تسابق السلطات المحلية بولاية قسنطينة، الزمن، من أجل استكمال الأشغال على مستوى شارع "طاطاش بلقاسم"، بوسط المدينة، والرابط بين جسر باب القنطرة من الجهة الجنوبية، وجسر سيدي مسيد من الجهة الشمالية، بعدما عرف المشروع تأخرا في التسليم، وطالت أشغاله التي كانت مبرمجة في مدة قصيرة، إلى أكثر من سنة. كانت بلدية قسنطينة، قد باشرت أشغال ترميم هذا الشارع الذي تعرض لانهيار في الأرضية، بسبب مشكل الانزلاق، شهر ماي من سنة 2022، حيث تم وضع مخطط استعجالي من أجل التكفل بأشغال الترميم، من خلال المناقصة التي أطلقتها البلدية، وتابعتها على مدار أكثر من سنة، مع إصدار قرار، وقتها، بغلق الطريق أمام حركة المرور لمدة 5 أشهر. وقد عرفت أشغال الترميم، عدة مشاكل، أثرت على السير الحسن لوتيرة الأشغال، وكذا آجال تسليم المشروع، حيث اصطدمت مؤسسة "كوسيدار"، المكلفة بالإنجاز بمشكل التسربات المائية أسفل الطريق، بسبب اهتراء قنوات الصرف القديمة، التي كانت تعبر أسفل الشارع، واستغرق استبدالها مدة طويلة أثرت على مدة ترميم الطريق. وتسبب غلق طريق شارع "طاطاش" (الروتيار)، في معاناة كبيرة لدى سكان الحي، من جهة، وأثر على عمل التجار، من جهة أخرى، مما جعل المتضررين يعبرون عن معاناتهم، من خلال تنظيم وقفات احتجاجية للضغط على المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس البلدية، الذي حملوه مسؤولية هذا التأخر وعدم متابعة المشروع بجدية. أسدى رئيس دائرة قسنطينة، شبوي جلول، الذي زار ورشة المشروع، نهاية الأسبوع الفارط، رفقة رئيس المجلس الشعبي البلدي بالنيابة، وممثلين عن المديريات المعنية، تعليماته لتكثيف المجهودات والإسراع في الأشغال، مع احترام النوعية، قصد تسليم المشروع خلال الدخول الاجتماعي المقبل. كان غلق الطريق، بناء على أمر من والي قسنطينة السابق، مسعود جاري، الذي عقد اجتماعا طارئا من أجل إيجاد حلول سريعة لهذا التصدع بالطريق، الذي عرف في أوقات سابقة العديد من الحلول الترقيعية، لكن من دون جدوى، حيث أمر بإسناد أشغال إعادة الاعتبار للطريق إلى شركة "دايو" الكورية، لمباشرة الأشغال في مدة لا تتجاوز الشهر، نظرا لأهمية الطريق الذي يعتبر من أهم المنافذ التي يسلكها المواطنون من أجل بلوغ المستشفى الجامعي ووسط المدينة، لكن الأشغال أوكلت بعدها إلى الشركة الوطنية "كوسيدار". كانت بلدية قسنطينة، قد رصدت غلافا ماليا أوليا في حدود 10 ملايير سنتيم، من أجل إعادة تأهيل جدار الإسناد وإصلاح قنوات الصرف الصحي، وكذا قنوات المياه الصالحة للشرب، بعدما أثبت مكتب دراسة مختص، أن التربة هشة وغير ثابتة كونها كانت سابقا عبارة عن منطقة ردم، وأن عمق الانزلاق قارب 15 مترا، وهو ما استدعى التدخل العاجل من أجل إعادة الاعتبار لهذا الطريق، الذي تطلب إنجاز حوالي 30 عمودا بالخرسانة، من أجل تدعيم جدار الإسناد، خاصة أن المنطقة عانت من الانزلاق لأزيد من عامين، وتضررت كثيرا خلال الثلوج التي تساقطت على المدينة بين 2018 و2020.