ينتظر الفلسطينيون هذه الأيام مواعيد سياسية دولية هامة من شأنها تحديد مستقبل القضية الفلسطينية بعد مؤتمر أنابوليس الذي عقد في ال27 نوفمبر الماضي بالولايات المتحدة وأعطى الضوء الأخضر لتحريك عملية السلام بعد سبات دام أزيد من سبع سنوات· ومن المنتظر أن يشرع الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي الدخول في مفاوضات مباشرة غدا الأربعاء للتوصول إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ستكون الأولى من نوعها بعد مؤتمر أنابوليس، تزامنا مع ندوة دولية تحتضنها العاصمة الفرنسية باريس في ال 17 ديسمبر الجاري تخصص لتحديد الاحتياجات التي تتطلبها الدولة الفلسطينية المنتظر إقامتها· وكان وزير التخطيط الفلسطيني الدكتور سمير عبد الله قدر هذه الاحتياجات ب5.5 مليار دولار، وقال أن 70% من التمويل المطلوب سيذهب لسد العجز في الميزانية و30% لتمويل النفقات التمويلية التي تشمل مشاريع ستنجز في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية وذلك ضمن خطة تنمية اقتصادية شاملة· وهي خطة متوسطة المدى للفترة ما بين 2008 و2010 شرع في إعدادها منذ شهرين وأطلق عليها إسم "خطة الإصلاح والتنمية " وقد تم ارسال مسودتها الى عدد من الدول المانحة لدراستها· وتقوم هذه الدول حاليا بدراسة عدة اقتراحات حول آلية صرف الأموال القادمة، من بينها تشكيل هيئة عليا تضم كلا من فرنسا والنرويج والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى ممثل اللجنة الرباعية توني بلير مهمتها العمل على إزالة العقبات التي قد تنتج جراء نقص التمويل أو بسبب تنصل إسرائيل من تعهداتها· ويسبق ندوة باريس بدء مفاوضات السلام المنتظر انطلاقها يوم غد الاربعاء والتي خصص لها تسع لجان تضم خبراء ومفاوضين عن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تتولى مهمة التفاوض حول قضايا الوضع النهائي مثل ترسيح الحدود وعودة اللاجئين وقضية القدس والمستوطنات·وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أنه سيكون هناك لقاء بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بالقدسالمحتلة لدراسة المسائل المتعلقة بترسيم حدود الدولة الفلسطينية· وحذر من استمرار إقامة المستوطنات ولا سيما بالقدسالشرقية التي من شأنها أن تقف حجرة عثرة أمام تحريك عملية السلام والدخول في مفاوضات جدية تقود الى تسوية نهائية تفضي الى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالمحتلة كما يطمح إليه الفلسطينيون· ويتخوف الفلسطينيون من أن ترضخ حكومة أولمرت لضغوط اليمين الديني المتطرف بشأن توسيع مستوطنة أبو غنيم بالقدسالشرقية ضمن مشروع لبناء 307 وحدة سكنية عشوائية·وهو المشروع الذي أثار استياء الفلسطينيين وانتقاد إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش الذي أخذ على عاتقه مسؤولية إقامة الدولة الفلسطينية قبل انتهاء عهدته خريف العام القادم· وضمن هذا المسعى سيقوم الرئيس بوش بزيارة هي الاولى من نوعها للأراضي الفلسطينية في الأيام المقبلة في محاولة لتنفيذ ما تم التوصل اليه في مؤتمر أنابوليس للسلام· وهي الزيارة التي يعلق عليها الفلسطينيون آمالا كبيرة لبلوغ حلمهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس من منطلق أن الرئيس بوش كان الداعي لاقامتها قبل نهاية عهدته بحلول عام 2008. الأمر الذي جعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس يبدي تفاؤلا قبل انعقاد مؤتمر أنابوليس واعتبره بالفرصة التاريخية التي لايجب تضييعها واستغلالها لصالح القضية الفسطينية· وما ينتظره الفلسطينيون من الرئيس الأمريكي ممارسة ضغوط على إدارة أولمرت لحملها على قبول مفاوضات جدية تقود إلى تسوية حقيقية لمسائل الوضع النهائي لا سيما في ظل الضغوط التي يفرضها اليمين المتطرف في تناغم واضح مع مواقف حكومة أولمرت لعرقلة تطبيق بنود الاتفاق وإقامة الدولة الفلسطينية·