التحق تلاميذ مختلف المؤسسات التربوية بالعاصمة، أمس، بمدارسهم، في أجواء ميزها الفرح والحماس، بعد عطلة دامت حوالي أربعة أشهر، حيث ارتدى هؤلاء ملابس جديدة في اليوم الأول الذي بدا وكأنه يوم عيد، ابتهاجا بالعودة للدراسة وتوديع الفترة الصعبة التي دامت موسمين متتاليين بسبب جائحة كورونا. وعبر الكثير من الأولياء ل"المساء"، رغم مخاوف بعضهم من انعكاس الاكتظاظ داخل الاقسام على تحصيل أبنائهم، خاصة في بعض المتوسطات والثانويات التي تجاوز عدد التلاميذ بها 50 تلميذا، فيما اعتمدت بعض الابتدائيات نظام الدوامين، بسبب عدم استلام مؤسسات جديدة. نظام الدوام الواحد لتنظيم الدخول وصنع التلاميذ الفرحة عند التقائهم أمام مؤسساتهم، ترجمها العناق الحار ببنهم، سواء الذكور أو الإناث، وعلقت تلميذة في السنة أولى متوسط، في ردها على "المساء"، حول انطباعها بخصوص اليوم الأول من الدخول المدرسي، أنها سعيدة بالعودة للدراسة رفقة صديقاتها بالمتوسطة الجديدة بالرويبة، التي فضلت اعتماد نظام الدوام الواحد، حيث التحق تلاميذ السنتين الأولى والثانية في الفترة الصباحية، بينما كان الدخول لتلاميذ الثالثة والرابعة في الفترة المسائية، لأسباب تنظيمية وتمكين التلاميذ من التسجيل، مثلما أوضحه مدير المتوسطة ل"المساء"، مؤكدا أن عدد التلاميذ في القسم بلغ 40 تلميذا، في انتظار تسجيل المتأخرين، ما يخلق مشكل الاكتظاظ . نظام التمدرس العادي.. بين مؤيد ومعارض شهد الدخول المدرسي ببلديات العاصمة، استقبال التلاميذ في ظروف حسنة، حسب وصف المعلمين وأولياء التلاميذ، ممن التقتهم "المساء"، أمس، حيث استحسن محدثونا استعمال الألواح الإلكترونية بالابتدائي لتخفيف عبء المحفظة، ليبقى المشكل الوحيد الذي يتخوف منه هؤلاء اكتظاظ الأقسام بعد إقرار العودة للنظام العادي. وانتقلت "المساء"، إلى بعض الابتدائيات والمتوسطات والثانويات، حيث رصدت انطباع بعض الأولياء والتلاميذ حول الظروف والإجراءات الجديدة التي اتخذتها وزارة التربية بمناسبة الدخول المدرسي لهذا العام، حيث كانت وجهتنا مدرسة "خميستي" بحسين داي، أين أكدت لنا إحدى السيدات التي يدرس ابنها بالسنة الثانية ابتدائي أن اليوم الأول من الدخول المدرسي مر في ظروف جيدة. وقال أحد أولياء التلاميذ أن أجواء الدخول المدرسي كانت مريحة وجيدة ولم نشهد فيها أي اضطرابات، إلا أن مشكل اكتظاظ الأقسام، التي بلغ ببعضها عدد المتمدرسين إلى ما يقارب 45 تلميذا، يشكل عائقا أمام عملية استيعاب التلاميذ للبرنامج الدراسي، راجيا من الوزارة الوصية ايجاد حل لهذا المشكل. ولم يخف بعض أولياء التلاميذ، بمدرستي "جبالي عثمان" و"مالك معوش" ببلدية باش جراح، مخاوفهم من تأثير برمجة اللغة الإنجليزية بالابتدائي هذه السنة، معتقدين أن الفكرة قد تؤثر على قدرة استيعاب التلاميذ وتحصيلهم للبرامج الدراسية المسطرة والتي وصفوها ب"المكيفة"، فيما استحسن البعض الآخر استعمال الألواح الإلكترونية، التي ستساعد أبناءهم على التنقل بأريحية الى المدرسة، ويخفف عنهم عناء حمل المحفظة. وتحدث مدير ثانوية "محمد امزيان بن حداد"، بباش جراح عن وجود ضغط هذه السنة بالثانويات بصفة خاصة، حيث يصل عدد المتمدرسين إلى 45 فما فوق في القسم الواحد، مقترحا تدريس المواد الأساسية في الفترة الصباحية، وتخصيص الفترة المسائية للأنشطة الفنية لتخفيف الضغط على التلاميذ. واختلفت وجهات نظر الأولياء، حول العودة لنظام الدراسة الكلاسيكي ووقف نظام التفويج، حيث أكد أحد الأولياء التقته "المساء" أمام ثانوية "الشهيد علي عمار" بالقبة، أن التلاميذ كانوا خلال السنتين المنصرمتين يتمتعون بوقت للراحة أكثر من وقت الدراسة، ما يعود بالسلب عليهم فيما يخص التحصيل العلمي، خاصة بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي الذين كانوا يدرسون يوما بيوم. وأيدت سيدة تحدثنا اليها الفكرة، موضحة أأن إرهاق المعلمين والأساتذة بسبب نظام التفويج يعود بالسلب على فهم وتلقي أبنائهم للدروس في الأطوار التعليمية الثلاثة. الكتاب الإلكتروني واللوحات الرقمية.. الحلم يتحقق وفي السياق، رحب أولياء التلاميذ بالمؤسسات التربوية لغرب العاصمة بانطلاق الموسم الدراسي الجديد، الذي تميز بعودة التدريس بالنظام العادي، وإقرار عدة إجراءات، لتحسين منظومة التعليم، منها تخفيف وزن المحفظة، وإدراج الإنجليزية في الطور الابتدائي، إلى جانب تخصيص مدارس نموذجية للتدريس وفق النظام الرقمي، فيما ناشدوا السلطات حل مشكل الاكتظاظ الحاصل بالعديد من المؤسسات التربوية، بعد إسقاط نظام التفويج، آملين أن تكون السنة الدراسية تحصيل ونجاح. الحياة عادت من جديد الى المؤسسات التربوية لغرب العاصمة، حيث عاد التلاميذ، إلى المدارس والمتوسطات والثانويات، يرتدون ملابس ومآزر جديدة ويحملون معهم آمالا بأن تكون السنة مثمرة ومكللة بالنجاح. وقد لاحظنا صورا جميلة لأولياء يصطحبون أبناءهم نحو المدارس، لاسيما في الطور الابتدائي،الذي تعاني بعض مدارسه مشكل الاكتظاظ، بعد إسقاط العمل بنظام التفويج، لاسيما بتلك المحاذية للأحياء الجديدة. وقال بعض أولياء التلاميذ الذين التقتهم "المساء" بمؤسسات ببئر خام، السحاولة وبئر توتة، إن نظام التفويج، الذي فرضته "اضطراريا" جائحة كورونا لموسمين ، أثر على تحصيل التلاميذ، وأنتج ساعات وأيام فراغ، لم تستطع العائلات ملأه، ما جعل بعض الأولياء يتنفسون الصعداء لزوال الوباء وعودة نظام التدريس القديم. تخفيف وزن المحفظة.. قرار صائب رغم اختلاف آراء من التقيناهم حول التخلي عن نظام التفويج، فإنهم لم يختلفوا بشأن مبادرة تخفيف وزن المحفظة، بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي، من خلال إقرار توفير نسخ ثانية للكتب ووضعها في أدراج، توفرها البلديات، وعدم إلزام التلاميذ بإحضار نسخهم الشخصية، للاكتفاء باستغلالها في المنزل للمراجعة وحل التمارين. وأكد "سعيد .م" الذي رافق ابنه، نحو مدرسة "افتانيوسف" بحي 400 مسكن بجنان سفاري، أن الحمل الكبير الذي كان يعانيه التلاميذ زال والحمد لله بفضل القرارات الجديدة، التي كانت صائبة وتستجيب لمتطلبات الأولياء، الذين لطالما طالبوا السلطات الوصية بإيجاد حل لهذا المشكل، الذي كان له نتائج صحية وأخرى لها علاقة بالتحصيل العلمي. الإنجليزية والمدارس النموذجية.. نقلة نوعية وأبدى الأولياء ارتياحا لاعتماد التدريس باللغة الإنجليزية بالطور الابتدائي، معتبرين ذلك قرار حكيما، ونقلة نوعية في المنظومة التربوية، بتلقين الطفل من الصغر هذه اللغة العالمية، مطالبين برفع الحجم الساعي، الذي لا يتعدى مدة ساعة ونصف كل أسبوع لتلاميذ السنة الثالثة ابتدائي، في حين يصل الحجم الساعي لمادة اللغة الفرنسية إلى 3 ثلاث ساعات أسبوعيا. وقال "فريد.ل" إنه مرتاح لكون ابنه الذي انتقل إلى السنة الثالثة، سيتم تلقينه اللغة الإنجليزية، معتبرا ذلك مكسبا كبيرا، وتحضيرا للأبناء، وعدم الاكتفاء باللغة الفرنسية كلغة ثانية في منظومة التعليم ببلادنا، أما بالنسبة للمدارس النموذجية، التي يتم تطبيقها، باعتماد نظام التعليم الحديث، فقد أكد من استطلعنا آراءهم أن الكتاب والسبورة الرقميين والألواح الإلكترونية، ستشكل قفزة نوعية في نظامنا التربوي، وندخل عالم الرقمنة من بابه الواسع، للحاق بالدول المتقدمة والرائدة في هذا المجال، التي قطعت أشواطا كبيرة في اختصار الوقت والجهد والأعباء، وحققت نتائج عليمة باهرة. كما أشاد الأولياء بحملة النظافة بالمؤسسات التربوية التي أقرتها السلطات العمومية، آملين أن تستمر المبادرة. أحمد خالد: تحديات كثيرة تنتظر وزارة التربية وفي تعليقه على الدخول المدرسي لهذا الموسم، أوضح رئيس جمعية أولياء التلاميذ أحمد خالد ل"المساء"، أن الدخول كان عاديا هذا العام وأن تحديات كثيرة تنتظر وزارة التربية وجمعية اولياء التلاميذ وكل الأسرة التربوية، لانجاح هذا الدخول الذي يمتاز بالعودة للنظام العادي. واعتبر أول تحدي يكمن في إدراج الإنجليزية في مرحلة التعليم الابتدائي، ما يتطلب اختيار الأساتذة الأكفاء وتكوينهم وإعداد الكتاب الخاص بهذه المادة، بينما يكمن التحدي الثاني، حسبه، في العودة للنظام العادي وإدخال التكنولوجيا والألواح الإلكترونية في المنظومة التربوية الذي يشكل تحدي ثالث. وهون أحمد خالد من مخاوف الأولياء من مشكل الاكتظاظ، مشيرا الى أنه ليس بالحدة التي يتم الترويج لها، حيث يوجد حسبما قال، في بعض الأقسام وفي بعض المؤسسات المتواجدة بالمدن الكبرى، نتيجة لعملية الترحيل واستلام العائلات لشقق جديدة بعدة إحياء، دون إنجاز هياكل تربوية جديدة، مقترحا وضع اقسام جاهزة كحل مؤقت للقضاء على الاكتظاظ.