"طوفان الأقصى".. هو الاسم الذي اختارته المقاومة الفلسطينية لتنفد عمليتها العسكرية الفريدة وغير المسبوقة التي صدمت بها أمس المحتل الصهيوني وفاجأت العالم أجمع وأثلجت من خلالها صدور الفلسطينيين وكل من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، وهي ترد بكل ثقة وقوة واحترافية ونوعية وحزم على جرائم محتل همجي انهارت قبته الحديدة وكل أسلحته المتطورة وعجرفته أمام صواريخ المقاومة الفلسطينية. كان طوفانا بكل معنى الكلمة اجتاح الكيان العبري منذ الساعات الأولى من صباح أمس، وأبقى هذا الأخير مذهولا أمام الرد القوي والمفاجئ لقوات كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مدعومة بباقي المقاومين من مختلف الفصائل على جرائم محتل ظن لوهلة أنه تمكن من وأد المقاومة وقطع دابرها باعتداءاته واقتحاماته واعداماته التي تطال شبه يوميا المواطنين العزل في القرى والبلدات والمدن المحتلة. فجاء المشهد هذه المرة مختلف تماما انقلب فيه السحر على الساحر وتغيرت معه موازين القوى والمقاومة تضرب بكل قوتها في عمق هذا الكيان الذي أمطرته بوابل من القذائف الصاروخية عجزت القبة الحديدة الأسطورة الاسرائيلية على التصدي لها وأبانت عن فشل استخباراتي صهيوني ذريع وانهيار تام لمقولة "الجيش الذي لا يقهر". وتضمنت عملية "طوفان الأقصى" التي حضرت لها المقاومة الفلسطينية بتخطيط محكم منذ عدة أشهر عمليات تسلل واقتحامات نوعية نفذها المقاومون بكل جرأة وشجاعة تخللتها عمليات إنزال لأول مرة بالمظليين استولوا على مواقع عسكرية اسرائيلية في سابقة لم تشهدها إسرائيل منذ احتلالها الأرض المقدسة منذ عقود من الزمن.وسقط عشرات القتلى قدر عددهم إلى غاية منتصف نهار أمس ب 40 قتيلا في حصيلة دامية لم تعهدها إسرائيل بهذا الثقل وهي تتجرع من نفس كأس المرارة الذي كانت تسقيه دائما للفلسطينيين بقتلها بكل برودة دم لأبنائهم وهم في ريعان شبابهم. ويضاف لهؤلاء القتلى مئات الجرحى في صفوف المستوطنين وقوات الاحتلال مع أسر عدد غير مسبوق من جنوده راجت معلومات أنه بلغ نحو 150 أسير من بينهم ضابط برتبة جنرال بما يشكل ضربة أقل ما يقال عنها إنها صادمة وموجعة للاحتلال، ناهيك عن حالة الرعب والذعر التي عمت الشارع الإسرائيلي والمستوطنات التي راح قاطنيها يختبئون حتى داخل حاويات القمامة خوفا من رصاص المقاومة. وقضى المستوطنون خاصة في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة نهارهم على وقع سافرات الانذار التي بلغ صداها عمق الكيان العبري في "تل أبيب"، حيث سمع ذوي الانفجارات وتصاعدت أعمدة الدخان من هذه المستوطنة وتلك. وهو ما دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ليقول مرغما "إننا في حالة حرب" لم يتوقعها لا هو ولا وزراءه المتطرفين والمعادين لكل ما هو فلسطيني بتلك الحدة والشدة. لكن ما لم يقله نتانياهو أنها حرب فجرتها عجرفته وانتهاكات واعتداءات قواته ومستوطنيه التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم وأرضهم ومقدساتهم الدينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك وغضت المجموعة الدولية النظر عنها وكان الأمر لا يتعلق باغتصاب حق شعب محتل. فكان من الضروري أن تحمل جهة ما على عاتقها مسؤولية حماية هذا الشعب بعدما سقطت في الماء كل الصرخات والنداءات والدعوات الفلسطينية المتوالية والمتكررة والمحذرة من انفجار وشيك في الأراضي المحتلة إذا لم تكف إسرائيل عن جرائمها في حق الفلسطينيين. وهو ما ذهب إليه قائد كتائب "عز الدين القسام" محمد ضيف، الذي أعلن في تصريح لتلفزيون حركة "حماس" عن إطلاق عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل. وقال إنه تم اطلاق في الساعات الأولى من بدء هذه العملية النوعية أكثر من 5 آلاف قذيفة صاروخية. وأضاف "لقد قررنا وضع نهاية لكل جرائم المحتل". هذا الأخير الذي راح كعادته يصب جام غضبه على العزل من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي تعرض لقصف همجي خلف في حصيلة مؤقتة استشهاد 232 فلسطيني وأكثر من 1600 مصاب. * ص. محمديوة مستنكرة سكوته عن استفزازات الكيان الصهيوني ..الجامعة العربية: المجتمع الدولي مسؤول عن الوضع الحالي حمل الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي المسؤولية عن الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وذلك لغياب أي رد فعل على سياسات الاحتلال الصهيوني المستفزة. ودعا أبو الغيط، إلى وقف العمليات العسكرية الصهيونية في غزة بشكل فوري، مذكرا بما سبق أن حذر منه مرارا من أن استمرار الاحتلال في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة، يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أية فرص جادة للاستقرار على المدى المنظور، حسب ما جاء في بيان على لسان المتحدث باسمه. وأضاف الأمين العام، بأنه مقتنع تماما بمسؤولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي، في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات الاحتلال اليميني المستفزة، ضد المقدسات الاسلامية والتي يحاول من خلالها إجهاض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967. * ق . د بين إدانة أمريكية وأوروبية وترحيب إيراني.. ردود فعل دولية متباينة بخصوص "طوفان الأقصى" تباينت ردود الفعل الدولية، بين صدمة وتفاجئ وإدانة شديدة اللهجة وحتى ابتهاج، بخصوص العملية العسكرية النوعية التي شنتها حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أمس، على الكيان الصهيوني ردا على جرائمه التي يتفنن في اقترافها في حق العزل من أبناء الشعب الفلسطيني وازدادت حدتها منذ العام الماضي. في الوقت الذي ابتهج فيه الشارع الفلسطيني وقلب كل من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية بالرد القوي والمفاجئ للمقاومة على جرائم المحتل الصهيوني، أبانت مواقف الدول الغربية، التي راحت تصنف الدفاع الطبيعي للمقاومة الفلسطينية في خانة "الإرهاب"، بوضوح تام عن سياسة الكيل بمكيالين التي اعتادت انتهاجها عندما يتعلق الأمر بالصراع الحامي بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال البيت الأبيض في بيان له، أمس، إن الرئيس جو بايدن أبلغ من قبل مستشريه ب"الهجوم الإرهابي المرعب لحماس" على إسرائيل ويواصل متابعة الوضع. وقبلها أكدت الولاياتالمتحدة وقوفها الى جانب حليفها المدلل اسرائيل، حيث قال البنتاغون إنه سيضمن حصول إسرائيل على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها. ونفس موقف الإدانة عبر عنه الاتحاد الأوروبي على لسان رئيسة المفوضية الاوروبية، اورسولا فون دير ليان، التي أدانت ب "شكل لا لبس فيه" ما وصفتها ب"الهجمات" التي قالت إنها ترقى إلى مستوى "الإرهاب في أبشع صوره"، واعتبرت أن لإسرائيل "الحق في الدفاع عن نفسها" لكنها طبعا تنكر انه للفلسطينيين أيضا حق في الدفاع عن انفسهم. وبنفس المنطق تحدث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، جوزيب بوريل، الذي راح يندد بأسر المدنيين من المستوطنين وبانه خرق للقانون الدولي الذي يصبح ساري المفعول فقط عندما يجري التعدي على اسرائيل ويغيب تماما هذا القانون في كلمات المسؤولين الاوروبيين عندما يتعلق الأمر بالاعتداءات والجرائم الاسرائيلية المستمرة في حق الفلسطينيين. ولم يخرج موقف باقي الدول الاوروبية كألمانيا أو فرنسا واسبانيا وغيرها من هذه الحلقة المغلقة من الادانة التي تنتظر فقط يعين واحدة الى ما يجري في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ولكن على نقيض هذه المواقف الغربية المجحفة في حق الفلسطينيين، حيّت ايران على لسان جنرال الحرس الثوري، يحي رحيم سفافي، أحد مستشاري المرشد الأعلى الايراني، ايت الله علي خاميناي عملية حركة حماس. وقال "نحن ندعم هذه العملية التي تبعث على الافتخار ومتأكدين من دعم أيضا فصائل المقاومة". أما روسيا فقد اختارت مسك العصا من الوسط بعدما دعت الطرفين إلى ضبط النفس وقالت إنها على اتصال مع كل الأطراف، داعيا في الوقت نفسه إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في موقف عبرت عنه تركيا التي دعا رئيسها رجب طيب أردوغان كل من الفلسطينيين والاسرائيليين الى التصرف بطريقة عقلانية" و"الامتناع عن التصرف بشكل متهور من شأنه أن يزيد التوترات". ومن الجانب العربي، عبرت قطر على بالغ انشغالها لما يجري في فلسطينالمحتلة وحثت الطرفين لضبط النفس، في وقت حمّلت وزارة خارجيتها إسرائيل كامل المسؤولية للتصعيد الحاصل بسبب خروقاتها المستمرة من اعتداءات متواصلة على الانسان الفلسطيني والمقدسات الدينية في مقدمتها المسجد الأقصى المبارك. أما الأمين العام الاممي، انطونيو غوتيريس، الذي لم يسمع له صوت في الاعتداء الأخير للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال على بلدة الحوارة واستشهاد أربعة شبان فلسطينيين برصاص الاحتلال في ظرف 24 ساعة، فقد سارع أمس لإدانة عملية "طوفان الأقصى" ب "أشد العبارات". وحث المجتمع الدولي على بذل جهود دبلوماسية لتجنب اتساع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة "إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال" الصهيونية، في نفس الوقت الذي أكدت فيه وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن غياب حل للقضية الفلسطينية بعد 75 عاما من المعاناة وازدواجية المعايير وصمت المجتمع الدولي على الممارسات الاجرامية والعنصرية لقوات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني "هي السبب وراء تفجر الأوضاع". * ق. د