دعت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أمس السبت في الجزائر العاصمة، القائمين على النوادي السينمائية، إلى تنسيق الجهود لإنشاء الشبكة الوطنية للنوادي السينمائية، بمرافقة من المركز الجزائري للسينماتوغرافيا (السينماتك، أو متحف السينما الجزائرية)، الذي سيوفر مكتبا على مستواه للأمانة التقنية. وأكدت صورية مولوجي خلال إشرافها على يوم دراسي عنوانه "دور نوادي السينما الجزائرية في نشر الثقافة السينمائية" احتضنه متحف السينما الجزائرية، أن مصالحها ستدعم وترافق هذه المبادرة أيضا؛ من خلال تنظيم دورات تكوينية متخصصة وتأهيلية لمنشطي النوادي، بمساهمة المؤسسات المختصة تحت الوصاية؛ قصد الارتقاء بالمشهد الثقافي والفني، ودفع حركة الفعل السينمائي إنتاجا وتوزيعا. وقد صرحت على هامش اللقاء، بأن المسعى المنشود سينطلق مع مطلع عام 2024. وضمن الهدف نفسه قالت الوزيرة إنها رفعت تعليمة مطلع الشهر الفارط، إلى مديري الثقافة والفنون في كل الولايات والمؤسسات المختصة تحت الوصاية، بخصوص تفعيل العروض في قاعات السينما، والتي تقضي بضرورة برمجة عروض سينمائية بشكل دوري ومستمر أسبوعيا، مع إتاحة الفرصة لصنّاع الأفلام من الشباب المبدعين، ومساعدتهم على إطلاق عروضهم الأولى ضمن نشاطات نوادي السينما. وأشارت مولوجي إلى أن وزارة الثقافة والفنون من خلال بعث ثقافة النوادي السينمائية في البلاد وتفعيل دورها في نشر الثقافة السينمائية، تُعبّر عن إرادة الدولة في الارتقاء بالفن السابع إلى المستوى المأمول في عصر التسابق التكنولوجي والتطورات المتسارعة في مجالات السمعي البصري. وتابعت: "إن النوادي السينمائية هي أفضل الفضاءات القادرة على منح عشاق الفن السابع، متعة المشاهدة السينمائية، والمرفقة بتثقيف فكري وجمالي وفني وتقني متكامل، ضمن شروط العرض، وطقوس المشاهدة. ويمتد على مسائل أخرى أساسية؛ على غرار مناقشة الفيلم المعروض، وتبادل المعلومات والقراءات النقدية، وتحقيق التواصل بين المشاهدين وبين صنّاع الفيلم. وهي على صعيد آخر، بوابة إلى مزيد من المعرفة والاطّلاع، وإلى متابعة دائمة لمعنى المُشاهدة ومتعتها، مع التأسيس عبر النقاش، وتبادل الآراء لوعي فكري وفني كفيل بالارتقاء بالعملية الإبداعية في مجملها". وذكرت الوزيرة أن انعقاد اليوم الدراسي "نوادي السينما الجزائرية ودورها في نشر الثقافة السينمائية"، يأتي في سياق العناية المستمرة بإثراء المشهد السينمائي في الجزائر، وتنفيذ ومتابعة مخرجات الجلسات الوطنية للسينما، التي حرصت على ضرورة بعث النوادي السينمائية. ونقل اللقاء عددا من التجارب الحية لعدد من النوادي السينمائية التي تنشط في عدد من الولايات، إلى جانب حضور مختصين ومتابعين للشأن؛ بهدف الوقوف وقفة تقييم، من شأنها أن تعطي انطلاقة أقوى للنوادي السينمائية، وتفعيل دورها في المشهد الثقافي.