سيحيي الفنان لونيس آيت منقلات، حفلا كبيرا بالقاعة البيضاوية في الجزائر العاصمة، بمناسبة رأس السنة الأمازيغية المنتظر يوم 12 جانفي 2024، والذي تنظمه مؤسسة خاصة، فتحت من الآن شبابيك لبيع تذاكر السهرة في عدة ولايات، ليعود بذلك "الفنان الحكيم" إلى الواجهة الفنية بعد غياب وفي يده "قيتارتي" (سنيتراو بالمتغير اللغوي الأمازيغي القبائلي)؛ آخر ألبوم للفنان، كان أعلن، حديثا، عن إنهائه تسجيلَه. وفقا لفيديو منشور في صفحة الفنان الرسمية على فايسبوك، ذكر آيت منقلات أن الألبوم يضم ست أغان، سيكون متاحا يوم الحفل للبيع. ولم يشر إن كان سيؤدي بعضا منها؛ قال: "حفلتي الأخيرة في القاعة البيضاوية كانت تجربة لا تُنسى. آمل أن يكون هذا الحفل أفضل، على الأقل، من حيث المستوى. أنا شخصيا وابني جعفر وكل الموسيقيين، نبذل قصارى جهدنا لتقديم أفضل عرض ممكن للحاضرين". الفنان (73 عاما) الذي ألِف أن ينشط هذه المناسبة في كل عام بباريس، نشر في حسابه الشخصي على فايسبوك، أنه اختار هذه المرة، أن يقيم الحفل بالجزائر العاصمة، في قاعة مناسبة تسع جمهوره الواسع. وعكفت الجهة المنظمة منذ شهر سبتمبر الماضي، على بيع التذاكر. وخصصت نقاط بيع معتمدة لإنجاح العملية، والتي تتم في فندق سويسرا في العاصمة، وفندق إيتورار في تيزي وزو، وفندق أطلنتيس في بجاية، وفندق ليلى في بومرداس، ومطعم ليجوندير في مدينة عزازقة (تيزي وزو). وبعد خضوعه لعملية جراحية في القلب في جانفي 2015، عاد آيت منقلات بعد ستة أشهر، من خلال جولة وطنية للترويج لألبومه "إيسفرا" (القصائد) الذي صدر سنة من قبل. وفي أفريل 2017 أصدر ألبوم " ثودرث ني" (تلك الحياة)، وهو آخر ألبوم له، أشاد فيه بجمهوره الذي سانده ودعمه دوما. وخفّف الفنان نشاطه إلى أن أقام حفلا ضخما في القاعة البيضاوية في 2017، بمناسبة مرور خمسين عاما على مسيرته الفنية. ثم غيّبت الأزمة الصحية العالمية جراء تفشي فيروس كورونا، حضوره لسنوات، إلى غاية العام الماضي 2022؛ حين أحيا بقاعة "الأطلس" في الجزائر العاصمة، حفلا مميّزا، نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام. لونيس آيت منقلات شاعر ومطرب ومغنّ جزائري قبائلي. اسمه الحقيقي هو عبد النبي آيت منقلات. وُلد في 17 جانفي 1950 بقرية إيغيل بوماس في أعالي جبال جرجرة ببلدية إبودرارن التابعة لولاية تيزي وزو. يُعد أحد أشهر مغني الموسيقى القبائلية الأمازيغية المعاصرة. وتتميز أشعاره وأغانيه بالطابع الفلسفي، وتكون أحيانا رمزية. كما تتميز بقوة معانيها. وتطرح مواضيع الإصلاح الاجتماعي، والإصلاح السياسي، بالإضافة إلى الحكم والمواعظ، والدفاع عن الهوية الجزائرية. وقدّم عدة أغان ذات طابع عاطفي راق. وللمطرب رصيد موسيقي ثريّ بالنصوص والأغاني الشعرية العميقة التي تغني الوطن والهوية، والحب، والحرية. وعموما، تتميز موسيقى آيت منقلات وأشعاره بالطابع الإنساني. وتعكس ثقافة راقية، كل هذا يستقيه من عمق الثقافة القبائلية الأمازيغية الجزائرية الغنية والثرية، والحافلة بالعطاء.