كشفت مصادر إسرائيلية عن اتفاق إسرائيلي أمريكي يقضي بإعطاء حكومة الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة بناء 2500 وحدة سكنية في مختلف المستوطنات التي تقيمها في الضفة الغربية في تعارض صارخ مع كل بنود الاتفاقيات الدولية وخطة خارطة الطريق للجنة الرباعية الدولية ولتوصيات مؤتمر أنابوليس. وإذا تأكدت مثل هذا الأخبار فإن الإدارة الأمريكية تكون بذلك قد خضعت لضغوط إسرائيلية وانقلبت الآية بعد أن كان العالم اجمع ينتظر ضغوطا أمريكية متزايدة على الحكومة اليمينية في إسرائيل لإرغامها على الدخول في مسار السلام بجدية اكبر ورفع كل العقبات التي حالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين ومن بينها عقبة الاستيطان. وأضافت المصادر الإسرائيلية أن ايهود باراك وميتشل توصلا أيضا إلى اتفاق لوقف الاستيطان فقط خلال مرحلة مفاوضات السلام التي ستشمل أيضا سوريا ولبنان. وتمكن وزير الدفاع الإسرائيلي الذي أوكلت له مهمة التفاوض مع الموفد الأمريكي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى إقناعه بقبول الشروط الإسرائيلية بإقامة مستوطنات جديدة. والتقى باراك مع ميتشل أول أمس بالعاصمة البريطانية لندن وأقنعه بضرورة إتمام بناء 2500 وحدة سكنية لإيواء آلاف اليهود المستوطنين المهاجرين حديثا إلى ما يسمونها بأرض الميعاد. وتؤكد مثل هذه التطورات أن مواقف رئيس الإدارة الأمريكية باراك اوباما وتعهداته السابقة وخاصة تلك التي كشف عنها في خطاب القاهرة في الرابع من الشهر الماضي بدأت تفقد معناها بعد أن منع مواصلة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والتي وضعها كشرط ضروري تحقيقه على الأرض لتمكين بعث مفاوضات مسار السلام. ويبدو أن الرئيس الأمريكي فشل إلى حد الآن وفي أول تعامل له مع الوضع في تمرير موقفه على الحكومة اليمينية الإسرائيلية التي عرفت كيف تراوغ الرئيس الأمريكي وتجعله في النهاية يقبل بمخططاتها. وعندما نعرف أن إسرائيل تفضل اللعب بمنطق الخطوة خطوة وسياسة التسويف وربح الوقت فإنه لا يستبعد أن تعمد بعد أن تتمكن من إتمام بناء هذا العدد الضخم من السكنات إلى رفع تحد آخر والمطالبة بمئات الوحدات السكنية الأخرى وستجد حينها مبرارات إقناع أخرى تتماشى وحيلها المتواصلة لفرض سياسة الأمر الواقع الميداني. ولم يكن من محض الصدفة أن تعلن إسرائيل قبل أيام عن مناقصة لإنجاز 50 وحدة سكنية وتبين بعدها أن الأمر يتعلق بمجموعة من 1450 وحدة سكنية تعتزم انجازها في الضفة الغربية بدعوى التوسع الطبيعي للمستوطنات. وإذا تمكنت إسرائيل من تحقيق خطتها فإن ذلك سينعكس سلبا على موقف الرئيس باراك اوباما الذي أعطى الأمل في إمكانية تغيير لعب الولاياتالمتحدة لدور اكثر إنصافا ينتهي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي وعد بإقامتها. وأكدت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية أن الأمريكيين وافقوا على موقف إسرائيل المدافع عن فكرة أن مواصلة الاستيطان لا يمكن أن يكون عائقا أمام مفاوضات السلام. وتؤكد مثل هذه التطورات أن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس من العاصمة الصربية بالرجوع إلى طاولة المفاوضات وحل قضية الصراع العربي عن طريق الوسائل السلمية والقنوات الدبلوماسية أصبح بعيد المنال في ظل غياب إرادة حقيقية للأطراف الدولية الفاعلة التي بإمكانها أن تضغط على حكومة الاحتلال وتجعلها تقبل فعلا بشروط قيام دولة فلسطينية مستقلة. وشدد عباس على أهمية دعم مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية بجانب دولة إسرائيل لأن ذلك سيساهم في العمل على خلق جو أكثر استقرار في منطقة الشرق الأوسط لا بل أنه سيساهم في خلق جو لسلام الدائم هناك" ..