مراصد إعداد: جمال بوزيان طوفان الأقصى كشف مؤامرات وهمجيات الصهيونية العالمية الشعب الفلسطيني يرفض التهجير القسري ويضحي بنفسه للبقاء في أرضه إضافة لما يعانيه الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وقتل وظلم وتجويع وتشريد وتهجير قسري نحو الأردن ومحاولات لتهجيره حاليا نحو سيناء بمصر وغيرها وهدم لبيوته وحصاره حصارا شديدا طيلة سنوات طويلة.. سألنا أهل القلم عما يعيشه الشعب الفلسطيني عموما في الداخل والخارج لا سيما سكان غزة في ظل الخذلان والتواطؤ والتمييز من دول كثيرة للجانب الصهيوني الغاشم الذي يمارس سياسة الأرض المحروقة ها هو اليوم يبيد شعبا أعزل.. وما تعانيه الأسر الفلسطينية التي استشهدت منها نساء وأطفال تحديدا وما يعرض من أخبار كاذبة بشأن استهداف حركة حماس للمدنيين.. والحقيقة أن إسرائيل هي التي تستهدف المدنيين وأعلنتها حربا دون هوادة عبر رئيسهم وغيره ووجدت دعما من دول تزودها بالأسلحة والمعدات وغيرها.. وهي تستعمل الأسلحة الممنوعة دوليا. وأيضا ما يعبر عنه أهل الثقافة عموما من مواقف ومقترحات عما يدور في فلسطين في ظل تداعيات قد تغير المشهد العام على شعوب المنطقة برمتها. ***** طوفان الأقصى عمل وطني شجاع بامتياز أ. راضية زمولي عاش الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من سبعين عاما على أرضه وفي وطن طالما كان يدعى فلسطين ظلما وفصلا عنصريا بشعا حيث مارست إسرائيل الصهيونية ما هو أكثر من إحتلال بإنشاء منظومة أبارتايد عنصرية تضطهد جميع الفلسطينيين سواء على أراضي 1948 أو الضفة الغربية وقطاع غزة أو ملايين المهجّرين منهم المحرومين من حق العودة إلى وطنهم. هذا ولا يوجد شعب عانى في العصر الحديث ما يعانيه الإنسان الفلسطيني من عدوان همجي وحملة التهجيرالقسري واللجوء خصوصا إثر الأحداث الراهنة مع تزايد التلفيق ونشر الأخبار المغلوطة في ظل دعم غربي متصاعد للاحتلال وصمت عربي عن قضاياه المتعددة. هناك في غزة أين يعيش أكثر من مليوني فلسطيني حالة حصار محكم لم يسبق له مثيل بشاعةً وتمييزا واضطهادا وتشريدا سجن محكم الاغلاق يعاقَب سكانه بحملات قتل وتدمير أطفلا و شيوخا كبارا وصغارا أفراد عزل بدون سلاح يعيشون خذلانا وتوطؤا و تمييزًا عنصريا تحت سيطرة احتلال غاشم وصلت به البشاعة إلى قصف سيارات إسعاف وشاحنات إغاثة في المعابر. وجاءت عملية طوفان الأقصى وهي معركة غير مسبوقة حققت فيه المقاومة رد فعل طبيعي واجب وحتمي دفاعا عن الأرض والعرض والنفس إنجازا غير مسبوق حيث وفي سابقة حققت هذه الأخيرة نصرا وبداية للكفاح التحرري سطرت فيه كل أشكال الرفض والمقاومة و يعد عملا إراديا وحقا إنسانيا طبيعيا تكفله المواثيق والقوانين الدولية بهدف استعادة السيادة بجميع مظاهرها. طوفان الأقصى عمل وطني شجاع نفذته المقاومة لتُنادي بحرية الأرض الطاهرة التي سلبت بغير حق مضحية بالنفس والنفيس لصد ظلم وتنكيل استمر لعدة سنوات تحت صمت اعلامي وتعتيم حقائق دام سنوات. لتأتي اليوم الأصوات الناعقة وأبواق الإعلام الكاذبة لتشويهِ صورة المقاومة ولا نزايد على ردها الشريف الطاهر الرؤوف بالنساء والأطفال الداعي للحرية تأتي أبواق طالما أخرسها ظلم الاحتلال لتدعو إلى رد الفعل المنطقي المكفول حقا بالإرهاب وترسم عنه كل اشكال الوحشية الملفقة في وسائل الإعلام المختلفة فتنادي ظلما دون دليل أو وجه حق بتجريم المظلوم الذي طالب بحقه منذ عهود متناسية أو غاضة الطرف عن الظلم الوحشي السافر الذي ينفذه الاحتلال في الفترة الأخيرة على قطاع غزة من إبادة وقصف ودمار شامل على مرأى العالم ففي الأحداث الأخيرة وإثر الرد الجبان للاحتلال ضد الأطفال العزل والمدنيين المحاصرين يمارس أخيرا أبشع وسائل العنصرية على القطاع المحاصر بغلق المعابر وقطع كل وسائل الحياة المكفولة حقا في الميثاق الأممي لحقوق الإنسان. ثم إنه لا يمكن بأي شكل وتحت أي ظرف أو تحت أي مسمى أن تكون الدولة التي سميتموها إسرائيل على اسم نبي من أنبياء الله وهو منكم براء أن تكون ضحية لا يمكن لدولة تحظى بمختبر عسكري لأجود الأسلحة أن تكون مظلومة. وبالطبع فإن دولة تعد التجنيد العسكري إلزاميا على كل فرد مستوطن شهريا لا يمكن أن يعد أفرادها مظلومين ولا يمكن قطعا أن تعد دولة مدعومة بالجيش الأمريكي أن تكون هي الطرف الضعيف. جاءت الأحداث الأخيرة بكل ما تحمله من معاناة وألم يعيشه الشعب الفلسطيني الأعزل أو من حظوة وشرف أنجزته المقاومة لتسفر عن دعم دولي وحشد واسع مع الاحتلال من جهة وحشد شعبي متعاطف مع القضية من جهة أخرى نتحدث هنا عن دعم الشعوب لا حكوماتها حيث يعيش الوسط الفلسطيني أبشع أيامه وسط صمت عربي وخذلان غير مقبول سواء عن غير قصد بسبب الحصار المفروض أو تجاهلا وخذلانا واضحا للقضية الأم فيما يحظى الاحتلال اليوم بدعم مادي غربي واسع النطاق. إن القضية الفلسطينية قضية عَقَدِيَّة بالدرجة الأولى تتمثل أولا في مركزية وأهمية المقدسات الإسلامية وحماية المسجد الأقصى المبارك وأن أي شكل من أشكال الاعتداء عليه .يعد مساسا بالمقدسات الإسلامية هذا ولا تعد القضية العقديَّة في المسجد الأقصى وحده -كما يتسابق المُتحدِّثون بلا رويَّة- بل أمر القضيَّة العقديَّة هو فلسطين كلُّها. ولا شكَّ أنَّ تهديد المُعتقد الإسلاميّ وتهديد مجموع المُسلمين هو خطر داخل في صُلب مُشكلات العقيدة الإسلاميَّة لأنَّ المُسلمين هُم جماعة الحقّ القائمة في الدنيا بأمر الله ومتى زالوا أو أصابهم الضررُ الماحِقُ كان هذا إزالةً لعقيدتهم سواء على أرض مُعيَّنة للمُسلمين -وهنا هي فلسطين- أو في المجموع.. وإن المجموع أمة وما هي إلا قضية أمة وما تزال سنة الله جارية ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ وإن أي خذلان للقضية هو خذلان في حق النفس والأمة قبل أن يكون في حق فلسطين نسأل الله لها ولأهلها سلاما ونصرا: فلا تحزن فربك ذو انتقام . وسيصنع من دم الأبطال نصرا. *** المثقف الجديد والقضية الفلسطينية إلى أين...!؟ أ. هالة فغرور نطالع من وراء الشاشة أخبار القصف المتكرر والغارات الجوية والبرية من الاحتلال الصهيوني إلى أراضي غزة أراضي فلسطين الحبيبة البلد الثاني للجزائر أو عاصمة الجزائر العربية في ظل هذا الطوفان الذي سمي طوفان الأقصى وهو دليل قاطع عن مدى تداعياته في المنطقة وتحقيق ما يسمى السلام القومي العربي فهو يفتح المجال للمبايعة العربية ودعوة لاتحاد الشعوب العربية من أجل قضية إنسانية عادلة تأبى أمريكا الاعتراف بها في المجلس الأمريكي إلا أن الاعتراف بفلسطين بصفتها دولة ليس جديدا فتاريخيا هي دولة عربية قامت وما تزال قائمة شامخة شموخ الإسلام. برهنت الحركات الإسلامية وحدتها فأبانت حركة حماس عن مدى قوتها العسكرية والبشرية من حيث التخطيط المحكم الذي بدأ باستهداف حفل قطعان برية همجية فرمزية الحفل وحفلات عديدة هو تلذذ في أرض مغتصبة وحقيقة مؤلمة للعرب. الشعوب تثبت كل مرة أنها داعمة لفلسطين ولإخوانهم هناك وذلك ما أظهرته مسيرات الغضب في بلدان الشرق الأوسط كلبنانوالأردن والعراق وإيران وماليزيا ودول أوروبية كفرنسا وألمانيا واسپانيا وغيرها وجاءت مسيرات الجزائر متأخرة ولا ندري السبب الذي سيلفقه الجميع لا عذر عربي لنا كدولة كما أن كتابها الميامين وشعراءها وقفوا وقوفا محايدا وهذا ما أعطى صدى للآخرين من بعضهم الداعمين من أول يوم لما يحدث في غزة أنهم غير واعين بقضية فلسطين وأن نصوصهم لا تستوعب فكرة فلسطين وشعب فلسطين وقضية فلسطين وهي همنا الذي نجتمع عليه ونتفرق عليه. فلسطين لم تخذلها الشعوب إنما خذلها الحكام الذين تولوا الزعامة بعد المؤامرات المستهدفة للنيل منها بطريقة غير مباشرة وبعد إسقاط الحكام العرب من قبل الخونة جاءت الهزيمة النكراء للبلدان العربية مما أسفر عن تعقيد على الصعيد السياسي للبلد فلسطين الحبيبة. فلسطين تستغيث وتستنجد بالجميع الذي يرى القضية الفلسطينية قضية عادلة بعد التعتيم الإعلامي الضارب الخيانة والخذلان فلا بد من المؤازرة والمؤاخاة وأدعو أصدقائي ومن يعرفون أن يتوقفوا عن صنع المهازل ممن ينشرون منشورات الغزل والحب والضحك وأمور أخرى غير ضرورية لهذا يؤذي إخواننا ويزيد من أوجاعهم فقضيتنا واحدة لا تدخلوا الشك في عروبتكم نحن إخوانكم واعذروا قلة حيلتهم. على المثقفين الجزائريين -أخص بالذكر- أن يتوقفوا عن هذه المنشورات الساخرة حال المأساة الواقعة فعلا هي أيام حرب وهناك حرب إعلامية نشاهدها من خلال التلفزيون وعبر الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي. تحيا فلسطين حرة أبية مستقلة والمجد للعروبة الحقيقية عاشت أفريقيا بعيدا عن كل التوسعات المتصهينة. *** الدلالات الإستراتيجية ل طوفان الأقصى أ. د. محسن محمد صالح* تعدُّ عملية طوفان الأقصى التي شنها مقاتلو كتائب القسام التابعة لحركة حماس من قطاع غزة ضدّ المستعمرات والمعسكرات الإسرائيلية المحيطة بغزة حدثاً استراتيجياً غير مسبوق طوال الخمسة والسبعين عاماً التي مضت على إنشاء إسرائيل . فنحن أمام أكبر هجوم فلسطيني وعربي داخل فلسطينالمحتلة سنة 1948 منذ إنشاء إسرائيل أدى خلال بضع ساعات إلى احتلال نحو 20 مستوطنة ونقطة استيطانية و11 موقعاً عسكرياً بما في ذلك مقر قيادة فرقة غزة التي تتبع جيش الاحتلال. إذ كان مركز كل الحروب والمعارك الأساسية خارج الأرض المحتلة سنة 1948. ونحن أمام أكبر عدد من القتلى الصهاينة في كل الحروب التي خاضها الفلسطينيون بعد 1948 وحتى مقارنة بمعظم الحروب التي خاضتها الجيوش العربية. ففي حرب 1967 لم يزد قتلى الصهاينة عن 750 قتيلاً وفي حرب اجتياح لبنان على مدى ثلاثة أشهر سنة 1982 لم يزد عن 650 قتيلاً وفي حرب جويلية 2006 كان 104 قتلى. والاستثناء الوحيد هي حرب أكتوبر 1973 التي خاضها الجيشان المصري والسوري على مدى 16 يوماً وقتل فيها نحو 2 200-2.500 جندي إسرائيلي. وحتى كتابة هذه السطور بعد خمسة أيام من المعركة اعترف الصهاينة بنحو 1.300 قتيل و3 آلاف جريح. ونحن أمام أكبر عدد من الأسرى الصهاينة تأسره المقاومة في تاريخها حيث يزيد عن 150 أسيراً العديد منهم ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي. ونحن أيضاً أمام أكبر مفاجأة عسكرية استراتيجية وأكبر فشل للأنظمة الأمنية في تاريخ إسرائيل رافقتها أسوأ حالة ارتباك وأسوأ مظهر مهين لمنظومة الحكم الإسرائيلية. الدلالات الاستراتيجية: أولى الدلالات الاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى سقوط نظرية الأمن الإسرائيلي القائمة على مبادئ الردع والإنذار المبكر والقدرة على الحسم والتي أضيف إليها مبدأ رابع سنة 2015 هو مبدأ الدفاع. حيث تهاوت هذه المبادئ الأربعة في هذه العملية. كما أن عدداً من الأسس التي قامت على تلك المبادئ ضُربت أيضاً بقوة مثل نقل الحرب إلى أرض العدو والحدود القابلة للدفاع عنها والمناطق العازلة. ولأن الأمن هو أمرٌ جوهري في العقيدة الصهيونية وأساس في بنية الكيان الإسرائيلي باعتباره يوفر ملاذاً آمناً ليهود العالم وباعتباره قادراً على سحق وردع كل القوى والجيوش في البيئة الاستراتيجية المحيطة فإن الضربة التي تلقاها في الصميم ستُفرغ المشروع الصهيوني من محتواه وتفقد أرض الميعاد جاذبيتها وتجعل اليهود الصهاينة المقيمين يتطلعون للهجرة المعاكسة وللعودة إلى البلدان التي جاؤوا منها. ولذلك سعت القيادات السياسية والعسكرية فوراً إلى التعبئة العامة وتشكيل حكومة وحدة وطنية ومحاولة استرداد حالة الردع وترميم صورتها التي تهشَّمت من خلال القصف الوحشي للمدنيين والتدمير الشامل للمرافق والخدمات المدنية في قطاع غزة. الدلالة الاستراتيجية الثانية هي مركزية الأقصى والقدس في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي بما يجعله مهوى القلوب ومصدر إلهام عظيم وبما يجعله موحداً وجامعاً لقوى الأمة وموّجهاً لبوصلتها. ولذلك فإن تمادي الصهاينة في العدوان على القدس ومحاولة تهويد الأقصى كان طوال العقود الماضية عنصر تثوير وتفجير في مواجهة المشروع الصهيوني... وهو ما كان سبباً أساسياً لمعركة طوفان الأقصى التي حملت اسمه. الدلالة الاستراتيجية الثالثة هي التكريس العملي لمشروع المقاومة باعتباره الأداة الفعالة الصحيحة لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال. إذ جاءت هذه العملية تتويجاً لعمل مضن متواصل من حماس وقوى المقاومة في مراكمة القوة حققت في إثره قفزات نوعية بشرياً وعسكرياً وأمنياً وقدمت أداء مذهلاً توَّجت فيه أربعة حروب سابقة. يأتي هذا بعد أن كان قادة فلسطينيون منافسون يتهمون صواريخ المقاومة بأنها صواريخ عبثية وأنها ألعاب نارية. وقد تزامن هذا مع سقوط مسار التسوية السلمية وفشل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في الاعتماد على اتفاقات أوسلو لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على فلسطينالمحتلة سنة 1967 وبعد تنَكُّر الحكومات الإسرائيلية لها ومضاعفة برامج التهويد والاستيطان وتحويلها للسلطة الفلسطينية إلى أداة تخدم أغراض الاحتلال أكثر مما تخدم تطلعات الشعب الفلسطيني. الدلالة الاستراتيجية الرابعة هي فشل المشروع الصهيوني في تطويع الإنسان الفلسطيني. فخلال ثلاثين عاماً من الاحتلال البريطاني وخلال خمسة وسبعين عاماً من إنشاء الكيان الإسرائيلي لم يتوقف الشعب الفلسطيني عن الانتفاضة والثورة ... موجات تصعد وتهبط ولكنها مستمرة. ولم تنفع معه كافة أشكال القهر والتهجير والتدمير والمعاناة وكلما ظن الصهاينة أنهم نجحوا في الإخضاع كلما ظهرت انتفاضة تعيدهم للمربع الأول كما في الانتفاضة المباركة 1987–1993 وكما في انتفاضة الأقصى 2000–2005 وكما في الحروب التي خاضتها غزة وفي انتفاضة القدس وغيرها. ولذلك لم يكن غريباً أن تقول صحيفة هآرتس إننا نواجه أصعب شعب في العالم . وها هو المارد الفلسطيني المقاوم يفرض برنامجه على العالم من جديد. الدلالة الاستراتيجية الخامسة هي فشل إسرائيل في تقديم نفسها كشرطي للمنطقة. فبعد حالة العجز والفشل في التعامل مع المقاومة الفلسطينية وبعد سقوط نظرية الأمن وانهيار الردع وانكشاف أن نِمرها هو نِمر من ورق لم تعد إسرائيل قوة يعتمد عليها الغرب في الهيمنة على المنطقة ولا قوة موثوقة تلجأ إليها دول المنطقة في حل نزاعاتها وفي حسم صراعاتها مع أعدائها. وغالباً ما ستفشل إسرائيل في ترميم الصورة البائسة التي ظهرت عليها في معركة طوفان الأقصى. الدلالة الاستراتيجية السادسة سقوط فرضية إمكانية إغلاق الملف الفلسطيني بينما تتم عملية التطبيع مع البلدان العربية والإسلامية بحيث يتم الاستفراد بالفلسطينيين وعزلهم عن بيئتهم العربية والإسلامية وفرض الرؤية الصهيونية في تسوية الملف الفلسطيني. وهذا ما تفاخر به نتنياهو في خطابه في الأممالمتحدة في سبتمبر الماضي. لقد أثبتت عملية طوفان الأقصى أنه لا يمكن تجاوز الشعب الفلسطيني وحقوقه وأن المقاومة قادرة على أن تقول كلمتها وأن تفرض شروطها على اللعبة . وأن مسارات التسوية السلمية والتطبيع مصيرها الفشل طالما ظل الاحتلال قائماً. كما أن التفاعل الإيجابي الواسع للشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم في نصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته يظهر أن عملية التطبيع هي قشرة سطحية رسمية مرتبطة بمصالح بعض الأنظمة ما تلبث أن تزول بزوال تلك المصالح أو بنزول دعاة التطبيع عن سدَّة الحكم. وأخيراً فإن عملية طوفان الأقصى تركت أثراً عميقاً في المسار الفلسطيني ومن المرجح ألاّ يكون ما بعد يوم 7 أكتوبر 2023 كما قبله. * تم نشر أصل هذا المقال على موقع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي عربي TRT)