عاد، أمس، تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة، (ابتدائي، متوسط وثانوي)، بالعاصمة إلى مقاعد الدراسة، في أجواء ميزها الفرح والحماس، بعد عطلة تجاوزت الثلاثة أشهر، حيث ارتدى هؤلاء ملابس جديدة في اليوم الأول الذي بدا وكأنه يوم عيد، ابتهاجا بالعودة للدراسة، مرفوقين بأوليائهم الذين أبدوا استعدادهم لمرافقة أبنائهم من أجل النجاح، فيما عبر بعض الاساتذة ل«المساء"، عن جاهزيتهم للانطلاق في العمل للموسم الدراسي الجديد خاصة الأساتذة الجدد، المتخصصين في التربية البدنية والانجليزية الذين سيؤطرون تلاميذ الابتدائي لأول مرة . التحق التلاميذ بولاية الجزائر، أمس، بمؤسساتهم التعليمية، التي فضلت اعتماد دخول تدريجي، كخطوة لتنظيم الدخول وتسهيل التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة. وعاد تلاميذ الابتدائي إلى مدارسهم مرفوقين بأوليائهم، حيث استقبلوا بالحلويات والنشيد الوطني، مثلما لاحظناه خلال الخرجة الميدانية التي قمنا بها صبيحة الثلاثاء لعدد من المؤسسات، التي تجمع أمامها بعض تلاميذ باقي المستويات الذين اعتقدوا أنهم معنيون بالدخول في اليوم الاول، في حين يلتحق تلاميذ السنة الثانية والثالثة متوسط والثانية من التعليم الثانوي اليوم، بينما يلتحق تلاميذ أقسام الرابعة متوسط والثالثة ثانوي بعد ظهر اليوم، على أن يلتحق التلاميذ دفعة واحدة الخميس، وفي بعض المؤسسات الأحد 24 سبتمبر القادم. وقد أبدى مسؤولو المؤسسات التربوية، والقائمون عليها صرامة تامة للتكفل بالتلاميذ والأولياء منذ اللحظات الأولى، لتسهيل الدخول، بينما عبر بعض الأولياء عن ارتياحهم لذلك، خاصة بعد أن فرضت مؤسسات تعليمات تربوية الانضباط داخل المدارس. في المقابل، ذكر بعض الأولياء، ل«المساء"، أن أبناءهم لم يتمكنوا من الالتحاق بمقاعد الدراسة في اليوم الأول، خاصة المحولين الى مؤسسة أخرى، بسبب تأخر إطلاق المنصة الرقمية المخصصة لتسجيل وتحويل المتمدرسين، رغم تعليمات وزارة التربية ضمن مراسلة رسمية مؤرخة في 12 سبتمبر 2023، بضرورة تسهيل عمليات تحويل وتسجيل المتمدرسين، خاصة بالنسبة لأبناء العائلات المرحلة الى المجمعات السكنية الجديدة، لأجل تمكينهم من الالتحاق بمؤسساتهم التربوية. نظام الدوام الواحد لتنظيم الدخول صنع التلاميذ الفرحة عند التقائهم أمام مؤسساتهم، ترجمها العناق الحار بينهم، خاصة الإناث، وعلقت تلميذة في السنة أولى متوسط، في ردها على "المساء"، حول انطباعها بخصوص اليوم الأول من الدخول المدرسي، بالقول إنها سعيدة بالعودة للدراسة رفقة صديقاتها بمتوسطة "أحمد مدغري بالرويبة"، والتي فضلت اعتماد نظام الدوام الواحد، حيث التحق تلاميذ السنة الأولى في اليوم الأول، بينما يكون الدخول لتلاميذ الثانية والثالثة في الفترة الصباحية من اليوم الثاني، في حين يلتحق تلاميذ الرابعة متوسط في الفترة المسائية، مثلما أوضحه مدير المتوسطة ل«المساء"، مؤكدا أن عدد التلاميذ في القسم بلغ 40 تلميذا، في انتظار تسجيل المتأخرين. هياكل تربوية جديدة لتخفيف الاكتظاظ يشكل الاكتظاظ، هاجس أولياء التلاميذ، خاصة في بعض مناطق العاصمة التي لم تستلم مؤسسات جديدة، على غرار مديرية التربية للجزائر شرق، التي استلمت حسب مديرها، بدر الدين بن عيسى، 7 ابتدائيات، متوسطتين وثانويتين فقط، ما جعل الاقسام تكتظ لتتجاوز 40 تلميذا في عديد المتوسطات والثانويات. ولا تزال هذه الهياكل غير كافية لاستقبال تلاميذ المرحلتين الذين يتزايد عددهم كل سنة، حيث تدعم قطاع التربية على مستوى العاصمة، ب42 مؤسسة تربوية، وتم وضع حيز الخدمة 9 مجمعات مدرسية، و4 متوسطات، و4 ثانويات فقط، في انتظار استلام مؤسسات أخرى توجد في طور الإنجاز. وعبر الكثير من الأولياء ل«المساء"، عن مخاوفهم من انعكاس الاكتظاظ داخل الأقسام على تحصيل أبنائهم، خاصة في بعض المتوسطات والثانويات التي بلغ عدد التلاميذ بها حوالي ألف تلميذ، فيما اعتمدت بعض الابتدائيات نظام الدوامين، بسبب عدم استلام مؤسسات جديدة، كما احتج بعض الأولياء على توجيه أبنائهم للدراسة في مؤسسات معزولة وبعيدة عن مقرات سكناهم، على غرار الموجهين لمتوسطة "زيغود يوسف" بحي المحجر بالمرسى، عوضا من متوسطة "سلطاني حواس" القريبة منهم، كما ذهب تلاميذ حي 2000 مسكن "عدل" بالرغاية، رفقة أوليائهم يوم الدخول المدرسي، إلى مقر البلدية للاحتجاج على عدم توفير العدد الكافي من حافلات النقل المدرسي لتلاميذ هذا الحي المعزول. تنظيم محكم وأجواء مريحة تميز الدخول المدرسي بأغلب مدارس وسط العاصمة بظروف "حسنة" وتنظيم محكم، حسب وصف المعلمين وأولياء التلاميذ، حيث اتفق جل المتحدثين على أن الموسم الدراسي متوقع أن يكون ناجحا بعد تجنيد كل الطاقات البشرية والإدارية، ليبقى المشكل الوحيد الذي يتخوف منه الأساتذة والمعلمون هو اكتظاظ الأقسام. ورصدت "المساء"، أمس، انطباعات بعض الأولياء والتلاميذ حول الظروف التي صاحبت الدخول المدرسي لهذا العام، حيث كانت جولة إلى مدرسة "خميستي" بحسين داي، وقد أكدت إحدى السيدات يدرس ابنها بالسنة الثانية ابتدائي، أن اليوم الأول من الدخول المدرسي مرّ في ظروف جيدة، حسب ابنها، الذي كان مسرورا بعودته إلى مقاعد الدراسة، إلا أنه تفاجأ بتغيير معلمته التي درّسته السنة الماضية، مضيفة، أن اليوم الأول عرف اكتظاظا كبيرا أمام المدرسة بسبب اصطحاب معظم الأولياء لأبنائهم. وقالت إحدى المعلمات بابتدائية "مالك معوش" بنفس البلدية، أن أجواء الدخول المدرسي كانت مريحة وجيدة ولم تعرف أي اضطرابات، إلا أن مشكل اكتظاظ قسمها، الذي بلغ عدد المتمدرسين فيه ما يقارب 45 تلميذا، راجية من الوزارة الوصية التخفيف من عدد المتمدرسين حتى يتسنى لهم استيعاب الدروس. وعبرأحدأولياءالتلاميذبثانوية "محمد أمزيان" بباش جراح، عن ارتياحه للتسهيلات التي وجدها لتسجيل ابنته في السنة الأولى ثانوي، مبررا تأخر تسجيلها بظروف وظيفيته التي تجعله يغير مكان الإقامة ومقر العمل كل 4 سنوات.