ترتبط الصحراء بثقافة وتاريخ بعض الشعوب الإفريقية فهي تمثل الانسجام بين وسط قاحل وإنسان شيد على أرضها حضارة وتراثا. يبرز معرض "الصحراء، تراث، فن وذاكرة" الذي يحتضنه قصر المعارض في إطار المهرجان الافريقي تراث الصحراء لا سيما المتعلق بالآثار والنباتات والحيوانات ومختلف أنواع السكنات كالخيمة، والزريبة والقصر، إضافة إلى الصناعات التقليدية الصحراوية كصناعة الجلود والحلي وصناعة السلال، ناهيك عن التراث غير المادي لا سيما "الأهليل" و"التندي" و"ليمزاد" والتي تعد شعرا وغناء ورقصا في آن واحد يؤدى بآلة موسيقية أحادية الوتر تحمل نفس الإسم وتعزف عليها المرأة فقط، والذي انتشر عبر العالم. يسعى هذا المعرض إلى تثمين الوسائل التقنية العصرية لفن تصوير المشاهد والتصوير المطابق ولوحات مرسومة ومصورة وكذا استعمال الضوء والأصوات المناسبة، والمعرفة المتوفرة حول التاريخ الطبيعي لتكوّن الصحراء وحياة من عاشوا واستوطنوا بها منذ آلاف السنين. يقترح المعرض أيضا تصورا مختلفا للصحراء الكبرى من خلال إظهار تواجد وتأقلم نباتات وحيوانات مع قساوة المحيط، وتمكن المجتمعات عبر التاريخ من التأقلم مع الطبيعة وهو الأمر الذي تظهره الأنماط المعيشية المختلفة والتكيف المحكم مع المحيط القاسي. المعرض عبارة عن رحلة سفر إلى الروائع الطبيعية للصحراء ومفاتنها الأكثر جاذبية والتي تدل على أن المنطقة كانت مهدا للتجمعات البشرية ومنطلقا لمحاولات الإنسان الحضارية الأولى التي تعود إلى عشرة آلاف سنة. وبفضل الملصقات والأدوات المرافقة بإمكان زائر المعرض الحصول على معلومات حول مختلف الأزمنة التي ميزت الصحراء الإفريقية منذ العصر الحجري القديم إضافة إلى إعادة تأسيس نمط التعبير بالفن الصخري عبر فترة البقريات، فترة الرؤوس المستديرة، فترة البقر الوحشي، فترة الأحصنة، فترة الجمال وفترة الكتابة إضافة إلى إعادة تشكيل نقوش ورسومات صخرية وتشكيلات أخرى لمساكن البدو الرحل مثل الزريبة، القصور، والمساكن التي تعبر عن التغيرات الفصلية، ويعرّف المعرض بمختلف الأنشطة الزراعية واليدوية لرجل الصحراء كصناعة السلال والجلود والمعادن واحتفالاته وطقوسه في مواسم الزرع مثلا.