كدت وزيرة الثقافة خليدة تومي أمس خلال إشرافها على إفتتاح ملتقى الكتاب والأدباء الأفارقة بالمكتبة الوطنية الحامة والمندرج ضمن برنامج المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر أن على دول الإتحاد الإفريقي وفي ضل العولمة والتكتلات الجيوسياسية أن تتوحد في آمالها وآلياتها لتحقيق الرفاه للشعوب الإفريقية وردت خليدة تومي من منبر المكتبة الوطنية الحامة وبتعجب على بعض الأصوات المتعالية لإنتقاد إرتفاع الميزانية المخصصة للمهرجان الثقافي الثاني بالجزائر بعد 40 عاما منة الطبعة الأولى في إحالة إلى مطالبة عضوين من حركة النهضة اللذان طالبا باستجواب وزيرة الثقافة أمام أعضاء البرلمان لتبرير مصاريف المهرجان وقالت أنه هناك من قال أننا صرفنا الكثير وأجيبهم أن الثقافة تستدعي الكثير من الأموال فنحن على أرض دفعت الثمن غاليا جراء الظلامية والجهل وبالتالي الثقافة لا تقدر بثمن وأعلنت وزيرة الثقافة بالمناسبة عن ترسيم ملتقى الكتاب والأدباء الأفارقة بالجزائر، وأبدت استعداد الدولة الجزائرية على التكفل المادي للملتقى الذي سيلتف حوله نخبة من ابرز الأسماء الأدبية الإفريقية ، كما كشفت أن الجزائر ستحتضن مشروع مكتبة افريقية جماعية تضم الانتاجات الفكرية و الأدبية الإفريقية لأهم الكتاب وذلك لتدعيم حضور الثقافة الإفريقية ورموزها داخل المدارس الجزائرية وللتعريف بمايكتنزه المبدعون الأفارقة من مساهمات في الأدب الإنساني.. ووجهت خليدة تومي شكرها وامتنانها لمختلف الأدباء الأفارقة المشاركين في الملتقى، وقالت :" مرحبا بالمبدعين القادمين من كل الأقطار الافريقة لتلبية الدعوة وعلى رأسهم أندري برينك الضيف الشرفي للملتقى الأدبي الإفريقي و الذي سيقدم يوم الجمعة مداخلة حول الأدب الجنوب الإفريقي بعد نهاية نظام الابارتيد العنصري . وشارت تومي أن الملتقى فرصة سعيدة وخطوة لالتقاء الشعوب الإفريقية للقول أن لهم حق اللقاء في إفريقيا، وشارات أن روح الكاتب الجزائري كاتب ياسين ونجمة الساطعة تخيم على أشغال الملتقى ، كما أن هذا الموعد الأول من نوعه على المستوى الإفريقي هو بمثابة لم شمل كل القارة الإفريقية بكل تنوعها وثرائها الثقافي، مؤكدة في ذات السياق أن الثقافة وحدها كفيلة بتوحيد الشعوب الإفريقية وتحقيق الوحدة للسعي لتغيير صورة إفريقيا الخاطئة لدى الآخر والتصدي للهجمة الغربية للقارة السمراء الرامية إلى تسطيح إفريقيا بصورة كاريكاتورية كئيبة. وبالتالي فان رهان ومسؤولية الأفارقة كبير وجوهري لتحديد معالم مستقبلهم وخطابهم لأنه لدينا الحق كأفارقة التفكير في مستقبلنا وحاضرنا والتمعن بعمق في اخفاقتنا وانتصرتنا وضرورة العمل على التواصل ومرور الإنتاج الثقافي و التراث المادي وغير المادي بين الأفارقة لتحقيق التواصل . وشارت الوزيرة إلى محطة الجزائر عاصمة الثقافة العربية عام 2007 في تسليط الضوء على البعد العربي والامازيغي للجزائر، و الموعد اليوم مع المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني لتأكيد البعد الإفريقي للهوية الجزائرية، وأبدت خليدة تومي سعادتها من حضور كتاب أفارقة كبار مؤكدة أن مهرجان الجزائر الإفريقي بعد 40 عاما من الطبعة الأولى هو بمثابة موعد لتقييم التاريخ المشترك لافاريقيارغم غياب التنسيق، مشيرة أن نسج علاقات استيراتيجية موحدة للأفارقة في ضل العولمة وتوحيد الرؤية الثقافية الإفريقية ستساهم بالتأكيد بتموقع إفريقيا في اللحظة العولمية خاصة أمام مد التكتلات الإقليمية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها ، وأوضحت خليدة تومي أن الثقافة عنصرمهم ودعامة أساسية للمشروع الإفريقي الوحدوي . وقالت انه كأفارقة أن نرجع إلى جذورنا وعناصرنا الثقافية الإفريقية للمساهمة في بناء الإنسانية. وأكدت أننا انتصرنا على الكولونيالية وان انشغالنا لا ينحصر في طلب الاعتذار بل الاعتراف بماقترفته الآلة الاستعمارية من إبادة للجزائريين من اجل تحقيقي العدالة وواجب الذاكرة. وشارت أن إفريقيا بإمكانها تحقيقي الحلم مستشهدة بمقولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكيني الذي يحكم الوليات المتحدة وهو إفريقي" نعم نستطيع". وأشرفت خليدة تومي على هامش الملتقى الأدبي بتوزيع جوائز الدورة الأولى للجائزة الأدبية القارية التي بادرت بها " بانا أفريكان القارية" برعاية من السيد كايا مكهيل المخصصة لتلاث جوائز تمنح سنويا لأحسن إبداع رجالي ونسائي وكاتب واعد ، حيث أسفرت النتائج عن فوز الكاتبة الايفوارية تونيلا بوني والكاتب الروائي رشيد بوجدرة ونفيساتو أتوجاتوف من بوركينا فاسو. ومن جهتها أكدت الناقدة نجاة خدة المشرفة على الملتقى انه فرصة للقاء ضفتي إفريقيا في الجزائر، وسيتناول الملتقى محاورعديدة بمشاركة نخبة من الأدباء الأفارقة وهي محاورالمتخيل في الكتابة الإفريقية الحداثة ومشاكل التوزيع و النشر في إفريقيا .