❊ شريان يربط تندوف وبشار بولايات شمال الوطن ❊ نقل أكثر من 140 ألف طن يوميا من خام الحديد عبر 8 قطارات ❊ فتح آفاق تنموية واعدة لتثمين الثروات المنجمية يكتسي خط السكة الحديدية بشار – تندوف - غارا جبيلات أهمية بالغة كونه سيفتح آفاقا تنموية واعدة لتثمين الثروات المنجمية بالمنطقة، كما يأتي ضمن ما يعرف بالخط المنجمي الغربي الذي يعد مشروعا استراتيجيا ضخما وبنية تحتية تسمح باستغلال واحد من أكبر مناجم خام الحديد في العالم. يشمل هذا الخط للسكة الحديدية مسافة 950 كلم من البنية التحتية للسكة الحديدية والتي ستشكل حلقة النّقل الرئيسية نحو معامل التعدين، ومنه باتجاه المناطق الصناعية والموانئ التي تغطيها الشبكة الوطنية للسكة الحديدية. ويعتبر المشروع امتدادا للرواق الغربي لخط السكة الحديدية وهران-بشار، والذي يمتد جنوبا من مدينة بشار مرورا بالعبادلة وحما قير وتبلبالة وحاسي خبي وأم العسل وتندوف وصولا إلى غارا جبيلات. ويعد هذا المشروع العملاق للسكة الحديدية حلقة الربط الرئيسية في سلسلة إنتاج الحديد والصلب في الجنوب الغربي للبلاد، والذي سيسمح بنقل أكثر من 140 ألف طن يوميا من خام الحديد عبر ثماني قطارات في كل اتجاه بعد إطلاق مقطعه الأول الرابط بين بشار وحدودها مع ولاية بني عباس عبر مسافة 200 كلم. وتجري الأشغال حاليا على مستوى المقطع الثالث الذي سيربط مدينة تندوف ببلدية أم العسل على مسافة 175 كلم، والتي أوكلت أشغال إنجازه إلى مجمع شركات عمومية وفي مقدمتها المؤسسة الوطنية للأشغال العمومية بمرافقة شركات وطنية أخرى، فيما يراقب ويتابع الأشغال مجمع مكاتب الدراسات العمومية وفق القائمين على الإنجاز. وأجمع إطارات بقطاعات الطاقة والمناجم والأشغال العمومية والتجارة بولاية تندوف، على أن هذا المشروع الذي سيربط منطقة غارا جبيلات (140 كلم جنوب تندوف) بولاية بشار سيساهم في تعزيز الحركية الاقتصادية من خلال نقل خام الحديد نحو مناطق التصنيع، تجسيدا لتوجه الدولة الرامي إلى تثمين الثروات المنجمية بولاية تندوف التي تعتبر بوابة الجزائر نحو الغرب الإفريقي. وبالنسبة لقطاع الأشغال العمومية بولاية تندوف، فإن هذا الخط من شأنه أن يقلل من تكلفة نقل المادة الخام من الحديد انطلاقا من منجم غارا جبيلات نحو مختلف مناطق التصنيع، فضلا عن أهميته في الدفع بالحركة التنموية بالمنطقة وإنعاش الاقتصاد الوطني بشكل عام. وسيساهم هذا المشروع في التخفيف وبشكل فعّال من الضغط المروري على الطريق الوطني رقم 50 الذي يعتبر بمثابة الشريان الوحيد الرابط بين تندوف وبشار ثم نحو ولايات شمال الوطن. كما سينعكس مشروع السكة الحديدية بشار-تندوف -غارا جبيلات بشكل إيجابي على ذات المحور، من خلال المحافظة على هذه المنشأة الطرقية وتقليص فاتورة صيانتها الدورية، إلى جانب المساهمة في ترقية المبادلات التجارية مع دول الجوار الإفريقي. من جهتهم أبرز مسؤولو غرفة التجارة والصناعة "تفاقومت" بتندوف، المزايا الاقتصادية التي سيوفرها المشروع للمنطقة، معتبرين أنه سيعود بالفائدة على سكان هذه الولاية وعلى المتعاملين الاقتصاديين والتجار من خلال تسهيل نقل البضائع بأقل التكاليف، فضلا عن تشجيع الاستثمار بهذه الولاية الحدودية. ويتوخى من هذا المشروع الاستراتيجي الذي تعول عليه الدولة في تدعيم الاقتصاد الوطني، ضمان وتأمين إمداد مصانع الصلب والحديد الوطنية بالمواد الخام وزيادة مداخيل الصادرات خارج المحروقات.