يفضل مسرح البنين استلهام أعماله من الروائع العالمية الكلاسيكية برؤية جديدة وبطرح لايختلف عن الطرح الذي طرحته تلك الروائع ويعتمد هذا البلد الإفريقي سياسة تكوين لإعداد مسرحيين قادرين على النهوض بالفن السابع إلى الأحسن والأبدع. تشارك البنين في المهرجان الجزائري الدولي للمسرح بمسرحية "طبيب رغما عنه" من أداء كوكبة من الفنانين الأفارقة منهم "أدونيجان جيزال" من البنين وقيرلو من بوركينافاسو، أولوا فوميلايو من نيجيريا، "حاج عشتا" من التشاد و"سيني بوبكر" من النيجر و"سوغاي نفيسة" من الطوغو وغيرهم، أما التأطير والمتابعة خاصة الإدارية فهي للفرنسية "أوغيلي لوكونت" من المدرسة الدولية لمسرح البنين المكلفة بالشؤون المسرحية والتي تحدثت ل"المساء" عن مضمون المسرحية التي تروي قصة إنسان عادي يوضع في غير مكانه ليصبح رغما عنه طبيبا يقبل المهمة بسذاجة لكن سرعان ما يكتشف أن الأمر جدي وأن مهنة الطب تتطلب علما وخبرة. وبذكاء استطاع مسرح البنين بعد 3 قرون وعبر آلاف الكيلومترات من فرنسا أن يحيي هذا النص بلمسة إفريقية هي من قلب مسرح البنين معبق بالألوان التي تلتقي في العرض لتصنع عالما من الدهشة والفرجة. حضرت "المساء" جانبا من التدريبات بالمسرح الوطني وكانت باللغة الفرنسية مع الإحتفاظ بروح الطقوس والتقاليد والهوية الإفريقية والتعبير بالإنطلاق فوق الخشبة هروبا من أي قيد قد يوحي بالعبودية. وتحدثت السيدة "لوكيت" عن المدرسة الدولية لمسرح البنين والتي قالت أنها مدرسة عليا للتكوين في شتى فنون العرض، تهدف إلى تكوين أجيال جديدة من المحترفين من كامل دول إفريقيا ومتفتحة، على كل الثقافات. التكوين هو بداية تثمين المواهب والخبرات وتعلم التقنيات الاحترافية والقدرة على الدخول إلى واقع الإبداع والنشاط والتواصل الفني والثقافي وهذا كله بفضل ورشة لترقية المواهب المسرحية والسماح للطلبة باكتساب مهارات ميدانية، وتمكنهم بشكل ذاتي من تكوين شخصيتهم الفنية تتماشى والمحيط الثقافي والاقتصادي الذي ينتمون إليه. ويعيش المسرح في البنين حركة نهضة سواء داخل المؤسسات الثقافية الخاصة أو في مؤسسة الدولة من خلال مشاريع الإنتاج المسرحي. وللإشارة شاركت البنين أيضا خلال هذا المهرجان بمسرحية "كوندو الملك" التي شارك فيها 35 ممثلا وجاءت تكريما للبطل القومي البنيني الملك "بيهونزان" الذي أسرته فرنسا ونفته إلى الجزائر ليموت بالبليدة، وقد لاقى العرض تجاوبا متميزا من الجمهور عبر ساعتين من الزمن تزاحمت فيها الأحداث وامتزجت فيها الكلمات بالأهازيج والموسيقى والرقص، مما حقق متعة الفرجة.