار دولار كصادرات غير نفطية والمسطر كهدف للسنة الجارية هو على "وشك التحقيق" ما يعني أن "الأمور رجعت لنصابها كون الجزائر لا مديونية لها وهي حرة في قراراتها السياسية والاقتصادية". وقال بهذا الخصوص إنه "بفضل السياسة الاقتصادية الجديدة بدأت صادراتنا في الارتفاع وما حققناه يعد معجزة حيث ارتفعت هذه النسبة بخمس مرات عما كنا نسجله منذ 40 سنة"، مبرزا أن ما تم تحقيقه اليوم من "إنجازات كبيرة في مجال التصدير والاستثمار واقتصاد المعرفة مبني على مقاربة متكاملة وشاملة لتطوير الاقتصاد وتحسين بيئة الاعمال". وفي تطرقه إلى مسعى الجزائر في تنويع الاقتصاد والخروج من التبعية لمنتج وحيد يتم تصديره "المحروقات"، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر "دخلت مرحلة جديدة بعيدة عن منطق الاقتصاد الريعي الذي يقتل المبادرة ويقوم على الاتكال على برميل النفط ودخلنا سياسة الابتكار". وأعرب في السياق عن تفاؤله بقدرات المؤسسات الجزائرية في مجال التصدير مستقبلا، مبرزا دور المؤسسات الناشئة في هذا الإطار. وحيا الرئيس تبون بالمناسبة بشكل خاص المؤسسات المصدرة على النجاحات والنتائج التي ما فتئت تحققها في السنوات القليلة الماضية لا سيما في قطاع الصناعة بمختلف فروعه وكذا الفلاحة، حاثا إياها على المزيد من العمل لرفع نسبة الادماج الصناعي وإطلاق مشاريع من شأنها أن تساهم في تقليص واردات البلاد. وأثنى الرئيس على صنيع المؤسسات الجزائرية في ميدان صناعة الزجاج ومواد البناء، خاصة صناعة الاسمنت من تنويع الإنتاج وارتفاع الصادرات، وكذا فرع الصناعات الكهرومنزلية الوطنية. وتابع الرئيس تبون أن الجزائر، التي كانت تستورد كامل احتياجاتها من الزجاج بمختلف أصنافه، أصبحت تنتج اليوم 90 بالمائة من الزجاج محليا، داعيا المؤسسة المتوسطية للزجاج MFG وشركة "ايريس" المتخصصة أيضا في الإطارات المطاطية للسيارات، إلى العمل للمساهمة في مشاريع صناعة السيارات في الجزائر في اطار المناولة. ولفت أيضا إلى "الحركية الإيجابية" التي يعرفها نشاط التصدير في البلاد، مؤكدا أن ذلك من شأنه إعطاء دفع للنشاط الاستثماري والتصنيع "مع ما يحمله ذلك من خلق للثروة ومناصب الشغل ورفع الناتج الداخلي الخام للبلاد".