ينتظر كل الناس قدوم فصل الصيف بفارغ الصبر، كونه فصل العطل والراحة والاستمتاع بالبحر والسباحة، غير أن هذا الفصل ليس كله متعة، فعدم الحذر والوقاية قد يسبب أمراضا كثيرة، فبدخول فصل الصيف وما يصاحبه من ارتفاع في درجة الحرارة ونسبة الرطوبة تنتشر بعض الأمراض، لهذا يوصي الأطباء بأخذ الحيطة والحذر، كأحسن وسيلة لتفادي الإصابات المختلفة، وما أكثرها في هذا الفصل، منها ضربات الشمس والتسمم الغذائي، إلى جانب أمراض العيون، بعد السباحة في أماكن غير نظيفة، إضافة إلى النزيف الأنفي وحتى مشكل جفاف البشرة فيما يتعلق بالمسنين أو الأطفال الصغار. ولأن معظم الناس، لا يعيرون اهتماما كبيرا لهذه المشاكل، لأنهم يسعون فقط للاستمتاع واستغلال كل الوقت للراحة والتنزه ونسيان "الواجبات"، فإن هذا يجعلهم عرضة سهلة لهذه الأمراض، تقول السيدة علوش، طبيبة بمركز صحي في وسط العاصمة "معظم الحالات التي نستقبلها في فصل الصيف، تتعلق أساسا بحالات التسمم الغذائي وضربات الشمس، كون معظم الناس في هذا الفصل لا يعيرون الاهتمام الكبير لصحتهم، لأنهم يأكلون في أي مكان ويبقون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس خاصة على شواطئ البحر، مما يؤدي إلى إصابات مختلفة". ويقول السيد (عبد النور.ع) اختصاصي في التخدير بمستشفى لمين داغين (مايو سابقا) إن أكثر الأمراض انتشارا في هذا الفصل هي التسممات الغذائية المختلفة، حيث تكتظ العيادات بمثل هذه الحالات، فالناس لا يراقبون ما يأكلونه من وجبات سريعة في أي مكان، كما يستهلكون المايونيز، التي لا تحفظ حسب ما تقتضيه الشروط الصحية، إضافة إلى استهلاك مختلف المشروبات دون مراقبة وحتى الإكثار من تناول الفواكه دون غسلها، والفواكه الموسمية كالبطيخ مثلا والذي لا نعرف الطريقة التي تمت بها عملية سقيه، كل هذا يسبب مثل هذه التسممات الغذائية "، ومن أجل تفادي هذه الأمراض ينصح الأطباء بالنظافة أولا، ومراقبة كل ما يستهلكه الفرد، مع غسل الأيدي جيدا وغسل الفواكه ومراقبة تواريخ نهاية الصلاحية لبعض المواد الغذائية، هذه الأمور البديهية كما يشير إليها الطبيب عبد النور.ع، أهميتها كبيرة لتفادي مثل هذه التسممات الغذائية، والتي تعد خطيرة في بعض الأحيان، كما يوصي الأطباء أيضا بالإكثار من شرب الماء، خاصة للأطفال وهذا من أجل تفادي حالات الجفاف الجسمي، الذي يصيب الأطفال في الصيف والمسنين أيضا، في ظل ارتفاع درجات الحرارة. إلى جانب التسمم الغذائي، فإن ضربات الشمس تعد من بين الأمراض المعروفة أيضا خلال هذا الصيف بعد التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة، مما يسبب التهابات جلدية كثيرة تسبب مع الوقت أمراضا أخرى تصل إلى حد سرطان الجلد، أو إصابات على مستوى الرأس تؤدي إلى الشعور بآلام حادة، مثلما تشير إليه الطبيبة علوش التي تقول "نستقبل يوميا أشخاصا تعرضوا لضربات شمس، ومنهم من يأتينا بعدما قضى يوما كاملا في الشاطئ وهو يعاني من التهابات، نظرا لمكوثه تحت أشعة الشمس دون حماية، ومنهم من يشتكي من آلام على مستوى الرأس، ومن بين هؤلاء العمال الذين يشتغلون خارجا تحت أشعة الشمس ولا يحمون أنفسهم"، ولتفادي مثل هذه الوضعيات تؤكد الطبيبة، أنه لابد من الوقاية أولا وقبل كل شيء، فعلى المتوجهين إلى شاطئ البحر أن يحموا أنفسهم من أشعة الشمس، فمن الأفضل الذهاب صباحا أو في المساء، وتفادي البقاء تحت الأشعة من الساعة 11 إلى الرابعة زوالا، كما ترى أنه من الأفضل على من يريد تغيير لون بشرته أن يكتفي بذلك خلال السباحة ولايستلقي تحت أشعة الشمس الخطيرة، خاصة خلال فترات الزوال، إلى جانب ارتداء قبعات واقية بالنسبة للأشخاص المعرضين يوميا لأشعة الشمس وارتداء نظارات صحية، وفي هذا الجانب ترى أنه لابد من اختيار نظارات ملائمة والتي لابد من اقتنائها عند بائع النظارات الصحية وليس البائعين الآخرين المتواجدين في الشوارع. وبالحديث عن العين وما قد يصيبها من أمراض، فإن هناك عدة أمراض تصيب العين خلال الصيف، مثل الرمد والرمد الحبيبي، فالسباحة في بعض الأماكن غير النظيفة وعدم الاهتمام بالنظافة ككل وعدم غسل الأيدي، من الأسباب المؤدية إلى الإصابة بأمراض العيون، ولذلك ينصح الأطباء بضرورة الحذر والحيطة والاهتمام بالنظافة لتفادي هذه الأمراض. وتكثر في فصل الصيف أيضا، حالات الإصابة بنزيف الأنف، أو ما يعرف بالرعاف، ويحدث نتيجة الحرارة العالية، خاصة لدى الأطفال ويصيب من لديهم استعداد لذلك، وينصح الأطباء من أجل وقف النزيف بالضغط بقوة ولمدة عشر دقائق على الجهة التي تنزف مع التنفس عن طريق الفم حتى يتوقف النزيف. ويؤكد الأطباء على ضرورة الحيطة والحذر، فالاستمتاع بالصيف لا ينفي ضرورة الاهتمام بالصحة، وتفادي كل ما من شأنه أن يعرض حياة الأفراد إلى الخطر، كما توصي الطبيبة علوش باختيار محلات شراء المواد الغذائية ومراقبة نوعيتها أيضا، ولا يجب الإكثار في تناول كل ما يباع دون مراقبة، وبضرورة الحذر أيضا من ضربات الشمس وأمراض العيون بالوقاية والنظافة.