لايزال المختصون في الصحة يراهنون على التوعية والتحسيس؛ لحث النساء على التشخيص المبكر للوقاية من سرطان الثدي، الذي أصبح يستهدف في السنوات الأخيرة، نساء أقل من 50 سنة بنسبة 50 ٪؛ تزامنا وحلول الشهر الوردي؛ للوقاية من سرطان الثدي، الذي يُعد السرطان الأول وسط النساء. وبالمناسبة، بادرت ككل سنة جمعية "الفجر" لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السرطان لولاية البليدة، بالتنسيق مع مديرية الصحة، بإطلاق حملتها، وحث النسوة على التوجه إلى أقرب المصالح الاستشفائية؛ من أجل التشخيص المبكر، الذي يجري، حسب البروفيسور محمد مجوب، المراهنة عليه؛ للرفع من احتمال الشفاء، وتقليص فاتورة العلاج، التي أصبحت تثقل ميزانية الدولة. قال البروفيسور محمد مجذوب، مختص في السرطان في تصريحه ل"المساء" على هامش تنظيم يوم تحسيسي تزامنا وحلول الشهر الوردي الذي بادرت بتنظيمه جمعية الفجر، إن سرطان الثدي بالنسبة للمرأة هو الأول في الجزائر، وفي كل دول العالم. ولايزال تبعا للإحصائيات المستقاة من جمعية الفجر وحتى من وزارة الصحة، يسجل ارتفاعا مستمرا؛ حيث يجري سنويا تسجيل أكثر من 1500 حالة جديدة، مشيرا إلى أن الغاية من التأكيد على التوعية تزامنا والشهر الوردي، لفت انتباه النساء إلى أهمية التقرب من المصالح الاستشفائية من أجل التشخيص، والرد على كل أسئلتها المرتبطة بالداء. وأكثر من ذلك، تعليمها كيفية التشخيص الذاتي عن طريق اللمس؛ لتشجيعهن على اكتشاف الحالات مبكرا، ومنه الرفع من معدلات الشفاء، والتقليص من حالات الوفاة. وحسب المتحدث، فمن بين 58 ألف سرطان في الجزائر، فإن سرطان الثدي سنويا يسجل 15 ألف حالة جديدة، مشيرا إلى أن من أهم الأسباب التي جعلت معدلات سرطان الثدي ترتفع في السنوات الأخيرة، نمط الحياة العصري، والاعتماد الكبير على الوجبات السريعة. وأكثر من هذا، تراجع النشاط الحركي بالنسبة للنساء، اللواتي أصبحن يستعملن السيارة في التنقل، كل هذه مؤشرات، جعلت الإصابة بسرطان الثدي ترتفع بالنظر إلى انتشار مثل هذه المؤشرات السلبية، لافتا بالمناسبة إلى أن تراجع الإنجاب أيضا، أثر على النساء، ورفع معدلات الإصابة بسرطان الثدي، فضلا عن ضرورة تجنب الإصابة بالسمنة بعد سن الأربعين، الذي يُعد هو الآخر من المؤشرات السلبية التي تساعد على ظهور سرطان الثدي في سن مبكرة. وحسب البروفيسور مجذوب، فإن "أهم ما يجب على كل النساء الحرص عليه، هو التشخيص المبكر بعد سن الأربعين، خاصة من النسوة اللواتي ينتمين إلى عائلات سبق لأفرادها أن أصيبوا بالسرطان، لافتا بالمناسبة إلى أن "أهم ما ينبغي الإشارة إليه، أن ما يبعث على التفاؤل هو أن الحالات التي يجري تشخيصها في السنوات الأخيرة، يتم اكتشافها في حالات متقدمة؛ ما يساعد على الشفاء، ويقلل من نسبة الوفيات، وهذا دليل على تفشي الوعي بين النسوة". "الفجر" تجري 3200 ماموغرافي وتكشف عن 60 حالة مؤكدة من جهته، أكد رئيس جمعية الفجر لولاية البليدة الدكتور حاج مكراشي، أن الجمعية بادرت كعادتها، بإطلاق حملتها التحسيسية للتوعية من سرطان الثدي، الذي لايزال يحتل المراتب الأولى بالنسبة للنساء، وهو ما تعكسه، وفق تصريحه ل«المساء"، الأرقام المسجلة على مستوى الجمعية بمراكز الفحص والكشف الإشعاعي على مستوى ولاية البليدة؛ حيث أُجري، السنة الماضية، 3200 ماموغرافي، كشفت عن 60 إصابة جديدة، تم توجيهها، وإخضاعها للعلاج، مشيرا إلى أن الأرقام كبيرة، غير أن ما يبعث على الارتياح أن جل الحالات في بداية المرض ما عدا حالتين أو ثلاثة، كانت في مراحل متقدمة، مرجعها التهاون، لافتا إلى أن مثل هذه الأيام التحسيسية يساعد على الكشف عن الحالات مبكرا، وتوجيهها لمساعدتها على التعافي، خاصة أن احتمال الشفاء يظل دائما واردا بالنسبة لسرطان الثدي بعد استئصال الورم. وفي السياق أشار المتحدث إلى أن جمعية "الفجر" "سعت هذه السنة أيضا، إلى إبرام اتفاقية مع مراكز الكشف الإشعاعي؛ من أجل حث النساء على التشخيص المبكر، ومنه الكشف عن الحالات مبكرا"، مؤكدا بالمناسبة: "كلما كان عدد الحالات المكتشفة مبكرا كلما ساعد ذلك على توسيع دائرة العلاج، والتكفل المبكر، ومنه التسريع من وتيرة العلاج". وأضاف مكراشي أن أكتوبر الوردي محطة مرجعية لرفع الوعي؛ لأن عملية التوعية والتحسيس تستمر على مدار شهر كامل؛ ما يساعد على إيصال المعلومة إلى كل النساء، مؤكدا أن المصالح الاستشفائية الجوارية تفتح أبوابها لاستقبال النساء، وإخضاعها للتشخيص سواء على مستوى المدن أو حتى في مناطق الظل، لافتا إلى أن "الوعي أصبح موجودا. والرهان الحقيقي اليوم تسهيل وصول المرأة إلى المراكز الصحية، وإخضاعها للتشخيص المبكر للاستفادة من تخفيضات على تشخيص الماموغرافي"، مشيرا إلى أن الثمن يقدر ب 2500 دج، وهو مبلغ في المتناول، ولم يعرف أي زيادة.