❊ قصف القطاع بأسلحة وقذائف مخصصة لدك الجبال ❊ الكيان الصهيوني جعل من عدوانه معركة حياة أو موت ❊ قصف صهيوني متكرر على أهداف في مشهد غير مسبوق ❊ بيئة الحرب الظالمة تنذر بكارثة إنسانية في غزّة والعالم يتفرج ❊ المقاومة الفلسطينية تنتظر الفرصة للقيام بالمزيد من المفاجآت ❊ الجزائر ملهمة للنضال الفلسطيني والوشائج قائمة رغم بعد المسافة أكد الدكتور تيسير الخطيب، المختص في الشأن الفلسطيني والإقليمي، أن العديد من التقارير الأممية ووزارة الصحة الفلسطينية، تؤكد بأن جزءا من الأسلحة التي يستخدمها الكيان الصهيوني أمريكية الصنع وهي فتّاكة ومحرّمة دوليا، مشيرا إلى أن العدو الصهيوني لا يتردد في إطلاق صواريخ على بنايات سكنية رغم أن هذه الصواريخ مخصصة لدك المواقع الصخرية والجبلية. طقال المحلل الفلسطيني، في اتصال مع "المساء" إن الكيان الصهيوني لا يتورع عن شيء، مستقويا بالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تدرك المأزق الذي يتواجد فيه، وأنه لا يمكنه أن ينتصر في أي معركة أو مواجهة مباشرة مع المقاومين الفلسطينيين، ما جعلها تعطيه الضوء الأخضر لإبادة الشعب الفلسطيني في غزّة للحصول على ما يسمى بصورة النّصر. هدف المحتل الاسرائيلي إخضاع المنطقة كليا وأضاف الخطيب، أن حدة العدوان تشتد أكثر كل يوم لدرجة أن العدو الصهيوني يعيد قصف الأهداف مرات عديدة، وأن ما يحدث في قطاع غزّة وفي الضفة إلى حد ما غير مسبوق إطلاقا في كل المعارك مع العدو الصهيوني، مما يؤشر لوجود هدف كبير وهو إخضاع المنطقة نهائيا. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تدرك بأن دورها بات ضعيفا في المنطقة، وأن الكثير من شعوب المنطقة والعالم بدأت ترفض هذه الهيمنة الأحادية، "لذلك يريدون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وكسر ظهر المنطقة، وبالتالي فإن المعركة أكبر من قطاع غزّة وأكبر من فلسطين وإن كانت بؤرتها فلسطين". وأوضح أن الكيان الصهيوني يتعامل مع هذه المعركة كمعركة حياة أو موت، وأن من يقف وراء الكيان الصهيوني ويدعمه بإعطائه الضوء الأخضر لممارسة هذا الإرهاب على الشعب الفلسطيني، يدركون كلهم بأن هذه المعركة هي معركة فاصلة. واستدل الخطيب، في هذا الصدد بما قاله رئيس وزراء العدو بالحرف الواحد عندما أقر بأن هذه المعركة حاسمة وفاصلة كونها ستحدد مصير اسرائيل، لذلك فهم لا يدّخرون أي وسيلة من الوسائل، بعيدا عن القانون الدولي والخوف من المحاسبة لتدمير وتهجير وإبادة قطاع غزّة. وبالنسبة للمساعدات التي يتبجح بها المسؤولون الأمريكيون باعتزامهم إرسالها إلى قطاع غزّة، قال محدثنا، إنها مجرد ذر الرماد في العيون، "إذ كيف يمكن تفسير إنشاء الولاياتالمتحدة لجسر جوي لمد الكيان الصهيوني بالأسلحة والمساعدات التي تدخل إلى القطاع، مضيفا أن هذه المساعدات لا تشكل واحدا في الألف من احتياجات أبناء المنطقة. وتأسف الخطيب، لكون هذه المساعدات على قلتها تصل إلى قطاع غزّة عبر مطار العريش وتذهب إلى معبر يربط قطاع غزّة بالأراضي المحتلّة عام 1948، حيث تسيطر عليه قوات الاحتلال التي تقوم بتفتيشها ليعاد إرسالها إلى معبر رفح، الذي هو في الحقيقة معبر مصري فلسطيني ولا علاقة للاحتلال به، غير أن الكيان الصهيوني يتعامل على أساس أنه معبر تابع له، مما يجعل السماح بدخول هذه المساعدات أو منعها خارج عن نطاق الحكومة المصرية. وأضاف الخطيب، أنه في ظل نفص المياه النظيفة والكهرباء وتواجد الناس في الشوارع والشهداء تحت الأنقاض، فإن بيئة الحرب الظالمة والمفروضة على غزّة هي بيئة مناسبة للكثير من الأمراض المتفشية المزمنة التي تحتاج إلى علاج على غرار أمراض السرطان، حيث لا توجد أدوية إطلاقا. المقاومة الفلسطينية تنتظر الفرصة المناسبة للقيام بالمزيد من المفاجآت وعبّر الكاتب الفلسطيني، عن ثقته بأن المقاومة أعدت لكل شيء، خاصة وأن الرأي العام العالمي أصبح متأكد بأن الحرب في فلسطين هو قتال دفاعي، مضيفا أنها "تنتظر الفرصة المناسبة للقيام بمفاجآت على نحو مفاجأة 7 أكتوبر الماضي، حيث لازال العدو الصهيوني يعيش حالة إرباك وكل هذه الشراسة ليست دليل قوة وإنما دليل ضعف"، قائلا في هذا الصدد "لا أستطيع أن أقول ماهي المفاجأة لأني لا أعلمها ولكن هناك مفاجآت على الطريق". كما أشار إلى أن الكيان الصهيوني وعلى لسان مسؤوليه اعترف بعدم جاهزية قواته البرية لعدم اكتمالها، وأنه ستحدث له كارثة في أي مواجهة محتملة. وحمّل محدثنا، المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث من إبادة في القطاع، واصفا إياه بالمجتمع الظالم الذي يكيل بمكيالين والذي يتشدق بحقوق الإنسان والحيوان والقانون الدولي والإنساني وبالقوانين الأممية، غير أنه يفشل في كل مرة في أول امتحان وأبرزه ما يحدث حاليا في قطاع غزّة. غير أنه أشار إلى أن هذا المجتمع الدولي سيكتشف عاجلا أو آجلا بأن الشعوب العربية لن تؤمن بأي ادعاءات بعد الآن، وأنها وضعت صورا وجدارا عريضا وكبيرا بينها وبين هذا النظام الدولي الذي يتعامل مع الفلسطينيين وكأنهم ليسوا بشرا، في حين يروج لادعاءات الصهيونية حيث لم يتوان عن إرسال وفود إلى الكيان الصهيوني والتعاطف معه. ووجّه الخطيب، شكره للجزائر حكومة وشعبا وعلى ما تحمله نفوس بنات وأبناء الجزائر من الحب لفلسطين والدفاع عنها، مشيرا إلى أن الجزائر كانت دوما ملهمة للنضال الفلسطيني والوشائج بين البلدين قائمة رغم بعد المسافة، ليختم حديثه بالقول "هي وشائج قوية وكبيرة وإن شاء الله جميعا نحن والجزائريون وكل أحرار الأمة تكون لنا الفرصة للانخراط جميعا في معركة التحرير وإزالة هذا الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني".