ضمن مسعى "ترقية المقروئية والإسهام في التعريف بالمؤلفين الجزائريين، وتثمين مؤلفاتهم وكتاباتهم الأدبية والفكرية والعلمية"، أٌطلق العدد الأول من "منتدى الكتاب"، أول أمس، كتقليد جديد يضاف إلى مختلف المبادرات الرامية إلى تنشيط الفعل الثقافي والأدبي، وكذا رفع واجب الوفاء لصناع الكلم، وبالمناسبة، أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، على ضرورة "تفعيل استراتيجية النهوض بالكتاب والقراءة في الجزائر، مع مراجعة آليات نشاطها وتفعيل برامجها بشكل يستجيب أكثر لتطلعات المواطن الجزائري". "منتدى الكتاب" الذي احتفى بعميد الأدباء والنقاد الجزائريين، الدكتور عبد المالك مرتاض، قدمه مولوجي، خلال احتفالية بفندق "الأوراسي"، ك«فضاء للحوار والنقاش والنقد، يمكن بدوره من خلق الحالة الثقافية الجيدة والمؤسسة لميلاد المواهب، مع استقطاب المجتمع المدني، الذي يضطلع بالدور الاجتماعي، كي تصبح القراءة سلوكا يوميا لأبنائنا وللناشئة، من أجل تحصيل علمي ممتاز أولا، ومن أجل اكتشاف المواهب الجديدة، دون إهمال الاستثمار الناجع في القراءة الرقمية والمصادر التكنولوجية"، مشيرة إلى "العدد المعتبر من العناوين المنشورة هذه السنة"، سواء في التظاهرات الكبرى، على غرار ستينية استرجاع السيادة الوطنية، وكذا البرنامج السنوي لدعم النشر والكتاب. واستعرضت الوزيرة جهود قطاعها لتقريب الكتاب من القراء والناشئة، وقالت "نحن بصدد إنشاء وتجهيز عدد من المكتبات الرئيسية بالولايات العشر الجديدة وغيرها من الولايات، مع تكثيف قوافل الكتاب والمعارض المحلية كي يصل الكتاب إلى كل المناطق في بلادنا، لاسيما تلك المعزولة، سعيا إلى تحقيق أكبر قدر من التشجيع على القراءة ونشر الكتاب والمعرفة" داعية إلى العمل على مرافقة هذا الرهان الوطني الكبير "ودعمه والإشادة به في الوقت نفسه". العدد الأول من هذه التظاهرة الفكرية الوطنية، المرفوع لقامة أدبية مرموقة في الكون الأدبي الجزائري، عميد النقاد الجزائريين، الأديب العالم الأستاذ الدكتور عبد الملك مرتاض، كان سانحة لاستحضار المسار الإبداعي والبحثي للدكتور مرتاض، من خلال شهادة طلبته وأصدقائه، وكذا المشتغلين على منجزه الإبداعي، حيث أبرز الدكتور الصالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، بلغة عربية بديعة، مسار المحتفى به، وقال "ليس من السهل تقديم شهادة وافية في حق من مهد لي طريقا للمجلس، بعد أن وضع أسس تأسيسه". محمد ساري، مشري بن خليفة، رشيد بن مالك ويوسف وغليسي، تحدثوا هم أيضا عن الدكتور مرتاض، كل من زاويته، لكنهم أجمعوا على تفرده، حيث أشار ساري في السياق، إلى أن المحتفى به تخصص في حقول معرفية متعددة من التراث القديم إلى الشفهي، وصولا إلى الدراسات البنيوية الحديثة، ليقف عند المنجز الروائي لمرتاض الذي يجهله الكثيرون، حيث صدر له عن دار الهلال المصرية عام 1975، رواية "نار ونور"، التي تناولت الثورة المظفرة، وصولا إلى الأجزاء الثلاثة من رواية "ملحمة الجزائر". وفي تلاق جميل لمختلف الأجيال الأدبية الجزائرية، شهد "منتدى الكتاب" الذي رفع شعار "فضاء مفتوح على الكتاب واعتراف بصناعه"، كرمت وزيرة الثقافة والفنون وضيوفها من رئاسة الجمهورية والطقم الحكومي، الأسماء المبدعة التي مثلت الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية، والبداية كانت مع الشاعرة والروائية ربيعة جلطي الحائزة على "جائزة فاطمة الفهرية" بتونس، إلى جانب الأديب عز الدين جلاوجي المتوج بجائزة "كتارا للرواية"، الشاعرة آسيا أحمد عبد اللاوي الحائزة على جائزة "عبد الحميد شومان" بالأردن، وفاء مفتاح الحائزة على الجائزة الثالثة عن دراستها "مستقبل الشعر العربي في الزمن الرقمي الشارقة للإبداع العربي"، الكاتب عبد الكريم قادري عن جائزة الخطلاء للرواية بالكويت، وأيضا الكاتب سعيد خطيبي الحاصل على جائزة الشيخ زايد الكتاب الإمارات، والكاتبة كوثر عظيمي التي نالت جائزة مونتلوك للمقاومة والحرية بفرنسا. وعرف برنامج المنتدى، تسليم مُولوجي لمجموعة من منشورات الستينية والبرنامج السنوي لنشر الكتاب بتقنية البراي للمكفوفين، ومجموعة أخرى من الكتب باللغة العربية، الأمازيغية والفرنسية، إضافة إلى تسليم مجموعة كتب خاصة بالأطفال للطفلة جانة خليفة، الطفلة الأكثر قراءة بالمكتبة الرئيسية في الجزائر العاصمة.وتخللت التكريمات، قراءات نصوص لقامات جزائرية، من أمثال الأمير عبد القادر، سيدي لخضر بن خلوف، سي محند أومحند، محمد ديب، مولود معمري، زليخة السعودي، آسيا جبار، الطاوس عمروش، مفدي زكريا، طاهر وطار، كاتب ياسين وآخرون.