مساع حثيثة يقوم بها إطارات وزارتي الثقافة والاتصال لضمان المشاركة الناجحة في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي تعتزم الجزائر احتضانه شهر جويلية المقبل، فمن القاهرة إلى بروكسل وباريس يعكف الجزائريون على استعراض الخطوط العريضة للبرنامج الذي أعدّته مختلف دوائر اللجنة التحضيرية للتظاهرة، وكذا الترويج له ليكون بحقّ الموعد الذي تضربه إفريقيا للعالم بالجزائر. ففي القاهرة أبرز المدير العام للتلفزيون الجزائري، السيد عبد القادر العلمي، ملامح هذا المهرجان، وقال السيد عبد القادر العلمي الذي كان مرفوقا بمستشار وزيرة الثقافة السيد نور الدين عثماني في ندوة صحفية حضرها عدد كبير من الإعلاميين والكتاب ورجال الفن والثقافة المصريين أنّ المهرجان الذي جاء بتكليف من رؤساء الدول الأفارقة خلال اجتماعهم بالخرطوم سنة 2005 سيكون المفصل لأفكار وانجازات الشعوب والدول الإفريقية التي أبت إلاّ أن تتحرّك معتزّة بهويتها وثقافتها وتراثها العريق لإيجاد مكانة لها ضمن النظام الدولي الجديد. وأوضح أنّ تواجد الوفد الجزائريبالقاهرة يهدف إلى التنسيق مع مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام بغرض ضمان أفضل فرص نجاح المشاركة المصرية، وقال" انه بقدر ما نحن حريصون على أن تكون مشاركة الجزائر قوية فإنّنا نتطلّع إلى مشاركة مصرية نوعية" في هذا المهرجان الذي وضع تحت شعار "عودة إفريقيا"، معربا عن أمله أن تكون هذه المشاركة "أكثر قوة وأكثر شمولية لتعبّر عما يزخر به هذا البلد من إبداعات ثقافية وتراثية". ومن جهته، أشار السيد نور الدين عثماني أنّ المهرجان بمثابة رسالة إلى العالم تؤكّد حرص إفريقيا على الدفاع عن شخصيتها ووعيها بخصوصيتها رافضة الذوبان في الزحف الجارف للعولمة الثقافية، كما يسعى المهرجان حسبه إلى توطيد مكانة الثقافة في التنمية المستدامة للقارة عملا بأهداف الشراكة الجديدة لإفريقيا من أجل التنمية (النيباد) وربط جسور "التواصل" بين المبدعين الأفارقة والتعريف بالثراء الثقافي الإفريقي و"تبيان قدرة القارة السمراء على حلّ اشكالياتها الثقافية بعيدا عن النظرة الأبوية الغربية". وذكّر السيد عثماني بالإمكانيات المادية والمالية واللوجيستية التي سخّرتها الجزائر لإنجاح هذه التظاهرة الهامة وطريقة الإعداد "المحكمة" و"احترافية" طاقاتها وإطاراتها منذ الإعلان عن تنظيم المهرجان، وعن سؤال بشأن تمويل المهرجان قال السيد عثماني أنّ التمويل من الدولة الجزائرية التي خصّصت أكثر من 100 مليون أورو لتهيئة المرافق واقتناء التجهيزات الحديثة والتكفل بإيواء الوفود المشاركة وتنفيذ برنامج المهرجان، وأشار إلى أنّ 38 دولة أكّدت مشاركتها حتى الآن وأرسلت قوائم اسمية لوفودها من بين 48 دولة أعربت عن ورغبتها في المشاركة، كما تترقب الجزائر حضور ما يزيد عن 8 آلاف مشارك من بينهم 4 آلاف مشارك من الدول الإفريقية وحضور 32 وزيرا، إضافة إلى شخصيات أخرى وضيوف شرف خاصة منهم المعروفين بمواقفهم الايجابية تجاه إفريقيا، كما تمّ انجاز قرية للفنانين بطاقة استيعاب قدرها 2400 شخص وإقامتين جامعيتين. وفي نفس السياق قدّم السيد أحمد بجاوي مستشار وزيرة الثقافة الجزائريةببروكسل وباريس المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، وكان مرفوقا بأربع شخصيات سينمائية جزائرية هي شرقي خروبي، سليم ابراهيمي، ماليك ايت عوجية ومالك علي يحي، وأوضح السيد بجاوي أمام السيد محمد صالح النظيف سفير الاتحاد الإفريقي ببروكسل وشخصيات افريقية ودبلوماسيين جزائريين أنّ الهدف من تقديم المهرجان هو إبراز المدى المراد للمّ شمل الأفارقة بالخارج المتواجد أغلبهم في كل من بلجيكا، فرنسا وكذا أولئك القريبين من إفريقيا. واغتنم السيد بجاوي هذه الفرصة للتذكير ببعض الطموحات الكبرى المسطرة في هذه المناسبة ومن أهمّها تلك المتعلقة "بعودة الثقافة الإفريقية على الساحة العالمية"، وعلى المستوى الفني وعلاوة على العرض الذي ستشارك أكبر الأسماء على الساحة الإفريقية والدولية ومشاريع هامة على غرار المعهد الثقافي الإفريقي أومتحف إفريقيا الكبير فإن المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني 2009 سيكون المركز المناسب للأفكار والانجازات التي "ستكسر دون غموض الدائرة المفرغة لعمليات الاستيلاب العنيف التي لا زالت متواجدة في عالمنا الناشئ". فإذا كان المهرجان الإفريقي الأوّل الذي نظم سنة 1969 نشيدا للحرية التي تم افتكاكها أوتمّ السعي وراءها بعد إعلان "ميلاد الإفريقي الجديد" فإن مهرجان سنة 2009 سيكون "لنهضة إفريقيا" كما يريده المشرفون عليه.