شدّد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أول أمس بنيويورك، على أن التعامل مع التطوّرات الخطيرة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، ينبغي أن يفضي إلى تحرك جماعي تنخرط فيه الأطراف الدولية الفاعلة والمؤثرة لبناء سلام دائم عادل ومستدام في الشرق الأوسط، مجدّدا دعوة الجزائر لمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين الشقيقة بمنظمة الأممالمتحدة. بعد أن عبر عن شكر وامتنان الوفد الجزائري على الاستجابة للطلب المشترك الذي تقدّمت به المجموعتان العربية والإسلامية، بتنظيم الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة الأممية، تأسف عطاف في كلمة ألقاها أمام الدورة المخصصة للقضية الفلسطينية، لفشل مجلس الأمن الدولي في حماية الشعب الفلسطيني، قائلا "نجد أنفسنا أمام هذه الهيئة الأممية الجامعة لتدارك عجز مجلس الأمن عن توفير الحماية الضرورية للشعب الفلسطيني وعن التكفل بالمآسي تلو المآسي التي تتهاطل على غزة الجريحة وعلى غزة المظلومة وعلى غزة المكلومة". واستطرد قائلا، "مرة أخرى، نستنجد بالجمعية العامة أمام الشلل الذي أصاب مجلس الأمن في الاضطلاع بمسؤولياته وواجباته تجاه القضية الفلسطينية، جراء فقدان قدرته على التحرك" لردع المحتل الصهيوني "وكف طغيانه وتجبره وتسلطه على الأبرياء في فلسطين و في غزة تحديدا"، قبل أن بضيف، "مرة أخرى، نلوذ بالجمعية العامة لإنصاف الشعب الفلسطيني والدفاع عن عدالة قضيته والدعوة لاحترام شرعية تطلعاته في إقامة دولة وطنية سيدة"، مشيرا إلى أن "هذا الشعب الذي سلبت منه حقوقه ولكن لم تسلب منه إرادته في الصمود.. صودرت ممتلكاته ولكن لم يصادر إصراره على فرض وجوده.. هضمت مطالبه ولكن لم يهضم عزمه على البقاء والدفاع عن مشروعه الوطني الثابت والمثبت". ولاحظ عطاف أن "هذا الموقف صار مألوفا من تكراره عشرات المرات خلال العقود السبع الماضية، في صورة حلقة مفرغة، تأبى الانكسار بالرغم من تجلي مفرزاتها وتداعياتها وأضرارها المتتابعة والمتواصلة"، منبّها إلى أن "ذات الأسباب تولد ذات النتائج وأفظعها" وأن "إطلاق العنان للمحتل الصهيوني وتحصينه ينتج أقسى الجرائم وأبشعها". وبعد أن أشار إلى أن "جيلا كاملا من الفلسطينيين لم يعرف معنى مسار السلام ولم يشهد مبادرة جدية واحدة لإحياء هذا المسار ولم يسجل تحركا دوليا واحدا للتكفل بأوضاعه والاستجابة لتطلعاته المشروعة في استرجاع حريته وإنهاء احتلال أراضيه وإقامة دولته المستقلة"، شدّد عطاف على أن "غياب حلّ عادل ونهائي للقضية الفلسطينية يرهن حاضر ومستقبل السلم والأمن والاستقرار في هذه الرقعة الجغرافية وفي المنطقة برمتها"، متسائلا في السياق "ألم يحن أوان معالجة هذا الوضع المخل بقيم ومبادئ منظمتنا؟ وطالب الجمعية العامة الأممية، التي طالما شكلت منبرا رئيسيا لنصرة القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بتأكيد ثباتها على هذا النهج القويم والتزامها بالحفاظ على المقومات القانونية لقيام دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة، مجدّدا موقف الجزائر ودعوتها لمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بمنظمة الأممالمتحدة، كإجراء هام يكرّس الحق القانوني والسياسي لدولة فلسطين في أن تحظى بمكانة قارة بين الأمم، لإسماع صوتها والدفاع عن أولوياتها، وكخطوة حاسمة ترد على محاولات تشويه وتصفية القضية الفلسطينية التي يراد وأدها حية تأبى الفناء". * عادل . م التقى الصفدي وأكد على مواصلة الضغوط لحماية الفلسطينيين.. عطاف يتحادث مع غوتيريش حول جهود وقف العدوان على غزة * ضرورة إحياء مسار السلام لتكريس الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أول أمس بنيويورك، من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، حيث تطرق الطرفان، خلال اللقاء إلى "التطوّرات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، والجهود الدبلوماسية المبذولة لوقف العدوان على قطاع غزة والتكفل بآثاره الإنسانية، فضلا عن ضرورة إحياء مسار السلام لتكريس الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني". كما اجتمع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج على هامش مشاركته في أشغال الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة حول القضية الفلسطينية، مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي. وأكد الطرفان بالمناسبة على "ضرورة مواصلة الضغوط السياسية والدبلوماسية لحمل منظمة الأممالمتحدة على الاضطلاع بمسؤولياتها في حماية الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، ووضع حدّ للعدوان الصهيوني الغاشم واللاإنساني على قطاع غزة المحاصر". كما تم التأكيد على "حتمية أن تفضي الجهود الدولية إلى إعادة إحياء مسار السلام في الشرق الأوسط لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". * ن. ح