انطلق المهرجان الثقافي الدولي للمالوف 11، سهرة أول أمس، بقاعة الروض الكبرى "أحمد باي" في قسنطينة، بحفل حمل عنوان "كبار المدينة"، نشطه حقا كبار أغنية المالوف في قسنطينة، أمتعوا الجمهور الحاضر، بأداء راق خالص، وقد أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي ووالي الولاية عبد الخالق صيودة، على الافتتاح الرسمي للدورة الجديدة. قالت صورية مولوجي في كلمتها، إن وزارة الثقافة والفنون، ومن خلال هذا المهرجان، تؤكد أن الحفاظ على هذه الطبوع الغنائية العريقة عبر العديد من الفعاليات الثقافية واجب علينا، صونا وحفاظا على التراث الجزائري، وتعبيرا عن الإسهام المشرق للأصوات الثقافية والفنية الجزائرية وطنيا ودوليا. على الهامش، في تصريح للصحافة الوطنية، كشفت صورية مولوجي عن أن موسيقى المالوف والطبوع الغنائية والموسيقية الجزائرية (10 طبوع)، هي ضمن ملف يحضر لإيداعه لدى "اليونسكو"، قصد تسجيله تراثا عالميا وجب الحفاظ عليه، مشيرة إلى أهمية مهرجان المالوف في دعم هذا الملف، وكذلك باقي المهرجانات الفنية الخاصة بالموسيقى والأغنية الجزائرية العريقة. وحسب قوانين "اليونسكو"، تودع الطلبات قبل تاريخ 31 مارس من كل عام، لذلك من المرتقب أن تقدم الجزائر ملفها الجديد قبل مارس 2024. ذكرت المتحدثة، أن وزارة الثقافة والفنون، رفعت التجميد عن 8 مشاريع ثقافية في مدينة قسنطينة، مؤكدة أن مصالح الولاية استلمتها في ظرف وجيز. من جهته، ثمن والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، عودة المهرجان إلى قسنطينة، بعد أن عرفت دورات سابقة انتقاله إلى ولاية ميلة، وقال "الآن يعود إلى مهده الأصيل ومكانه الطبيعي في رحاب مدينة تتنفس فنا وثقافة، إنها قسنطينة التي أرخ المالوف لحكاياتها وملاحمها، وكان صوت ساكنيها الذي يُحدث زوارها عن حقب سابقة وعادات راسخة وتقاليد أصيلة". وقال الوالي، إن مدينة قسنطينة شهدت في الفترة الأخيرة حركية غير مسبوقة، استفاد منها قطاع الثقافة، من خلال إعادة بعث العديد المشاريع التي كانت مجمدة ومتوقفة، واستلام عديد الهياكل والبنى الثقافية الهامة، على غرار مسرح الهواء الطلق الذي أسند تسييره لمصالح الولاية، من أجل إعادة بعثه كفضاء ثقافي يقدم إضافة نوعية للتنشيط الثقافي بالولاية، بالإضافة إلى إعادة افتتاح دار الثقافة بالخروب، وإقامة مدرسة موسيقية في رحابها، والتي ستكون إضافة قيمة ونوعية للمشهد الفني بالولاية. أضاف المتحدث، أن الساحة الثقافية، من خلال جهود السلطات المحلية قامت بإعادة افتتاح المعهد البلدي للفنون بعد تهيئته وإعادة الاعتبار له، إضافة إلى استلام بعض المعالم التاريخية العريقة، كمسجد "الأربعين شريف" و"الجامع الأخضر"، الذي كان يحتضن مجالس الذكر للعلامة المصلح عبد الحميد بن باديس، فضلا عن إعادة تهيئة قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة". أما محافظ المهرجان إلياس بن بكير، فقال في كلمته، "إن المهرجان الثقافي الدولي للمالوف عرس جامع لبنات وأبناء الجزائر البررة في جزائرنا الجديدة، هو أيضا مناسبة للذود عن موروثنا الحضاري المادي وغير المادي، ومنع أي يد تمتد نحوه"، وتابع "المالوف مدرسة قسنطينة، المالوف إرثنا، المالوف موسيقى الجزائر الأبدية". بدأ الحفل، بعرض فيديو يروي عراقة وتاريخ مدينة قسنطينة، بتكريم الفنانين الراحلين حمو فرقاني ورابح بوعزيز، نظير مساهمتهم في صون إرث المالوف القديم، ليفسح المجال لكبار المدينة للصدح بأصواتهم، على الخشبة، ويتعلق الأمر بكل من سليم الفرقاني، ديب العياشي وتوفيق تواتي، وبعدها تم تكريمهم. وفي الجزء الثاني من الحفل، أحيا كل من الفنانة التونسية شهرزاد هلال، والشريف زعرور، وأحمد عوابدية، وكرمتهم في النهاية وزيرة الثقافة ووالي الولاية ومحافظ المهرجان، بدرع المهرجان ضمن أجواء احتفالية مفعمة.