أترث النزعة المادية التي شهدها الزواج، خلال الأعوام الأخيرة، خاصة بعد أزمة "كورونا" على الخيارات لدى الجنسين، حيث أكد محدثو "المساء"، من الجنسين، أن فكرة الزواج باتت في نظرهم ثقيلة جدا وصعبة التحقيق، فالحديث عنها أو مناقشتها "يسد الأنفاس"، لاسيما أن المقاصد قد اختلفت، وهناك من أصيب بصدمة لواقع قريب عايش تفاصيله، والأدهى أن هذا العزوف والرفض، وحتى الخوف صار ملازما لفكرة الزواج، بعد أن اطلع البعض على حكايات مختلفة، نسرد تفاصيل جزء منها. أشارت نهال البالغة من العمر 24 سنة، وهي مهندسة، إلى أنها أصيبت بصدمة حادة، بعد أن تأكدت أن الشخص الذي أرادته شريكا لحياتها بعد علاقة عامين من الخطوبة، كان ينتظر وضع يديه على مالها فقط، قائلة: "كنت أحلم ككل البنات، بيت وزوج حاني وأبناء ينادوني "ماما"، رجل اتقاسم معه كل شيء، لكن للأسف، الرجل الذي حلمت بعيش الحياة معه، كان ينتظر التهام الإرث الذي تركه والدي، رحمه الله، لكوننا ابنتين ووالدنا كان غنيا ... الآن قررت إكمال المسيرة بمفردي ... ربما يوما ألتقي من ترضى عنه نفسي ... طبعا سأقرر بعد اختباره". أما راضية البالغة من العمر 39 سنة، فقد اختلفت قصتها، فهي إنسانة ناجحة مهنيا، طموحة تسعى للرقي والارتقاء، تمت خطبتها من قريب لها، رحبت بالفكرة، كما رحب أهلها، إلا أنها تفاجأت بأن الخطيب، صاحب شروط خاصة، فهو يرحب بعملها ومساهمتها في البيت، وفق إرادتها، لكن تقول: "اشترط أن لا أقبل أي مهمة، وهو يدرك جيدا أن نصف عملي مهمات خارج الولاية والوطن، وهذا يتعارض مع مطلبه وواقعي، أي زواج هذا؟ وأي شرط ..." تقول مردفة: "أخبرته أنني لست الزوجة المناسبة له، فطموحي يفوق الحدود". أما رضا البالغ من العمر 37 سنة، اختار الزواج من ابنة عمه الجميلة، وهو موظف بسيط، يقول: "كسرت ظهري بمطالبها الكثيرة، فالمهر وحده بلغ سقف 30 مليون سنتيم، كما طلبت طقم ذهب وأن تسكن في بيت لوحدها، وهي تعلم أنني أتقاضي 38 ألف دينار فقط، ولا أملك سوى غرفة في بيت أهلي ... شعرت أنها ترفضني بطريقة لبقة... الآن لا أفكر في الزواج... أريد أن ابني مستقبلي وأجمع ما لا يصون كرامتي".