تحاول السيدة زينب ثابت، مديرة المنظمات الدولية بوزارة الثقافة المصرية والمنسق العام للوفد المصري المشارك في المهرجان الثقافي الافريقي، ترجمة اكتشافها الباهر للجزائر إلى تعاون ثقافي ملموس بين البلدين يتعدى حدود المناسبات ويؤسس لتبادل دائم بين المبدعين على امتداد السنة. - تعتبر مصر أكبر مشارك في المهرجان الثقافي الافريقي بالجزائر، فهل عكس البرنامج هذه المشاركة ؟ * شاركنا ب 126 مشارك مصري خلال هذا المهرجان ومن ضمن ما قدمنا في برنامجنا المكثف مسرحية »فيفا ماما«، وشاركنا في مهرجان الجاز بفرقة »افتكاسات«، وأيضا في مجال الموسيقى شاركنا بفرقة »النيل للآلات الشعبية«، فرقة »الطبوع النوبية«، فرقة التراث للموسيقى العربية و»الفرقة العالمية للرقص المسرحي الحديث«، كذلك شاركنا في المعارض بمعرض الفنون التشكيلية ومعرض الحرف اليدوية ومعرض من هيئة الآثار المصرية عن الفنون الأولى ل»الميلاد، الموت، والحياة«، ومعرض عن السيرة الهلالية، في السينما قدمنا عدة أفلام، وبالتالي فإن المشاركة المصرية هي أكبر مشاركة. - تشرفين على عمليات نشر الثقافة في الأوساط الشعبية (الثقافة الجوارية)، فهل هي عملية ناجحة؟ * أعمل مع المؤسسات والجمعيات والمراكز داخل وخارج مصر وأتعامل مع المجتمع المدني. تجربة الجمعيات الأهلية حققت نجاحا واسعا عندنا في مصر، فنحن نقوم بتنظيم المهرجانات والاحتفاليات ونشرف عليها، فمثلا نحن نتعامل مع كل الجمعيات المدنية في مصر، ونتواصل مع جمعيات غير حكومية وغير مصرية في الخارج. فمثلا لي علاقات مع مؤسسة مفدي زكريا بالجزائر، هذه الأخيرة التي راسلتني لأرشح مجموعة من الشعراء المصريين كي يشاركوا في مسابقة جائزة مفدي زكريا وكذلك ليتم تكريمهم وقس على ذلك التبادل والتعاون مع مؤسسات وهيئات أخرى. تعتبر مصر من أكبر الحلقات الثقافية في المنظومة العربية والافريقية، وتعمل مصر على ان تكون الثقافة كالماء والهواء بالنسبة للإنسان المصري لذلك يتم العمل على توصيلها إلى الناس وإلى الشارع البسيط وإلى البيوت بكل الوسائل والطرق الممكمنة. ونحن كوصاية نشارك في هذه الجمعيات والبرامج من خلال تحمل مصاريف وأعباء البرامج كأن نتولى مصاريف إقامة الضيوف الأجانب مثلا من مثقفين وفرق وموسيقيين وفنانين، لكننا لا نقدم التمويل المالي المباشر لهذه الجمعيات والمؤسسات. - ماذا كشفت لك زيارتك الأولى هذه للجزائر؟ * قلبت كياني واكتشفت ان معرفتي للجزائر معرفة عامة ربما لا تتخطى معلومات رياضية تطفو في اللقاءات الكروية بين البلدين، وبمجرد ان وطئت أرض مطار هواري بومدين اكتشفت جزائر أخرى تماما تختلف عن الصورة الاعلامية الخاطئة التي نستهلكها بغباء، فالجزائريون كرماء جدا، يشبهوننا في الطبع والمظهر ربما أكثر من كل العرب القريبين منا حتى الليبيين الذين يشاركوننا الحدود، وعكس ما تعكسه الرياضة فإن الجزائريين يرحبون بشكل خاص بنا كمصريين ويظهرون لنا مشاعر وجدانية لا تصدق. أما الطبيعة فهي فاتنة، فالجزائر تستحق ان تكون قبلة السياحة العربية لما وهبها الله من سحر الطبيعة خاصة عبر شواطئها وبساطها الأخضر، لقد جُلت وسط العاصمة للتسوق ولم أحس أبدا أنني خارج بلدي مصر. - وكيف ستحملين هذه الانطباعات وتحوّلينها إلى تعاون ملموس بين البلدين؟ * أحرص على وجود هذا التعاون خاصة على المستوى الثقافي مجال اختصاصي وذلك على طول أيام السنة، وأطلب تعاون جزائري معنا بوزارة الثقافة المصرية إذ لا حظت ان المشاركات الجزائرية عندنا بمصر قليلة ويجب ان تكثف أكثر وفي شتى المجالات، علما أنني سأرفع تقريري إلى المسؤولين فور وصولي إلى القاهرة. من جهة أخرى، أعتبر المهرجان الثقافي الافريقي بالجزائر ناجحا وأشكر الوزيرة التي صنعت التنوع الذي تناول كل مجالات الثقافة مما جعل المهرجان متكاملا ومثالا يجب ان تقلده باقي الدول المشاركة.