❊ تعزيز العلاقات التاريخية المتينة وتقوية التعاون الاقتصادي ❊ الخطة الخماسية الثانية والانضمام ل"بريكس" ومبادرة الحزام والطريق في المحادثات بدأ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، زيارة دولة إلى العاصمة الصينيةبكين، متجها إليها من قطر التي أجرى خلالها زيارة رسمية دامت يومين، مرفوقا بوفد هام يمثل قطاعات استراتيجية. وتندرج زيارة الرئيس تبون إلى الصين التي تعد الأولى في مستواها لرئيس جزائري منذ 2008، في إطار تعزيز العلاقات المتينة والمتجذرة وتقوية التعاون الاقتصادي بين الشعبين الصديقين الجزائريوالصيني. كما ينتظر من هذه الزيارة وضع إطار أوسع للتعاون والشراكة بين البلدين، وتحديث اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة بين الجزائروبكين سنة 2014، فضلا عن خلق مجلس أعمال مشترك جزائري صيني، لتمكين رجال الأعمال من كلا البلدين من التواصل الدائم والبحث في تنفيذ مشاريع شراكة مثمرة ومربحة للطرفين. وتحمل الزيارة بعدا اقتصاديا بامتياز وهو ما يعكسه الوفد الوزاري الهام الذي يرافق رئيس الجمهورية، حيث ينتظر في هذا السياق بحث آليات تسريع تنفيذ عدد من مشاريع البنية التحتية الحيوية على غرار تسريع مشروع استغلال وتحويل الفوسفات في منطقة الهدبة بتبسة. وسبق للجزائر والصين أن اتفقتا على ضرورة تسريع تجسيد هذه المشاريع المهيكلة الهامة التي تتضمنها الخطة الخماسية الثانية للشراكة الاستراتيجية (2022 2026)، والخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وكذا الخطة الثلاثية (2022 2024) للتعاون في المجالات الرئيسية. كما ينتظر مناقشة العديد من ملفات التعاون الثنائي ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن تقوية العلاقات السياسية المتميزة على ضوء اقتراب انضمام الجزائر إلى مجموعة "بريكس"، على ضوء ترحيب الصين بذلك على غرار روسيا و جنوب إفريقيا. كما ينتظر أن يلتقي رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة بأعضاء الجالية الوطنية في هذا البلد، قصد الاستماع إلى انشغالاتهم، وهو التقليد الذي أرساه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون في زياراته إلى الخارج، إذ ستكون المناسبة أيضا لعرض الإصلاحات المنتهجة في سياق بناء أسس الجزائر الجديدة والأهمية التي تحظى بها الجالية الوطنية في البرنامج الرئاسي من أجل اشراكها في مسار البناء والتشييد. كما ستكون هذه الزيارة للبلدين مناسبة لتأكيد مواقفهما إزاء قضايا سياسية دولية، على غرار إصلاح منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، ليكون أكثر عدالة وشفافية في طرق عمله وبما يؤسس لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب. وتتميز العلاقات بين الجزائروالصين بعمقها التاريخي وطابعها الاستراتيجي الشامل ومن شأنها أن تتعزز أكثر وترتقي الى مستويات أعلى، بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الى هذا البلد الصديق. وكان رئيس الجمهورية قد أشاد في رسالة تهنئة وجهها إلى نظيره الصيني بمناسبة إعادة انتخابه من قبل المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني شهر مارس الفارط، بعمق علاقات الصداقة والتعاون التاريخية التي تجمع البلدين، مبرزا أهمية مواصلة العمل سويا قصد تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة والارتقاء بها إلى مستويات أرحب تعكس طموحات الشعبين الصديقين وتحقق مصالحهما المشتركة. من جانبه، أعرب الرئيس الصيني في برقية تهنئة بعث بها إلى الرئيس تبون العام الماضي، بمناسبة إحياء ذكرى استرجاع السيادة الوطنية عن استعداد بلاده ، لبذل جهود مشتركة مع الرئيس تبون من أجل توطيد الصداقة التاريخية والثقة الاستراتيجية المتبادلة بين البلدين ودفع التواصل والتعاون بينهما في كافة المجالات في إطار بناء مبادرة "الحزام والطريق".