تعرف محلات بيع مستخلصات الزيوت الطبيعية إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، لاسيما النساء الباحثات عن الجمال في المستحضرات الخالية من المواد الكيماوية، حيث كثيرا ما تم تداول عبر صفحات الأنترنت وصفات لتلك الخلطات التي أبرزت فعاليتها في الكثير من المشاكل المتعلقة بالبشرة، والتي روجت لها فتيات جربن تلك المستحضرات. لا تزال الخلطات الطبيعية تحتل الصدارة في قائمة اهتمامات المرأة العصرية لاحتوائها على مواد طبيعية، خصوصا مستخلصات الزيوت، وبعض الكريمات الطبيعية وكذا الصابون المصنوع من مستخلصات تلك الزيوت، حيث تقبل بعض النساء على اقتنائها من المحلات التي تختص في بيعها والتي انتشرت بشكل ملفت للنظر في السنوات الأخيرة، تقتنيها النساء لخلطها في البيت وفق وصفات سبق لهن أن سمعن عنها من الجدات أو من طرف صديقات أو بكل بساطة شاهدنها في إحدى مواقع الأنترنت التي تروج لهذا النوع من العلاج الطبيعي. تسعى بعض الفتيات من خلال إقبالهن على ذلك النوع من العلاجات المحضرة طبيعيا، إلى تجنب التكاليف الباهظة لمساحيق التجميل وكريمات العناية بالبشرة، وكذا تفادي الأعراض الجانبية لتلك المواد التي تحوي الكثير من المواد الكيماوية التي تكون بعضها مجهولة المحتوى والمصدر. وفي ظل ذلك الاهتمام المتزايد، انتشرت في الفترة الأخيرة العديد من المحلات الخاصة ببيع هذا النوع من المستحضرات، إذ قرر تجار تحويل نشاطهم من تجارة معينة إلى تجارة مستحضرات طبيعية ومستخلصات الزيوت، وتأخذ عادة تلك المحلات نفس الطابع، فمهما اختلفت المنطقة التي يفتح فيها ذلك النوع من المحلات إلا أنه يبدو للزبون أنه نفس المحل عبر مختلف البلديات. محلات تكون عادة واسعة يزينها صاحبها بالعديد من المرايا، تحتوي على رفوف على طول الجدار، يصل علوها إلى السقف، تحمل العديد من القنينات الصغيرة بألوانها العديدة. يصعب عليك إيجاد ضالتك فيها لولا تجربة صاحبها الذي هو على علم بكل ما لديه من زيوت، يدهشك سهولة إيجاده لأي عطر تطلبه حتى يتجه مباشرة نحو الرف الذي يحمل النوع الذي طلبته. تحدثنا إلى فريد، أحد هؤلاء التجار بشارع طنجة في العاصمة، طالب جامعي ومختص في بيع هذا النوع من المنتجات، أوضح لنا أن تلك التجارة حرفة عائلية منذ سنين طويلة، وتمت مزاولتها في ولاية غرداية، حيث كانت التجارة منتعشة، وبحكم تغيير موطن سكنه، ارتأت العائلة فتح محل آخر بالعاصمة نظرا للإقبال الواسع الذي كانت تشهده نفس المحلات في الجزائر الوسطى، حيث قال محدثنا: «العديد من النساء اليوم أدركن أن صحتهن مرتبطة بالمواد الطبيعية الخالية من المواد الكيماوية، أذ أثبتت الدراسات فعالية العلاج بالمواد الطبيعية وكذا مخاطر تلك المستحضرات الكيماوية التي لها تأثيرات على المدى البعيد، الأمر الذي ساعد على انتعاش هذه التجارة بشكل كبير. من جهة أخرى، التقينا بالسيد نور الدين، عامل بأحد المحلات الكبيرة الرائدة في هذا النوع من التجارة بشارع ديدوش مراد، أكد لنا أن محلات العطارة تحتوي على مختلف الزيوت التي أبرزت فعاليتها في علاج العديد من المشاكل المرتبطة بالبشرة، الشعر وأمراض أخرى كالزكام، حرقة المعدة، التهاب المفاصل وغيرها من الأمراض التي لا تحصى، غير أن هناك بعض المواد التي تحتل الصدارة في قائمة الطلبات، خاصة عند الفتيات اللواتي ربطن هذه الزيوت بالجانب الجمالي، فخلطات نضارة البشرة وبعض أنواع الصابون كالصابون المحضر بزيت الجزر وحبة البركة الأكثر اقتناء، إلى جانب زيت النعناع، وزيت الخروع، وزيت اللوز المر لجمال الشعر، إذ تبحث زبونات عن بعض المكونات الطبيعية ويقمن بتحضيرها بأنفسهن في البيت، استنادا إلى بعض الوصفات التي يجدنها في بعض المواقع والمنتديات. نفس الرأي رصدناه عند العديد من النساء اللواتي أعربن عن ميلهن إلى هذا العلاج الطبيعي بحثا عن الجمال، وتوفيرا للمال، لأن أغلب مساحيق الجمال أسعارها باهظة، ناهيك عن تجنب أية أعراض جانبية هن في غنى عنها.