❊ الجزائر سخّرت مليار دولار لدعم التنمية المستدامة في إفريقيا ❊ تعزير التعاون لضمان الوصول المتكافئ للتكنولوجيات الحديثة ❊ الأزمات التي عاشها العالم أظهرت أهمية البحث العلمي أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، على الأهمية التي توليها الجزائر لدعم وتطوير الشركات الناشئة والابتكار على المستوى الوطني، والتأسيس لنظام بيئي إفريقي متكامل، وذلك عبر سنّ تشريعات تشجع الاستثمار المعرفي، وإزالة العوائق أمام الشباب المبتكر، وهو ما تم التأكيد عليه خلال الندوة الإفريقية الأولى للشركات الناشئة التي انعقدت بالجزائري ديسمبر 2022. قال الوزير بداري في مداخلة قدمها بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في أشغال قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة 77 + الصين المنعقدة في هافانا بكوبا، أن العلوم والتكنولوجيا والابتكار تكتسي أهمية بالغة، باعتبارها أدوات أساسية ينبغي تعزيز الاعتماد عليها في سبيل رفع التحديات المتعددة الأبعاد والأوجه التي يواجهها العالم اليوم، لاسيما الدول النامية. وأكد ممثل رئيس الجمهورية، أنه لدعم مساعي دول القارة الإفريقية، سخرت الجزائر من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، مليار دولار أمريكي، لإسناد التنمية المستدامة في الدول الإفريقية النامية في مجالات عدة، كالتكنولوجيا والابتكار، والإسهام في تحسين البنية التحتية في المنطقة على غرار مشروع الألياف البصرية العابر لعديد البلدان الإفريقية، وكذا طريق الوحدة الإفريقية. وعن قطاع التعليم العالي، قال بداري إن الأزمات التي عاشها العالم في السنوات الأخيرة، وبالخصوص جائحة كورونا، أظهرت حجم الفجوات الموجودة بين الدول في مجال التنمية، والأهمية الكبيرة والضرورة الملحة اللتين ينبغي ايلائهما لتطوير المعرفة العلمية وتقويتهما، من خلال البحث العلمي الموضوعي والتطوير التكنولوجي ورفع الاحتكارات في مجال المعرفة وجعلها في متناول الجميع. في ذات السياق، أكد الوزير على ضرورة تعزير آليات التعاون وفتح ورشات جديدة تبحث في الكيفية المثلى لمواجهة مختلف التحديات، وضمان الوصول المتكافئ لبلداننا إلى التكنولوجيات الحديثة وتمكينها من خلق تنمية مستدامة ومتوازنة. ولدى استعراضه لسبل والوسائل الكفيلة بتطوير العلوم والتكنولوجيا والاسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، أوضح بداري، بأن ذلك يمكن أن يتجسد من خلال مجموعة من العناصر، وذلك عبر تقوية التفاعل بين المختصين في مختلف العلوم وواضعي ومنفذي السياسات العامة، من خلال تصميم آليات متخصّصة في تطوير التكنولوجيا ونقلها للبلدان النامية، مع دعم وتعزيز الآليات المتاحة حاليا، لتسهيل الولوج الى التكنولوجيا الحديثة. وأبرز أهمية تعزيز البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، التي يمكنها أن تمهد الطريق لتوفير خدمات أحسن وبأقل التكاليف، خاصة في البلدان النامية، من خلال تطوير القدرات والمهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال من أجل ضمان الاستخدام الفعال والأمن للتكنولوجيات الجديدة. واستعرض ممثل رئيس الجمهورية الجهود الكبيرة، التي بذلتها الجزائر لتطوير مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والمؤسسات الناشئة والمقاولاتية، من خلال تفعيل دور مؤسسة الجامعة، باعتبارها خزان للمشاريع المبتكرة ومنبع رئيسي للشركات الناشئة، عبر إرساء شبكة بحثية وطنية متكاملة، تضم مراكز بحث، ومخابر جامعية، ومحطات تجريبية، وأرضيات تكنولوجية في شتى المجالات. وأضاف أن هذه المجهودات تجسدت خلال السنوات الأخيرة في إنشاء أقطاب تكنولوجية متميزة تضم مدارس عليا متخصصة، مؤسسات كبرى وشركات ناشئة، واستحداث المجلس الأعلى للذكاء الاصطناعي وكذا المحافظة السامية للرقمنة، وهي المجهودات التي تساهم اليوم، في الدفع في احداث التغيير المنشود في النظام البيئي الاقتصادي وإرساء أسس اليقظة التكنولوجية. واختتم وزير التعليم العالي والبحث العلمي مداخلته بتجديد دعم الجزائر لكل المبادرات التي اقترحتها مجموعة 77 + الصين، لتطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل بلوغ أهداف التنمية المسطرة، مؤكدا على استعداد الجزائر للمشاركة الفعالة في تبادل الخبرات مع الدول النامية، سعيا منها لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبها، وتجسيد أهداف التنمية المستدامة.