انطلقت أمس بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة أشغال ندوة الكتّاب الأفارقة التي تنظّم تحت مظلّة المهرجان الثقافي الإفريقي، وذلك بحضور المسؤولة الأولى عن قطاع الثقافة في الجزائر السيدة خليدة تومي وبمشاركة عدد من الكتّاب على غرار الجنوب إفريقي أندري برينك. وقد كشفت خليدة تومي بالمناسبة عن استعداد الوزارة لترسيم الندوة وجعلها موعدا قارا يجمع كلّ سنة كتّاب القارة السمراء، مضيفة في سياق حديثها أنّ الكتّاب الأفارقة تعوّدوا على المرور إلى المستعمرات القديمة لا سيما فرنسا وإنجلترا للتعبير عن أنفسهم، وهذه الندوة فرصة للقاء والحديث والتعارف بين الكتّاب الأفارقة في إفريقيا، لتوضّح بالمقابل أنّ تنظيم مثل هذه التظاهرات ليس ضدّ أحد بما فيه الاستعمار، بل هو حقّ القارة السمراء في التفكير والتوقّف عند نجاحاتها وفشلها من أجل حياة أفضل وفهم أفضل للآخر. وزيرة الثقافة أشارت في هذا السياق أيضا إلى أنّ الجزائر لا تحمل أيّ ضغينة أو حقد أو كره لفرنسا وأنّها شخصيا لا تطلب منها حتى أن تعتذر على ما فعلته، لكنّها تطالبها بالعدالة والاعتراف بما ارتكبته من مجازر في حق الشعب الجزائري، وأوضحت تومي في كلمتها الافتتاحية لأشغال الندوة أنّ الجزائر سعت إلى تثبيت امتدادها العربي الإسلامي خلال تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007" وهي تعمل اليوم على إثبات جذورها الإفريقية الموغرة في العمق، داعية الكتّاب الأفارقة إلى ضرورة ربط الأواصر واستغلال فرصة ندوة الجزائر لمدّ جسور متينة لا تنتهي بانتهاء التظاهرة، وكذا إلى إثراء المركز الوطني للكتاب الذي تسعى الجزائر لإنشائه بالعديد من المؤلّفات لتسمح لجيل الشباب من التعرّف على الأدب الإفريقي. كما شهدت جلسة الافتتاح، الإعلان عن أسماء الفائزين ب"الجائزة الأدبية القارية" التي تنظّم في طبعتها الأولى تحت إشراف مجلة "بانا أفريكا" بحضور مسؤولها السيد كايا مخيلي، حيث عادت الجائزة الخاصة بالكتّاب النساء للكاتبة الإيفوارية تانيلا بوني، أمّا الجائزة الخاصة بالكتّاب الرجال فقد منحت للكاتب الجزائري رشيد بوجدرة، في حين عادت الجائزة التشجيعية للشباب للكاتبة نافيستو جاتوف من السينغال التي غابت عن الموعد بعد أن حضرت للجزائر في إطار مهرجان كتاب الأدب والناشئة. وفي تعريفه لهذه الجائزة أشار مخيلي إلى أنّ هذه الجائزة تنظّم لأوّل مرّة، وقد تمّ اختيار أرض الجزائر كمنطلق لها، ويتم تخصيصها لثلاث فئات من الكتاب (كاتب، كاتبة، وكاتب شاب)، مشيرا إلى أنّ الجائزة لا تمنح عن عنوان معيّن وإنّما عن مسيرة الكاتب وتأثيره في مجتمعه وشخصيته ونضاله بالقلم، مؤكّدا في تصريح ل"المساء" أنّ هذه الجائزة ستسلم كلّ سنة في الجزائر في حالة ما إذا تمّ ترسيم الندوة، أمّا إذا لم يتم ترسيمها فستسلم في أيّ تظاهرة إفريقية كبيرة يتمّ تنظيمها في أيّ بلد إفريقي، موضّحا في نفس السياق أنّ الجائزة التي أشرفت على توزيعها وزيرة الثقافة خليدة تومي تتمثّل في تماثيل من التراث الإفريقي تمّ إنجازها من طرف فناني القارة السمراء بتمويل من المتحف الفرنسي "اللوفر". يذكر أنّ أشغال الملتقى ستستمر إلى غاية يوم غد ويتم من خلالها فتح النقاش عن الأدب الإفريقي بكلّ أبعاده ومشاكله لاسيما التوزيع.