لا تزال الجمعيات المهتمة بالشأن الصحي، تولي اهتماما كبيرا للتوعية ضد مختلف الأمراض، خاصة ما تعلق منها بالأمراض المزمنة، وبمناسبة "الشهر الوردي"، شهر أكتوبر، لمناهضة سرطان الثدي، بادرت جمعية "الفجر"، في خطوة استباقية، إلى إطلاق حملتها التحسيسية، بالتنسيق مع المصالح الصحية، تمتد طيلة شهر أكتوبر، لتوعية النساء بأهمية التشخيص المبكر والتقليل من الإصابات، خاصة أن سرطان الثدي يعتبر الأول عند النسوة، ويعرف انتشارا كبيرا في الجزائر في السنوات الأخيرة. أوضح رئيس جمعية "الفجر"، حاج مكراشي في تصريحه، على هامش إشرافه على تنشيط يوم إعلامي حول ماهية سرطان الثدي وطرق محاربته، بأن عدد الإصابات بسرطان الثدي يعرف منحنى تصاعديا في الجزائر، وأصبح يشكل تهديدا لحياة المرأة، خاصة بعدما أصبح يصيبها في سن صغيرة، مشيرا إلى أنه "في سنة 2020، المنظمة العالمية للصحة، أعلنت عن وجود أكثر من مليوني إصابة جديدة تقابلها حوالي 700 آلف حالة وفاة"، أما على مستوى الجزائر، يردف المتحدث "فإنها تسجل هي الأخرى أيضا ارتفاعا مقلقا في عدد الإصابات، حيث كانت تشير الأرقام المستقاة من المصالح الصحية، إلى تسجيل في بداية الألفية، من 5 آلاف إلى 7 آلاف حالة جديدة سنة 2007، أما اليوم فنقارب الأرقام في الجزائر 15 ألف حالة جديدة، يقابلها أكثر من 6 آلاف حالة وفاة، وهو رقم، قال بأنه "كبير". حسب رئيس الجمعية، فإن ما جعل مصالح الصحة تسجل ارتفاعا في الأرقام، هو تقرب النساء من المصالح الصحية للاستشفاء والتداوي، بعد تفشي الوعي المجتمعي حول انتشار سرطان الثدي، الأمر الذي سهل من عملية معرفة عدد المصابات بالداء، ومن ثمة الدخول في رحلة علاج طويلة، قد تنتهي بالوفاة، بسبب التأخر على الكشف المبكر الذي يلعب دورا بارزا في معالجة الداء قبل تفشيه". على صعيد آخر، أشار المتحدث، إلى أنه أمام الانتشار الكبير لسرطان الثدي وسط النساء، و في غياب سياسة واضحة لتحفيز النساء على الكشف المبكر، تدخلت الجمعيات، على غرار جمعية الفجر، حيث تحاول اليوم جاهدة من خلال نشاطاتها الجوارية وإبرام اتفاقيات مع مراكز التصوير الإشعاعي، من أجل تمكين النساء من القيام بفحص "الماموغرافي" بأثمان معقولة، على اعتبار أن سعر الفحص واحد من العراقيل التي تؤخر الكشف المبكر، مشيرا إلى أن تجربة الجمعية في مجال التوعية والتحسيس هامة، حيث سمحت عملية التشخيص المبكر التي تمت سنة 2014، بالكشف عن 25 حالة إصابة مؤكدة بسرطان الثدي من بين 1200 امرأة تقربن للفحص، أشرف عليها طاقم طبي متخصص، وجههن إلى مركز الفحص الإشعاعي الذي سبق وأن تعاقدت معه الجمعية، ومكنت عملية الكشف المبكر من مساعدة النسوة على استئصال الورم دون المساس بالثدي، الأمر الذي يعتبر خطوة إيجابية، ومن هنا تظهر أهمية الفحص الدوري، يقول رئيس الجمعية. من جهته، أوضح البروفيسور محمد مجذوب، من مركز مكافحة السرطان بالبليدة، بأن سرطان الثدي يحتل المراتب الأولى في الجزائر، ويصيب النساء، حيث نجد أنه يصيب 80 حالة من بين 100 ألف امرأة، كما أنه يصيب الرجال أيضا بنسبة 1 بالمائة، لكن بدرجات أقل. داعيا إلى ضرورة الاهتمام بشكل جدي بالكشف المبكر، خاصة مع توفر المراكز وانتشارها في مختلف ربوع الوطن، حيث لم نعد نقف، يؤكد المتحدث "على حالات مستعصية، بعدما يتم الكشف المبكر، وإنما نتابع حالات في بداية الإصابة، وهو مؤشر إيجابي"، مشيرا إلى أن مراكز الفحص الإشعاعي أصبحت متوفرة، مما يعني أن النساء مدعوات إلى التحلي بالوعي الصحي والتقرب منها للقيام بالفحص الدوري، لحماية أنفسهن.