اختارت العديد من الفتيات في السنوات القليلة الأخيرة،العودة إلى وصفات الجدات للعلاج والبحث عن الجمال الطبيعي، بعد الوعي الصحي الذي انتشر وسط هذه الفئة من المجتمع، لاسيما الجامعيات اللائي عدن بقوة نحو العلاج الطبيعي، لاسيما الزيوت العطرية أو مستخلصات النباتات التي تتوفر في السوق بمختلف أنواعها، وكل واحدة منها تعد بعلاج معين يثير رغبة الفتاة في تجربتها. هذا موضوع أثار اهتمامنا بعد الإقبال الواسع لشريحة الفتيات على سوق «الطب البديل» حيث يبحثن عن طرق لإحياء جمالهن الطبيعي، بفضل المكونات الطبيعية الخالية من المواد الكيماوية التي دائما ما تكون لها تأثيرات جانبية سلبية ومضرة بالصحة، وتعطي نتائج مرضية سريعة وفعالة، إلا أنها سرعان ما تختفي النتائج المبهرة وتبدأ السلبيات في الظهور من خلال أعراض قد تزيد من المشكل بدل علاجه. على هذا الأساس، التفت العديد من النساء نحو علاج كانت الجدات قديما يستعملنه أو بالأحرى هن من قمن باكتشاف مزاياه، وكثيرا ما استثمرن في هذا المجال وهو استخلاص الزيوت الطبيعية من مختلف المواد، من فواكه وحبوب وبعض النباتات وغيرها. لمعرفة مدى اهتمام الفتيات بهذا العالم، كانت لنا جولة إلى بعض المحلات المختصة في بيع المواد التجميلية بالعاصمة. أول وجهة ل «المساء» كانت إلى محل بيع العطور ومستحضرات التجميل الخاصة بالفتيات في شارع ديدوش مراد، حدثنا صاحب المحل عن بعض الزيوت قائلا: «في البداية لم أكن أهتم مطلقا بتلك المستحضرات، إذ لم أكن على علم بأنها مطلوبة بكثرة، إلا أنه بعد فترة قصيرة أثارني السؤال المتكرر للنسوة اللواتي يبحثن عن الزيوت الطبيعية، الأمر الذي جعلني أهتم بهذا المنتج وأحاول الاستفسار عن بعض الزيوت لتلبية طلبات الزبونات، وحقيقة لقد أدهشني مدى الإقبال على البعض منها، لاسيما خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث تولي الفتاة اهتماما خاصا بجمالها بعدما يتأثر بعوامل المناخ خلال فصل الصيف، بسبب عاملي الحرارة والرطوبة والشمس وغيرها، وبذلك يبحثن عن علاج طبيعي يفيدها دون أن يزيد من حدة المشكل. في هذا الخصوص، حدثنا بعض الفتيات المتجولات في السوق بخصوص تلك الزيوت، حيث أكدت الكثيرات أن «سوق الزيوت العطرية» أصبح بمثابة «موضة» العصر، وأصبح لتلك الزيوت سمعة جيدة في علاج الكثير من المشاكل، لاسيما المتعلقة منها بجمال الشعر والبشرة. وفي هذا الصدد، قالت مريم 28 سنة: «إن الكثير من الزيوت الطبيعية معروفة وسط الفتيات بفضل نجاعتها في علاج المشاكل «اليومية» للفتاة، مثل زيت الخروع، زيت الثوم، زيت الحبة السوداء، زيت اللوز واللوز المر، وهي من الزيوت المعروفة بخصائصها في علاج بعض مشاكل الشعر، كتساقطه، ومفيدة أيضا للشعر الجاف والمتقصف، إذ تعيد له حيويته، كما تقويه وتنعمه، إذ يمكن عمل أقنعة أسبوعيا قبل غسل الشعر لبضع ساعات، ثم شطفه، فتلك الزيوت لها منافع عديدة، منها المعروفة والأخرى التي لا نزال نجهل تماما منافعها. من جهة أخرى، ذكرت سهام أن هناك زيوتا طبيعية أخرى جديدة في الجزائر، لكن في أصلها قديمة جدا، لبعض النباتات أو الفواكه الاستوائية غير الموجودة في الجزائر مثل الجوجوبا، الباووباب، الكاريتي، جوز الهند وكذا الجوز البرازيلي، وهي زيوت لها منافع أخرى في ترطيب الشعر ولها خصائص في ترطيب البشرة وتغذيتها، وعن أكثر الزيوت رواجا هذه الأيام، حدثتنا سهام عن زيت جوز الهند، الذي أعيد له الاعتبار في السنة الحالية بشكل ملفت للانتباه، حيث قالت بأن الكثير من الشركات الخاصة بتصنيع مستحضرات التجميل شبه الصيدلية عادت بقوه إلى هذه المادة الأولية، ففوائدها لا تعد ولا تحصى، سواء في تغذية الشعر، أو ترطيب البشرة وحمايتها من أشعة الشمس، فضلا على تبييض الأسنان والاعتناء بجمالها..